عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-07-05, 05:58 PM   #3
طبيب العقول
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-03-02
المشاركات: 2,633
افتراضي

الجنوب يعاني بسبب صنفين من السياسيين
الصنف الأولى هم السياسيين البيّاعين الذين يقيسون خياراتهم السياسية بمقدار المنفعة المادية التي ستعود عليهم شخصيا من هذا الخيار السياسي أو ذاك و هولاء ممكن يبيعون وطن بكامله بدراهم معدودة و لا يهتز لهم جفن.....و هذا الصنف خطورته أنه يفتح المجال لتحقيق مصالح مجتمعات أخرى على حساب مجتمعهم
و الصنف الثاني هم السياسيين المتخشّبين (المتحجّرين) الذين يعبدون الشعارات و يغالون بالتشدد للسقوف السياسية العالية دون اكتراث أو حتى تفكير بالطرق العملية الضرورية المؤدية لتحقيق هذه الأهداف ........ و هولاء السياسيين معروفين أيضاً بعدم قدرتهم على أجراء المناورات السياسية التي هي جزء أصيل من طبيعة المعارك السياسية......و خطورة هذا الصنف أنه أولاً يمزّق الصفوف و ثانياً يفتح الثغرات و الذرائع لدخول السياسيين البيّاعين من الصنف الأول بحجة الحاجة لهم بسبب مرونتهم و قدرتهم على المناورات السياسية !
نعم الصنف الأول البيَاع أكثر ضرراً و لكن الصنف الثاني أيضاً يسبب أضراراً لا يستهان بها في المحصلة النهائية و بغض النظر عن النوايا .. فطريق جهنم مفروش بالنوايا الحسنة كما يقال
و لكي لا يكون الكلام مجرد كلام نظري إليكم ....
مثال عملي تطبيقي لمسألة الموقف من المناورات السياسية:
أكيد كلنا نتذكر ذلك المشهد التمثيلي الرائع لخناقة ساخنة جدا بين الممثلين عادل إمام و سعيد صالح بمشاركة سهير البابلي و أحمد زكي (الله يرحم الأموات منهم) في مسرحية مدرسة المشاغبين فذاك المشهد التمثيلي لا ينسى أبداً لأنه تم بطريقة الحركة البطيئة(أظن يسمى البانتوميم)........و هذا الأسلوب بالذات أي معركة ساخنة بالحركة البطيئة هو ما يقوم به الجنرالان المقدشي و علي محسن في فرضة نهم ..... و هدف الجنرالان توصيل رسالة لا لبس فيها و قد فهمهما العالم أجمع (بدون أن ينطقا بحرف واحد) : مكّنونا من الجنوب و مكّنوا أزلامنا الأصلاحيين(و ربما المؤتمريين و غيرهم أيضاً) من الجنوب و إلا فستستمر الحرب هكذا.....
طبعا هذا يعتبر شكل من أشكال المناورات السياسية(بغض النظر عن مدى شرعيته) و المفترض من السياسيين الجنوبيين أن يردوا بمناورة سياسية مضادة تلغي مفاعيل هذه المناورة .....
و المناورة السياسية الجنوبية المضادة من السهل جدا استنتاجها للعقول المرنة غير المتحجّرة .........أمّا العقول المتحجرة فستتجه أما للخضوع و تمكين أزلام الجنرالان من الجنوب أو ستتشنج و تتعصّب و ترفع شعار (الاستقلال و بس) ليصب في طاحونة الجنرالان و يعطي مناورة الجنرالان بعض الزخم.......
الموقف السياسي الجنوبي المناسب في هذه الحالة هو القبول ((من حيث المبدأ فقط)) بفكرة الدولة الاتحادية و لكن وفق رؤية جنوبية تعيد الشراكة و الندية الكاملة بين (حضرموت الكبرى) و (اليمن) و تسمح بتطبيق مخرجات الحوار بالكامل و لكن في كل شطر على حدة بل و تسمح بتطبيق الأقاليم الستة (عند الأضطرار فقط) على أن تكون أقاليم داخلية داخل الأقليمين الرئيسيين(الجنوب و الشمال)..................و لكن هذا العرض الجنوبي مشروط بشرط أساسي و هو هزيمة الأنقلابيين و نزع السلاح بالكامل من أوباش أنصار الله الحوثيين و إعادتهم إلى قمقمهم في صعدة (وكر الروافض التاريخي)..........و هكذا يكون يكون السياسيين الجنوبيين قد أعادوا كرة المناورة السياسية إلى الملعب الشمالي و أبطلوا مناورة الجنرالان المذكورة آنفاً ....مع تحياتي
فضل عبدالله أحمد// تلفون 771084543 (( التلفون فقط للتواصل معي عبر الواتساب لمن يريد يناقش الموضوع معي شخصيا ))
طبيب العقول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس