عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-02-26, 01:19 AM   #1
مدفع الجنوب
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-21
الدولة: الجنـــــوب العربي
المشاركات: 8,167
افتراضي ألم يحن الوقت لإعادة جناحي النسر الجنوبي التواق للحرية والخلاص الى جسده ؟؟

كندا – لندن " عدن برس " خاص : 25 – 2 – 2009

( بقلم : عمر سالم عبدالله بن هلابي)


بادي ذي بدئ، نحن نتفق مع الجميع أن القضية الوطنية قد أظهرت نفسها للوجود، وأنها وجدت لتسود، شاء من شاء وأبى من أبى، ونحن لم نكن لنصل الى هذا، لولا أولئك الصناديد من الجنود المجهولين من أبناء الجنوب، الذين كانوا وما زالوا يعملون بصمت منذ اللحظات الأولى للغزو العسكري القبلي العنصري المتخلف للجنوب في صيف 94م، وهذا يفرض علينا أن ننسب الفضل لولي الفضل من أولئك الأشاوس والأحرار شيباً وشباباً رجال ونساء عسكريين ومدنيين، ممن خرجوا الي ساحات الشرف والكرامة وعلى رأسهم شيخ الثوار الأستاذ حسن أحمد باعوم وعميد الأحرار العميد ناصر علي النوبة، وكل رموزنا وقادتنا في الداخل، الذين يواجهون جحافل المحتل ويمرغون كرامة عساكره ومرتزقته في الوحل.


نعم لقد فعلوا ذلك كله بإرادة فولاذية وعزيمة لا تلين وصدور عارية يتصدون بها لرصاص الغدر وعنجهية القوة لمن يعيش خارج العصر والتاريخ ولم ينساقوا لحمل السلاح رغم الاستفزازات المستمرة من قبل النظام المتخلف، ليس لأنهم لا يستطيعون حمل السلاح، بل لأنهم يرون في هذا المحتل المتخلف أحقر من أن يحملوا السلاح في وجهه فقد عرفنا أولئك المتخلفين في مواقف كثيرة سابقة، حمل فيها السلاح، والتاريخ يشهد لنا لا علينا فيها وهي لنا ان حمي حومها وأن غداً لناظره لقريب.

وبدايةً وحتى لا ينبري البعض للتصنيف والتأويل، ومن ثم تحريف الكلم عن مواضعه، دعونا نوضح للجميع اننا لسنا هنا بصدد الترويج لأي مشروع او تلميع لإي شخصية كما ربما يتوهم بعض ضعفاء النفوس، أو أننا ضد الديمقراطية كما سيتصور للبعض الأخر، ممن لا يفهمون من الديمقراطية الا أسمها.

فغايتنا لا هذه ولا تلك، وإنما محاولة للاجتهاد في فترة استراحة لمحارب، يرى أن الوقت قد حان للتقييم والمراجعة، في وقت نحن في أمس الحاجة لتقييم عملنا ومراجعة خطواتنا، وتقويم اعوجاجنا ان وجد بكل شفافية ووضوح وترفع عن الذات، على قاعدة ان رأيي صواب يحتمل الخطاء ورأي غيري خطاء يحتمل الصواب.

وهذا المبدأ الراسخ الذي أسس له أسلافنا في الديمقراطية واحترام الرأي والرأي الأخر، هو ما يجب أن نسير عليه بعد أن حددنا خيارنا وطريقنا لاستعادة دولتنا وحريتنا المسلوبة، الا وهو النضال السلمي الحضاري الى حين.

ورغم بعض التباين الظاهر في الحراك السياسي الجنوبي اليوم، الا أنه تباين واختلاف محمود ومقبول، فالقضية أكبر من الأشخاص والتنظيمات، فهي قضية شعب بكامله، وللجميع الحق في أبداء رأيه ومنظوره لطريقة الخلاص والعمل بالوسيلة الممكنة والمتاحة له، خاصةً وأن الجميع مجمعون على الهدف، الا وهو الاستقلال التام والناجز، واستعادة الدولة الجنوبية ذات السيادة على كامل تراب الجنوب العربي التاريخي.

كما أننا جميعاً لم يكن لدينا مانع من تعدد الهيئات والجمعيات العسكرية والمدنية وذلك في بداية الحراك، فهي يقيناً البدايات الطبيعية لكل الثورات في العالم ونحمد الله أن بدايتنا كانت كذلك، فنحن نرى أن هذا التنوع في الكم والكيف، يمثل قطرات المطر وبداية السيل العرمّرم، الذي سيجرف جحافل الجهل والتخلف الى خارج حدودنا بأذن الله.

ومن هنا وبعد أن أكتمل تشكيل الهيئات والمجالس لجميع محافظات ومناطق الجنوب، فإن الواجب الوطني يفرض علينا جميعاً العمل على توحيد الجهود وترسيخ الوحدة الوطنية الجنوبية، وهذه هي المهمة الأساسية في هذا الوقت، الذي يتطلب من الجميع أن يترفعوا عن الذات ويبداو بحسم الخيارات وتحديد المسار، فلم يعد الوقت يسمح بالمناورات .

ونحن لا يساورنا أدنى شك في قدرة الرجال المخلصين من أبناء الجنوب، وعلى رأسهم شيخ المناضلين الأستاذ حسن أحمد باعوم وعميد الأحرار العميد ناصر علي النوبة، وإخوانهم رؤساء المجالس والهيئات الوطنية، وكذا كل الشخصيات والرموز التاريخية ونشطاء الحراك في الداخل والخارج الذين يستطيعون بأذن الله وعزيمتهم التي لا تلين تحقيق الوحدة الجنوبية، ولن نجد أفضل من الدعوة المخلصة والصادقة التي أطلقها المناضل الفذ الأخ محمد علي أحمد، من خلال مطالبته الجميع على ضرورة العمل من أجل توحيد الجهود، تحت مظلة واحدة أساسها التصالح والتسامح والتضامن، وجوهرها الوفاء ومحاربة الذات، وسقفها الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية على كامل تراب الجنوب العربي التاريخي.

لذلك نرى أن الوقت قد حان لتحقيق هذه الدعوة ووضعها موضع التنفيذ، فلنعمل سوياً يداً بيد، وكتف لكتف، على تكوين تلك المظلة الجامعة الشاملة التي سيستظل بظلها كل أبناء الجنوب، أخذين في الاعتبار أن الديمقراطية التي يدعي بها البعض، ليست قالب جامد يؤخذ كما هو، وينقل من مجتمع الى أخر، دون الحاجة لدراسة مدى تطابق تلك المبادئ مع ما يحمله ذلك المجتمع من تراكمات عقائدية وثقافية وتاريخية وغيرها من الاختلافات المجتمعية، وهذه نظرة قاصرة بطبيعة الحال، فهم بهذا كما يبدو متجاهلين أو جاهلين، أن الديمقراطية تتكون من أسس ومبادئ عامة وشاملة، وأنواع مختلفة من التطبيقات الديمقراطية، كالديمقراطية العددية والتوافقية وغيرها، أي أنها عبارة عن خارطة طريق لمن أراد أن يصل الى النظام الديمقراطي، ولذا فأن الشعوب الحية تقتبس من تلك الأسس ما يتناسب وطبيعتها العقائدية والثقافية والجهوية، وكذا المؤثرات المحيطة بتلك الشعوب وتعمل على تنمية تلك المبادئ والأسس، حتي تصل الي النظام الديمقراطي الصحيح والمناسب لها.

ومن هذا المنطلق وفي هذا الظرف بالذات، نرى أن الاتفاق والتوافق هو خيارنا المنطقي والضروري، لتحقيق الديمقراطية وترسيخ الوحدة الجنوبية، وهو الخيار الأسلم والممكن التحقيق في وضعنا الراهن، ولذا فنحن مطالبين أن نعمل وفق هذا المبدأ، وعلى قاعدة لا ضرر ولا ضرار، لتوحيد العمل الوطني تحت مظلة واحدة موحدة وقوية، وبصرف النظر عن المسميات، فلتكن هيئة او إتلاف فلا خلاف، طالما والهدف هو الوحدة الوطنية، ولنا في الشعوب المناضلة القدوة والمثال، فليس أشقائنا في فلسطين ببعيد عنا، فقد استطاعوا في زمن قيادة المناضل الشهيد ياسر عرفات، أن يجمعوا أغلب فصائل العمل الفلسطيني المؤثرة، أن لم تكن كلها تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وبها استطاعوا أن ينتزعوا شرعية التمثيل للقضية الفلسطينية، بل استطاعوا من خلالها أن يصلوا الي كل المحافل الإقليمية والدولية، ليس هذا فقط بل أنهم استطاعوا بوحدتهم التوافقية أن يضعوا قضيتهم على قائمة الأولويات لكل المنظمات الإقليمية والدولية وكذا الدول صانعة القرار في العالم.

وفي الختام فأننا نتوجه بسؤال لكل المخلصين من أبناء الجنوب وقياداته في الداخل والخارج، وعلى رأسهم الشيخ حسن أحمد باعوم رئيس المجلس الوطني للاستقلال والعميد ناصر علي النوبة رئيس الهيئة العليا للاستقلال، الم يحن الوقت لإعادة جناحي النسر الجنوبي التواق للحرية والخلاص الى جسده، ليستطيع التحليق في سماء الحرية من جديد؟؟

والله من وراء القصد
__________________
مدفع الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس