[الطائر المهاجر]

الانقلاب في صنعاء والقتل في عدن











لأول مرة في تاريخ الانقلابات السياسية اسمع ان انقلابا سيطيح بالسلطة دون ان سفك دماء ..

انقلاب مخملي وبقفازات حريرية ..

هل يعقل ان ينقلب الوضع في صنعاء رأسا على عقب الأسبوع الماضي وتغلق قناة فضائية اتهمت بتأجيج الشارع والأعداد لانقلاب على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وتشتعل العاصمة اليمنية في كل أركانها لإطارات السيارات ، وينزل وزير الداخلية شخصيا لملاحقة البلاطجة ..



ويتم تغيير وزاري مستعجل لامتصاص غضب الساخطين وتوجيه رسالة للانقلابيين ..

تم بعد يومين يتم محاصرة جامع الصالح من القوات الرئاسية والإعلان عن وجود كميات كبيرة من السلاح في سراديب الجامع ..

هل يعقل ان يتم كل هذا دون ان نسمع ان شخصا قد جرح او ان بلطجيا قد قتل .



في الوقت الذي تسفك فيه الدماء في الجنوب يوميا وباعذار جاهزة مسبقا ..



خارجين عن القانون .. مثيري الشغب وأقلاق السكينة .. حراكيين محببين ..

حراك قاعدي .. حراك إيراني .. أعذار وتبريرات كاذبة للقتل المتعمد بدم بارد على شباب الجنوب .. أين وزير الداخلية ومحافظ عدن ومسؤول الأمن السياسي والمركزي وقائد الأمن من الجريمة الشنعاء التي أودت بحياة شاب في ربيع عمره وهو "تامر باسل عبدالقادر برو" في منطقة الطويلة على يد قوات الأمن المركزي ومن أعطاها الحق في القتل بتلك الطريقة البشعة ، هل "برو" قاد الانقلاب في صنعاء وأشعل شوارعها بالحرائق ؟ ..



هل أخفى "تامر" مع مافيا التهريب الديزل والبترول وكان سببا في خنق صنعاء بطوابير السيارات في محطاتها ..

هل مول وأجج الصراع لإخراج الناس للشوارع والتمرد على سلطة الرئيس هادي عبر قناة " اليمن اليوم " ..

هل قام تامر بتخزين الأسلحة في سراديب جامع الصالح وهرب الى عدن بخارطة تبين كل مستودعات الأسلحة التي يخزنها المخلوع وعائلته ..



أفيدوني يا كل المسؤولين في صنعاء باي ذنب قتل تامر امام بيته وأسرته وبتلك الطريقة المخيفة ؟ ..

أفيدوني يا سلطة من وراء مجزرة باص العمال في مستشفى باصهيب التي لم تسثني احد حتى النساء والأطفال ..

أفيدوني ولكن بشرط لا تكذبوا علينا فقد سئمنا كل التبريرات السمجة ..



سئمنا كل هذا القتل الممنهج في عدن ومدن الجنوب الاخرى .. في الوقت الذي لم تسيل قطرة دم واحدة ولا نريدها ان تسيل في صنعاء رغم مبررات الانقلاب وإنزال البلاطجة الى الشوارع وإحراق العاصمة اليمنية بالإطارات وإغلاق قناة الفتنة والتاجيج وإغلاق الجامع ومحاصرته بقوات رئاسية وأخرى مليشيات تمثل الطرف الاخر ..



أفيدونا وبصراحة هل الدم الجنوبي لا حرمة له ؟ وهل هناك ضوء اخضر بالقتل في الجنوب تحت اي مبرر لإخضاع الناس للقبول بالحلول السياسية هكذا ؟



الدعوة للوقوف مع الرئيس عبدربه منصور هادي من قبل الجنوبيين لمواجهة كل المخططات التي تحاصره للانقلاب على شرعيته والعودة باليمن شمالا وجنوبا الى المربع الاول ضروري بل وواجب في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها ، ولكن هذا لا يعني السكوت على القتل المجنون في الجنوب وتحت أعين كل الأجهزة الأمنية .



ما يجري في الجنوب من قتل مخيف لا يطمئن بان القادم افضل أبدا



استسمح القارئ عذراً على نشر هذه الصورة التي تبين الشاب تامر وطريقة قتله البشعة .



الرحمة على كل الشهداء في الجنوب



* السياسي والاعلامي لطفي شطاره