عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-08-30, 03:50 PM   #52
صقر الجنوب
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-08-15
الدولة: عدن
المشاركات: 2,918
افتراضي

856- والله يعصمك من الناس

ومرت سنوات وسنوات على حياة النبي وهو يعيش بين الناس يأكل ويشرب وينام ويصلي ويحارب , ويزور المرضى , ويتبع الموتى , ويقضي حاجة كل محتاج , لم يكن مختبأ في سرداب من السراديب , أو يتبعه حرس أينما حل وارتحل , ورغم هذا , فقد باءت جميع محاولات قتله بالفشل والخسران , وهذا من كفاية الله – جلت قدرته – له , كما قال تعالى :{والله يعصمك من الناس } (المائدة :67}.

857- الإعجاز العلمي

كيف تيسر لمحمد بن عبد الله الأمي أن يعرف – ولم يكن كيميائياً تلك المعادلة الهائلة , أم الحقائق الأرضية كلها التي تقول : { وجعلنا من الماء كل شيء حي } ( الأنبياء : 30) .

هل كان في مقدوره أن يعرفها إلا بمعونة من السماء ..؟ . كيف تيسر لمحمد بن عبد الله . ربيب البادية أن يعرف – ولم يكن كيميائياً – تلك الحقيقة الهامة .. أن عسل النحل . فيه شفاء للناس .

وهو لم يكن يحلل عناصره .. ولا أجرى تجارباً كالتي أجراها علماء أمريكا وروسيا وأوربا في هذه الأيام فأقامت – بعد ثبوت هذه الحقيقة – المعاهد العليا المتخصصة لدراسة عناصر العسل التي ثبت بعدها أنه شفاء أكثر أمراض البشرية , ولا يدانيه في الدنيا – لشفاء الأمراض – مركب آخر , هل كان في مقدور محمد أن يعرف ذلك وحده , دون تجارب معمل في إلا بمعونة من السماء ...؟.

858- جاء في القرآن على لسان محمد بن عبد الله

{فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء } ( الأنعام :125}.

واكتشف الطيارون ورواد الفضاء ومن وراءهم من العلماء أن التصعد في السماء يضيق الصدور ويكربها , فيتخطف من المرء نفسه ويوشك على الاختناق على ارتفاع ثلاثة أو أربعة أميال , فإذا جاوزها إلى سبعة أو ثمانية زهقت أنفاسه فمات . وطبعاً لم يكن في مقدور محمد بن عبد الله أن يعرف ذلك إلا بوحي من الله .

859- جاء في القرآن الكريم على لسان النبي محمد

{ يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل } ]الزمر:5]

وجاء أيضاً { والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها * والجبال أرساها } ]النازعات: 30-32].

والآية الأولى : تفيد استدارة الليل على ما كان نهاراً ، واستدارة النهار على ما كان ليلاً ، ولا يكون ذلك إلا على جسم كروي .

أما الآية الأخرى : فتحدد تمام شكل الأرض ، بأن الله خلقها يوم خلقها بيضاوية ، ولا تكون كذلك إلا وهي كروية .. كان ذلك قبل 1300 سنة .

ثم يجيء العلم الحديث بأجهزته وأقماره وسفنه الفضائية ورواده ليقول : إن محيط الأرض عند القطبين 24220ميلاً . بينما محيطها عند خط الاستواء 24900 ميلا أي بزيادة تقارب 700 ميلاً .

أما قطريها ؛ فالمار بالقطبين 7900 ميلا والاستوائي 7927 بزيادة قطرية تبلغ 27 ميلا ..

كيف عرف محمد بن عبد الله قبل ألف سنة أن شكل الأرض يماثل الدحية ..؟ إلا بوحي من الله .

860- جاء في القرآن على لسان النبي محمد

{ وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء * إنه خبير بما تفعلون } ]النمل :88].

واكتشف علماء الفلك ، بعد نزول القرآن بألف عام أو أكثر أن كوكب الأرض بما عليه من جبال – هي أثقل وأضخم كتلة – يدور في الفضاء ويمر مر السحاب ، وأن ما يبدو للأعين من تنقل الشمس والنجوم من الشرق إلى المغرب إنما هو نتيجة لدوران الأرض نفسها من الغرب إلى الشرق ، كان من أوائل من اكتشف هذه النظرية وبرهن عليها عالم الفلك كوبرينكس في القرن السادس عشر ، وتتابعت من بعده الاكتشافات لتتفق بتفصيلها الحديثة مع ما أجمله القرآن قبل نيف وعشرة قرون .

فكيف عرف محمد ذلك وجاء به القرآن ..؟ إلا أن يكون وحياً من الله

861- جاء في القرآن – على لسان النبي محمد

{ أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي } ]الأنبياء : 3].

وبعد ألف سنة وأكثر اكتشف العلماء أن الأرض والشمس والكواكب كانت رتقاً فعلاً . كانت كتلة واحدة ، سديماً انفصل بعضها عن بعض في شكل غاز ، وانطلقت كل منها تدور حول نفسها ، وفي الوقت نفسه حول الكتلة الأم . وبدوران الكتل الصغرى ، ومنها الأرض – حول نفسها وحول أمها بسرعة خيالية ) تدور الأرض حول نفسها بسرعة تناهز ألف ميل في الساعة وحول الشمس بسرعة ألف ميل في الدقيقة ) بردت غازاتها السطحية ،ومع الزمن تجمدت بفعل الضغوط والغازات والتكثف ويستأنس لصحة أساسها العلمي بظواهر منها .

862- لا يزال باطن الأرض ساخناً ينفث الغازات والحمم في شكل براكين

وقد استدل بالأجهزة ووسائل القياس العلمية على أن درجة الحرارة على عمق 200 كيلو متراً في باطن الأرض تبلغ حرارة سطح الشمس نفسها .

بتحليل ألوان الطيف بجهاز سبكتروسكوب ، ثبت أن العناصر التي تتكون منها الشمس هي نفس العناصر التي تتكون منها الأرض . جاءت النظرية في القرآن على لسان محمد مجملة قبل 1300 سنة ، واكتشفها العلم الحديث بوسائل بعد 1300 سنة فكيف عرفها النبي محمد ..؟ إلا بوحي من الله .

863- جاء في القرآن على لسان النبي محمد

{ والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم * والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون } ]يـس : 38-40].

وبعد ألف سنة أو أكثر اكتشف علماء الفلك أن الشمس تجري فعلاً ، وحددوا بالأجهزة والمقاييس معدلات سرعتها ووجهتها قالوا : إنها تجري – حاملة معها – تكوين المجموعة الشمسية بكامله . بعيداً عن مواقع افلاكها الحالية في اتجاه برج النسر بسرعة يبلغ معدلها مليون ونصف مليون ميل في اليوم الأرض وأنها برغم هذه السرعة فلن تبلغ موقع البرج إلا بعد مليون سنة . وهم قد فصلوا تفصيلاً وحددوا تحديداً . بما تهيأ لهم من المراصد والمناظير وأجهزة القياس واستخدام الحواس بالرؤية والموجات والإلكترون : ولكن أنى لمحمد بن عبد الله أن يقرر النظرية بروعتها البيانية .. ولم يتهيأ له قبل ألف سنة شيئاً من وسائلهم .. إلا أن يكون وحياً من الله .

864- جاء في القرآن على لسان النبي محمد

{ أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه * بلى قادرين على أن نسوي بنانه } .

وفي الآية معجزة للبشر ، وإدلال بالقدرة الباهرة وإشارة لماحة إلى سر مطوي في البنان ، طوال كل تلك القرون . لم يكن يعرفه إلا الله خالقه ، منذ كانت البشرية إلى اليوم .. هذا السر يكمن في بصمة البنان من الإنسان .

ومفهوم الآية أن جمع عظام الإنسان لبعثه وإحيائه بعد موته ، أمر مؤكد برغم غرابته . لكن الأعجب منه : قدرتنا على أن نسوي بنانه .. ونشكل بصمته التي لا تتشابه بين إنسان وإنسان آخر في هذا الوجود .. الأمر ثبت علمياً في عصيرنا الراهن . ولما كان من المحال أن يعرف النبي محمد قبل 1300 سنة نظرية اختلاف البصمات بين إنسان وآخر. فليس هناك إلا تعليل واحد لورود مثل هذه الآية في القرآن هو أنها جاءت من عند الله .

865- جاء في القرآن على لسان النبي محمد

{ وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً * أقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً } ]الإسراء : 13-14].

وفيه { ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه * ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً } ]الكهف : 49].

وفيه { يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } ]الأنبياء : 104].

في أيامنا هذه عرف التليفزيون .. وهو مجرد إشارة ثبت بعدها أن الفضاء الأثيري يمثل كتاباً لكل كائن حي عاش على الأرض أو نفذ من أقطار السموات .. ولا نقصد بالكتاب مجموعة الأوراق والصحف إنما هو مجموعة الصور والأصوات السارية في الأثير ، وبديهي إن الإنسان – بالتليفزيون مرسلاً ومستقبلاً لم يخلق الصورة والصوت بهما ، إنما كان كل مجهوده أن بأجهزته ، التي خلق الله ما دتها وخاصتها وطاقتها ، استطاع فحسب أن يحتويها ويبعثها ويظهرها .

وما أظن ، إلا من مجموعاتها ، يتكون كتاب الإنسان الذي سيلقاه يوم القيامة منشوراً والذي لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها .

هذا التليفزيون اكتشفه علماء الإلكترون بعد نزول القرآن بثلاثة عشر قرناً – فكيف جاءت نظريته على لسان محمد قبل 1300 سنة وهو الأمي ..؟ إلا بوحي من الله .

لقد ثبت بالدليل القاطع ، أن الفضاء الكوني (( اليوم )) كبير يخزن بين طياته (( أفلام )) الكائنات كلها . وليس أدل على ذلك من إمكانية تثبيت الصور والأصوات التليفزيونية ، ونقلها عبر الفضاء بأجهزة وآلات هي باللعب أشبه ، إذا ما قيست بالقدرات الإلهية اللانهائية .

كذلك تثبت تلك الخاصية بالنسبة لجو الكواكب الأخرى . فلم يعد غريباً إذن – خاصة لدى الماديين والمتشككين الاعتقاد بوجود شريط مسموع مصور ، كامن شاهد على أعمال الإنسان وحركاته وسكناته ، وكلماته ، يوشك أن يعرض عليه ذات يوم .

يوم آخر : { وكفى بنفسك اليوم عليك حسيباً } ]الإسراء :14].
صقر الجنوب غير متواجد حالياً