عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-12, 01:20 PM   #6
عبدالله البلعسي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-15
المشاركات: 13,875
افتراضي

هل ما يجري أمامنا الآن ثورة ديموقراطية حقيقية؟



2011/03/11 07:38 م


شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 5/0



(Alwatan)


قراءة في «الصحوة العربية» الثانية







بقلم: ريتشارد هاس (رئيس مجلس العلاقات الخارجية في أمريكا):

مضى الآن حوالي 75 عاما منذ ان كتب جورج انتونيو عن ما وصفه بـ «الصحوة العربية» الاولى، حينما تحدث حول انفجار الشعور القومي العربي ضد المستعمرين الاوروبيين. والآن، ربما يكون ما نشهده اليوم هو «الصحوة الثانية» التي لم تنبثق هذه المرة من الشعور بالعداء لإسرائيل أو امريكا بل هي ظاهرة داخلية بحتة تستهدف زعماء العالم العربي السلطويين الذين أساءوا كثيرا لشعوبهم. بيد اننا لا نستطيع الجزم ما اذا كان ما نراه الآن هو ثورة ديموقراطية حقيقية فعلا. فبينما يمكن ان تفشل الاحتجاجات في بعض البلدان يمكن ان يتحول بعضها ايضا للفوضى في بلدان اخرى، لاسيما اذا ما انقسمت المعارضة على نفسها، واكتفت بتحقيق هدفها الاول الذي تمثل في اسقاط النظام كما حدث في تونس ومصر.
كما يمكن للقمع ان يستمر اذا ما ابدت الحكومات تصميما على التشبث بالسلطة مثلما يحدث اليوم في ليبيا. لكن حتى لو حدث هذا لابد ان تبدأ دورة التحدي للسلطة من جديد.
ومهما يكن الامر، من الخطأ التعميم بالطبع لاختلاف كل بلد عن الآخر مما يعني ان الوصول للاهداف السياسية سيتم من خلال طرق متنوعة على الارجح.

الأنظمة الملكية

غير اننا نستطيع التحدث حول بعض الاشياء بثقة، فمن الملاحظ ان الانظمة الملكية في المنطقة تلقى قبولا من مواطنيها اكثر مما تلقاه الانظمة الاستبدادية التي تعتمد على التوريث كما في مصر، ليبيا واليمن. وهذا شيء طيب بالنسبة للمغرب، الاردن والمملكة العربية السعودية لكن يبدو انه لا ينطبق على البحرين التي تواجه فيها الاسرة الحاكمة اضطرابات مثيرة للقلق.
لكن على الرغم من هذا، سوف تواجه الانظمة الملكية هذه ضغوطا لكي تتسم اكثر بالطابع الدستوري في الحكم.
ومن المفيد ان تلاحظ هنا انه حتى اللاعبين الاقوياء كالولايات المتحدة يواجهون قيودا الآن فيما يستطيعون انجازه. لذا يتعين عليهم التحرك بحذر والانتباه لأن من السهل معاقبة الاصدقاء اكثر من معاقبة الاعداء. فمن المفارقة بالفعل ان المجتمع الدولي كان حتى الآن اكثر قسوة مع مصر والبحرين منه مع سورية أو ايران.
لذا، ينبغي على المسؤولين في الولايات المتحدة واوروبا زيادة نداءاتهم العلنية المطالبة بالاصلاح السياسي الجذري في مثل هذين البلدين غير الصديقين ومساعدة حركات المعارضة فيهما.
على أي حال، من الواضح ان حركات الاصلاح في المنطقة تواجه الآن مأزقا من ناحية الاستراتيجية. فمن المعروف ان الامر يتطلب طرفين لجعل الثورة لا تتسم بالعنف، فقد نجحت الثورة في مصر بلا عنف لأن الجيش فيها لم يكن مستعدا للتضحية بشرعيته من اجل انقاذ حسني مبارك.
مثل هذا النهج لم ينجح بالطبع في ايران وربما لن ينجح طالما اعتمد النظام فيها على ولاء الرعاع. ولا شك ان تكتيك عدم اللجوء للعنف مهم جدا لكنه يتطلب ابتعاد العسكر والشرطة عن استخدام القمع حتى ينجح.

تحول محدود

عموما، يتعين ان نكون واقعيين في ما نتوقعه من هذا التحول المحدود بعد نحو الديموقراطية في المنطقة.
فالديموقراطيات غير الناضجة بعد أو الجزئية عرضة للاختطاف من جانب القوميين المتطرفين، كما يمكن ان يصبح الشرق الاوسط الاكثر تأثرا بالرأي العام اقل استعدادا للعمل ضد الارهاب أو في التحرك نحو السلام مع اسرائيل بل ويمكن ألا يكون شريكا بعد الآن عندما يتعلق الامر بتوفير النفط بأسعار معقولة.
من ناحية اخرى، ربما يكون من الصعب اقامة الديموقراطية بصيغتها الكاملة في الشرق الاوسط، وذلك لأن دول المنطقة تفتقر تقليديا لمتطلباتها وعناصرها التي منها: وجود طبقة اجتماعية وسطى نامية وكبيرة، دخل فرد اكثر من 3000 دولار في السنة ومجتمع مدني متطور يستند الى مؤسسات مستقلة.
غير ان الاهم عن كل هذا هو احتمال ان تصبح الاوضاع السيئة اكثر سوءا أو افضل.
فكما ذكرت جين كيركباتريك في مقالها: «الديكتاتوريات والمعايير المزدوجة» عام 1979، يمكن ان تكون الحكومات السلطوية اقل تعسفا من الحكومات الثورية واكثر عرضة لليبرالية. ويمكن القول ان الفوضى، الحرب الاهلية، الدول البوليسية، الطائفية والحكم الاسلامي هي جميعا بدائل محتملة للانظمة السلطوية المهيمنة على الشرق الاوسط.
ولما كانت هذه العواقب ممكنة، من غير المرجح ان يؤدي أي منها لتمتع الناس بحرية اكبر.
كما من الضروري ان نتذكر ايضا ان اسقاط الانظمة هو الجزء الاقل صعوبة من التحدي. وما عراق ما بعد صدام الذي عانى لسنوات من صراع اهلي ويمر الآن بما يمكن ان نصفه بمرحلة الـ «الاختلال الوظيفي» سوى مثال على ذلك.
وفي مصر تبدو مؤشرات التوتر واضحة بين الجيش والشارع (المعارضة) حول جوهر خطوات الاصلاح.
الحقيقة ان الثورة الديموقراطية غالبا ما تكون تحوّلا شاقا قد يسفر عن تغيير غير ثوري تماما وسياسات اقل ديموقراطية مما كان متوقعا.

< تعريب: نبيل زلف http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=95594
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
عبدالله البلعسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس