[عرين الاسود]

قضيتنا الجنوبية تعيش حالة من الفصام النكد فمنذ 7 / 7 / 94م وحتى نشوء وظهور الحراك كانت هناك مجموعات لحركة حتم تنفذ بعض العمليات العسكرية في الضالع أرهقت الجيش الشمالي .. لكن مع ظهور الحراك وانتشار الغضب الشعبي على مستوى الجنوب ظهرت هناك قضايا لا يمكن حلها إلا على مستوى كل الأطياف , فثمة هناك عناصر متعددة يتكون منها المجتمع مثل غيره من المجتمعات , ولهذا ندعو لإطار منظمي يجمع كل الأطياف ومن ثم القيام بعملية ترتيب وهيكلة هذا المجتمع بوطنية متجردة وبحرص على أن يكون فاعلا في بناء وتحرير الوطن وهذه عملية تاريخية ونضالية تستغرق معنا زمنا طويلا في أثناء أعمال التحرير وبعد الاستقلال وما بعد ذلك من أمور البناء والتنمية .... وما نريد أن نوضحه هو أن المجتمع الآن مهيأ بطبيعته الراهنة لعملية إعادة الترتيب .. فيمكن أن نحقق بطريقة واعية وبأقل تكلفة اجتماعية ممكنة أو ربما عن طريق ما سنتعرض له من الصدام والحرب إذا أحسنا إدارة الصراع , والذي سيفرض إحداث تغييرات هامة في السياسات والاستراتيجيات التي سنختطها .. وحرصا على الدور الطليعي للجماهير علينا أن نأخذ المبادرة في طرح القضايا الخلافية ومناقشتها في صراحة تامة والسعي لحلها ولو بصورة مجزأة حتى نصل إلى نقطة الانفراج لنحصل على المرونة الكاملة في التحرك بكل المجالات والاتجاهات .. كما يعطينا هذا فهم المحتوى الثوري لكل الأعمال النضالية ؛ لأنها هي التي ستشكل المناخ الذي سنستظل تحته جماعات وأطياف كما وسيفرض علينا القيادة التي ستلعب الدور الأساسي والقوي في قيادة عملية التحرير .
إن ظهور الحراك السلمي وانتشار بعض العمليات الأرضية يعد من ثمار النجاح التاريخي والذي من الممكن أن يجذب لنا مثل أعلى رغم الظروف الصعبة والمعقدة التي تحيط بالتجربة الثورية الحالية في الجانب السلمي أو الجانب المسلح المحدود .
نحن ندرك أن التجربة لم تكن كاملة لكن علينا أن نحلل خلفيتها التاريخية والاجتماعية والظروف المحددة التي أحاطت ببنائها وانبثقت منها الحركة التحريرية العنيدة من أجل الاستقلال وطرد المستعمر رغم القصور اللوجستي ككل والذي يشكل عبئا يحد من التقدم السريع على طريق التحرير إلا إذا امتلكنا القدرة على تجاوزه .. ولنا القدرة على ذلك فعليا لو أردنا .
إن ألوان الطيف الجنوبي بصفة عامة تتجاهل بعضها البعض بسوء نية أو بحسن نية وكلها خطر على عملية التحرير والاستقلال فالله الله بالوطن الغالي .