أم المليونيات .. والقصة الأسطورية
كاتب المقال : عبدالجبار عوض الجريري
مقالات للكاتب :
يا أبناء الجنوب عدن تناديكم
لم تكن تلكم الدبابات والمدافع والرشاشات التي وجهت نحو صدور أبناء الجنوب عائق أمامهم في أن يكفوا عن مطالبهم بفك الارتباط ، ويقفوا دون المضي قدماً في صوب هدفهم المنشود والمتمثل في التحرير والاستقلال .
لقد طفح الكيل وأصبح الجنوبيون يرفعون أصواتهم ويعلونها دونما خشية أو خوف بل يعلوها بكل شجاعة وبسالة وإقدام قلما تجد مثيلا لها في هذا الوقت السيء.
ولعل خير دليل على هذا هي تلك المليونية العظمى والمذهلة والمدهشة التي سميت (( بأم المليونيات ))، والتي خرجت قبل أيام قلائل في ذكرى إعلان فك الارتباط.
لم يتوقع نظام صنعاء أن يفيق في يوم من الأيام على مليونيات في عدن ترفض جوهرته التي يتغنى بها ، والتي يراها الجنوبيون على عكس ما يعتقد هذا النظام.
بل كان يتوقع أن يسمع دوماً أصوات التصفيق والترحيب والشكر التي تأتي من ناحية الجنوب ! لا أصوات الرفض والسخرية من وحدة عفا عليها الزمن وأمست في خبر كان .
إن المشهد العظيم الذي سطره الجنوبيون في الذكرى 19 لإعلان فك الارتباط يعد إنجازاً فائقاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ؛ فشعب كشعب الجنوب الذي يمارس بحقه جميع أنواع الاستبداد والدكتاتورية يحتاج إلى عشرات السنوات إلى أن يصحو ويفيق ويثور على المحتل ! ولكن هيهات هيهات الذل والخنوع من هذا الشعب العظيم الجبار المغوار الشجاع ، الذي يستحق أن نقدم له آلاف التحايا على صموده الأسطوري وتضحياته الجسيمة التي فاجأت كل المراهنين على عامل الوقت والزمن.
إن شعب الجنوب له تاريخ عريق في النضال والمكافحة ضد الغزاة المحتلين ، ومن أراد الحق والحقيقة فعليه أن يسأل جبال ردفان الباسلة الشامخة، وصحاري حضرموت الدافئة عن عزة وشموخ هذا الشعب ، فهي من ستخبره بالنبأ اليقين .
لم يبقى لكم يا أبناء الشمال بعد هذه المليونية الكبرى سوى حزم أمتعتكم ومغادرة الجنوب ، فهذا خير لكم من البقاء على تراب شعباً يرفضكم ويلعنكم كل يوم.
بعد أن خرجت هذه المليونية العظيمة في عدن يحق الآن لهذا الشعب أن يقرر مصيره بنفسه ، ولا يجوز لأي إنسان أن يجعل من نفسه وصياً على إرادة هذا الشعب إلى بتفويض منه .