بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة لوجه الله لساسة الجنوب
(خصوصا جماعة هادي و جماعة عيدروس)....... كونوا حريصين على تصفية ما ترسب عميقا في قاع "لاشعوركم" من بقايا رواسب لآيديولوجيات قديمة عفى عليها الزمن............الامارت و السعودية حصلت فيهما تغييرات تجديدية عظيمة جدا... بدأتها الامارات منذ سنوات و لحقتها الآن السعودية......فالله الله في الحرص على ببعضكم البعض و الله يوفقكم و يسدد خطاكم
الرئيس هادي و المجلس الانتقالي يقفان مع دول التحالف بطريقة "استاتيكية" و "سلبية"
بينما كان من الأفضل أن يقفان مع دول التحالف بطريقة "ديناميكية" و "إيجابية"................هذا رأيي و هو موجز و إليكم التفاصيل:
الطرفان المذكوران أعلاه يتشاركان في دعم دول التحالف بالتسابق على الاستقطاب و التجنيد العسكري لشباب و بسطاء الجنوب بطريقة فوضوية غير مثالية بالمرة و هذا أحد أوجه السلبية (و أكتفي بذلك لأن هذا مش موضوعي في هذا المقال) و ...... بالإضافة لذلك:
أين هي استاتيكية و سلبية الرئيس هادي؟ إنها في تحالفه الغامض الغير مفهوم مع حزب الاصلاح و بأكثر من ما ينبغي! ...........كذلك هادي يتبنى رؤية الاصلاح عن الاقاليم الستة و المخرجات حرفيا و بصنمية مقيتة مع علمه أن الجنوبيين المشاركين في صياغتها لا يمثلون كل طيف نخب الجنوب حيث تم تجاهل و استبعاد جزء هام جدا من نخب الجنوب!
أين هي استاتيكية و سلبية المجلس الانتقالي؟ أنها في جموده عند سقفه العالي في الحل للقضية الجنوبية عبر شعار استعادة دولة الجنوب المستقلة الكاملة السيادة و هكذا و بدون ان يشعر سلّم دقنه لجنجريتش و بقية العصبة غريفيث و ترامب و بقية طابور قادة الدول العظمى ! ثانياً هذا السقف العالي جعل الدنبوع يدبق أكثر و أكثر بحزب الاصلاح
(((أعلم ان هناك اعتراض أساسي و جوهري من قادة و انصار المجلس الانتقالي على مسألة تنزيل السقف لأن فتح هذا الباب بدون فهم و بدون حسابات دقيقة قد يؤدي لسحق و تدمير القضية الجنوبية و عندهم حق بهذا الاعتراض و هو موقف سليم و لكن ليس بالمطلق!..... بمعنى لو تم تنزيل و زحزحة السقف مسافة بسيطة من الاستقلال التام الكامل السيادة الى الاستقلال الكونفدرالي(يعني أخذ لب و جوهر الاستقلال) و المصحوب بالنفاذ و التنفيذ العملي على الأرض (قرار مع التنفيذ الفوري) بدون فسحة من الوقت تسمح لأعداء القضية الجنوبية باستغلال الموقف لصالحهم فما أظن ان ذلك سيسبب أي ضرر لقضيتنا الجنوبية....على الأقل هذه وجهة نظري أدرسوها يا انتقاليين.............مع التنبيه الى أن النزول بالسقف أدنى من الكونفدرالية و لو بمقدار بنانه ستكون نتائجه سيئة جدا لذلك ألعبوها صح و بذكاء و بحسابات دقيقة لا تغادر صغيرة و لا كبيرة)))
الطرفان المذكوران أعلاه ما دام وهم متحالفان من حيث المبدأ مع دول التحالف فمن السهل تعديل أسلوب تحالفهم مع دول التحالف وجعله تحالفاً "ديناميكياً" و "إيجابياً" و "إبداعياً" لمنفعة كل الاطراف على نحو ما اقترحته عليكم سابقاً (بالرؤية الخاصة بي و المقدمة للجنة الحوار الجنوبي الجنوبي) و ملخصها على النحو التالي: البدء فوراً بتطبيق دستور الرئيس و أقاليم الرئيس و مخرجات الحوار الوطني التي أشرف عليها الرئيس و لكن التطبيق سيقتصر فقط على "كيان سياسي جنوبي" يشمل كل أراضي الجنوب بحدود عام تسعين (((يعني تطبيق رؤية الرئيس ضمن سياق حل منصف للقضية الجنوبية))) و بنفس الوقت تأسيس نواة مؤقتة لعاصمة سياسية لكيان شمالي موازي (في المخا أو مأرب) سيبدأ عملية تطبيق نفس ما سيطبق بالكيان الجنوبي و لكن بالتوازي مع الضغط على جماعة الحوثي لتسليم أسلحتهم و ليفسحوا الطريق لإقامة كيان سياسي شمالي يطبق دستور الرئيس و اقاليم الرئيس و المخرجات بصورة مستقلة ! (((يعني تطبيق رؤية الرئيس ضمن سياق حل بصيغة نظامان سياسيان و اقتصاد واحد))).................
و هكذا سيخرج الجنوب كلياً من مسؤولية السيد غريفيتث و سيقتصر دوره و مساعيه على إنضاج تسوية سياسية خاصة بالشمال فقط !
و هنا أقول ركز معي يا دهمس وافهم جوهر هذه الرؤية الذي هو التنافس "الإيجابي" و ليس "السلبي" بين المجتمع الجنوبي و المجتمع الشمالي على تطبيق مبادئ الحكم الرشيد و حقوق الانسان والتعددية السياسية والتبادل السلمي للسلطة و غير ذلك من "الدلع" النظري الجميل المتفق عليه في فندق الموفنبيك ((فقط سيتم تطبيق هذه المبادئ في كل مجتمع بمعزل عن الآخر لكي لا تستغل هذه المبادئ السامية العظيمة لأغراض جانبية قبيحة !!!
و ستطبق بإشراف داخلي و اقليمي و أممي صارم)) و لا سمح الله .. لا سمح الله .. إذا فشلت القوى السياسية الشمالية في اقامة كيانها السياسي الشمالي الموازي عندها لا مناص من عودة الدولتان اللتان كانتا قائمتان قبل 1990
بهذا السيناريو سيخرج الجميع رابحين (الجميع.... شعب الجنوب و شعب الشمال و شعوب و حكام جزيرة العرب و الدول العظمى كذلك) ما عدا فئة واحدة ستخرج خاسرة(خاسرة لمصالحها الغيرة مشروعة طبعا) و هم ((آل خريطان و آل ضريطان و آل مريطان و من شابههم)).......... و لهذا السبب بالذات هذه الرؤية أو السيناريو الجميل لن يتحقق الا اذا غيّر آل سعود أسلوب تعاملهم القديم(المشبع بالمجاملة و المداهنة) مع تلك "الأسر"..........طبعا شباب آل سعود و رؤيتهم 2030 التجديدية تعطينا بصيص أمل بأن يمتد التجديد الى هذا الملف الهام جدا جدا..........مع تحياتي
فضل عبدالله أحمد عبدالحافظ المفلحي اليافعي