[الجـــنرال]

اليمن: عدالة القضية الجنوبية فرضت نفسها في مؤتمر الحوار


سيدات يمنيات يشاركن في مؤتمر الحوار بصنعاء (السياسة)

صنعاء - من يحيى السدمي:

هيمنت القضية الجنوبية على معظم النقاشات التي طرحت في مؤتمر الحوار الوطني منذ انطلاقه في 18 مارس الجاري بصنعاء وحتى الأربعاء الماضي وسحبت إليها إضافة إلى ممثلي "الحراك الجنوبي" معظم المشاركين في المؤتمر جنوبيين وشماليين.
وقال مراقبون إن الصوت المطالب بالحفاظ على الوحدة القائمة بين شطري البلاد وخاصة القوى التقليدية الشمالية خفت قليلا أو بدا شبه غائب وكأن أصحابه وصلوا إلى قناعة بضرورة إعادة بناء الوحدة بنمط جديد كالفيدرالية أو دولة اتحادية بأقاليم.
وأضافوا أن "من تحدث من الشماليين عن الوحدة القائمة فعلوا ذلك باستحياء وكأنهم مستسلمون بالمرة أو من دون قضية أصلا ولا موقف, فيما تكاد تكون بقية القضايا أشبه بهوامش مطروحة في ظل الصوت القوي المعبر عن الجنوب".
وأشاروا إلى أن نحو أكثر من ثلثي أعضاء المؤتمر متفاعلون مع ما يناقش في قاعة المؤتمر فيما البقية وغالبيتهم شماليون طغت عليهم اللامبالاة, فهم يحضرون جلسات المؤتمر بعد نحو ساعة على بدئها صباحا ويظلون خارج القاعة في محادثات جانبية ويغادرون قبل الوقت المحدد ويغيبون عن الجلسات المسائية بسبب تعاطي القات وهو ما يجعل تمثيلهم في المؤتمر صوريا.
ورأوا أن الصورة ستتضح أكثر عندما تشكل اللجان التسع غدا السبت والتي ستحدد ملامح الحوار وتكشف عن جديته.
وأرجع عضو في مؤتمر الحوار فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح لـ"السياسة" هيمنة القضية الجنوبية في المؤتمر إلى "كشف الحقائق للشعب اليمني عن معاناة الجنوبيين إضافة إلى ما تعرضوا له من نهب وسلب وإقصاء على يد متنفذين شماليين وجنوبيين على حد سواء قد جعل معظم المشاركين في المؤتمر وخاصة الشماليين يقفون بقوة مع القضية الجنوبية ويقرون بعدالتها ويطالبون بإعادة الحقوق المنهوبة".
وأشار إلى أن "هناك كثيرين في الجنوب يشعرون أنهم قهروا بأساليب فضة ارتكبت بحقهم باسم الوحدة, كما أن هناك كثيرين في الجنوب يريدون إعادة بناء الوحدة الحالية بأساليب جديدة تضمن شراكة حقيقية لأهل الجنوب".
من جانبها, قالت عضو مؤتمر الحوار إحدى شباب الثورة المستقل بمحافظة حجة سميه الحسام في تصريح لـ"السياسة" "نحن شباب الثورة وشباب الساحات وجودنا كان عاملا مهما وأساسيا في مؤتمر الحوار".
وأضافت "صحيح أن نسبة تمثيل شباب الثورة كان منخفضا لكن الموجودين يمثلون شباب الثورة, وبالنسبة لشباب الحراك وكل الشباب حتى شباب الأحزاب خرجوا في الثورة ولهم مطالب وكانوا مندمجين مع شباب الثورة, وبالنسبة لشباب الحراك الموجودين معنا في مؤتمر الحوار لهم مطالبهم إنما لو اختلفنا معهم فسنتفق في النهاية على آلية واحدة لأن أهداف الثورة تجمعنا في الشمال أو الجنوب".
وأكدت أن "أبرز ما ثرنا من أجله هو حق المواطنة المتساوية والعدالة فهناك شباب كثيرون حقوقهم مهضومة وأهينت كرامتهم وضاعت حقوقهم على يد القوى السياسية التقليدية وهدفنا الآن هو بناء دولة مدنية حديثة تقوم على المساواة والعدالة".
وأضافت "أنا ضد انفصال جنوب اليمن عن شماله لكن إذا قدم الجنوبيون مبررات تقنع الشعب اليمني كله لاستحالة بقاء الوحدة الحالية, فهذا ستحدده اللجنة التي ستكلف بمعالجة القضية الجنوبية, وبالنسبة للوحدة نحن مع الوحدة ولكن يجب أن تكون وحدة تضم ولا تفرق, والحقيقة التي لا بد من الاعتراف بها هي أن الجنوبيين ظلموا وهضمت حقوقهم


http://www.al-seyassah.com/AtricleVi...6/Default.aspx