عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-04-02, 09:54 AM   #21
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي


]توضيح ثالث للحراك



د/ محمد حيدره مسدوس



الحراك الوطني السلمي الجنوبي هو الجنوب كله ، و خير وسيله للتواصل معه هي الصحافه . و لهذا و على ضوء تقييم الناس لمؤتمر الرياض ، و وقف الحرب في صعده ، و التصعيد الأمني في الجنوب ، فاننا نود توضيح التالي :



1- بحكم إن مؤتمر لندن قد وضع اليمن تحت المجهر ، فان مؤتمر الرياض ربط المساعدات ضمنياً بحل القضايا السياسيه ، و هو يعلم بان القضية الجنوبية أم القضايا كلها ، و يعلم بأنها قضيه موضوعيه تستمد قوتها من وجودها الموضوعي و من شرعية وجودها ، و يدرك كذلك بان الوجود الموضوعي لهذه القضية هو من جعل شعب الجنوب يتحرك من ذاته لذاته ، أي من ذاته دون أن يحركه أحد ، و لذاته الوطنية بوعي و إدراك لم يشهده في تاريخه . و لذلك فانه لا يوجد لدى النظام أي مبرر موضوعي أو منطقي للهروب من الاعتراف بالقضية الجنوبية و الجلوس للحوار من اجل حلها غير غياب القيادة السياسيه لها أو أخطاء الحراك و تبعثره لا سمح الله ، و هو ما ندعو للحذر الشديد منه ، لان النظام يعمل عليه و يراهن عليه . و أود هنا أن أقول للنظام بأنه حتى إذا ما نجح في ذلك فانه لم يفعل غير ترحيل القضية ليكبر انفجارها بالضرورة . أمّا وقف الحرب في صعده فهو استجابة لمطلب دولي و هو دليل على الوصاية الدولية غير المباشرة على اليمن ، إضافةً إلى اكتشاف لعبة الحرب و إيقاف تمويلها على الطرفين . و أمّا التصعيد الأمني في الجنوب فهو في تقديري آخر محاوله لإسكات صوت الجنوب و بعد فشله سيكون الحوار ، أو قد يكون هذا التصعيد ذاته لتقوية شروط النظام في الحوار ، خاصةً و أن هناك إجماع عربي و دولي على الحوار ، و إذا ما كان الأمر على خلاف ذلك فان النظام بهذا التصعيد لم يفعل سوى تكريس الطلاق الأبدي بين الشمال و الجنوب ، و عليه أن يدرك بان دستور الحرب و قوانين الحرب التي يقمع بها الجنوبيين و يحاكمهم على أساسها ليست ملزمه للجنوبيين إذا ما استطاع الجنوبيون إيصال قضيتهم إلى محكمة الجنايات الدولية ، و على النظام أيضا أن يدرك بان من دفعوه إلى إسقاط الوحدة بالحرب تحت وهم الدفاع عنها و تحت وهم علاقتهم الوثيقة بالأمريكان ، هم اليوم الذين يدفعونه إلى قمع شعب الجنوب تحت الوهم نفسه و بإسم اتفاقيات الوحدة و دستورها اللذان ألغتهما الحرب . و لكننا نقول لهم بان حبل الكذب قصير . فلو لم تحصل الحرب ، و لو لم يكن الوضع القائم قائما على نتائجها ، و لو لم تنهب الأرض و الثروة في الجنوب و يحرم أهلها منها ، لربما يكون كلامهم صحيح . و لكن طالما و الحرب أسقطت الوحدة و ألغت موضوعيا شرعية إعلانها و شرعية اتفاقياتها و دستورها و خلقت وضعا جديدا لا علاقة له بما تم الاتفاق عليه ، فان ما يقولونه لا أساس له من الصحة بكل تأكيد . فأين هي الوحدة حتى يتم الحفاظ عليها ، و أين هي الوحدة حتى يكون هناك انفصال كما يقولون ؟؟؟ . و لذلك فان الأحرى بهم أن يدعوا للحوار حول وجود الوحدة من عدمها في الواقع و في النفوس إن كانوا صادقين .



2- إن ما جرى في الجنوب حتى الآن هو دليل على عدم فهم السياسيين الشماليين للوحدة ، و على عدم فهم السياسيين الجنوبيين لقضيتهم منذ البداية ، و هو درس للسياسيين الشماليين في الوحدة ، و درس للسياسيين الجنوبيين في قضيتهم . فقد برهن الواقع على إن السياسيين الشماليين أصغر من الوحدة بكثير ، و ان السياسيين الجنوبيين أصغر من قضيتهم بكثير . فلو كان السياسيون الشماليون في مستوى الوحدة لما أسقطوها بالحرب و لما رفضوا حل أزمتها حتى حولوها إلى أسوأ من الاحتلال . فمن يصدق ان شعب الجنوب الذي قاوم الاحتلال البريطاني 130 عام سيترحم عليه لولا القهر المفروض عليه منذ حرب 1994م ؟؟؟ . و من يصدق ان ثوار الجنوب الذين غيروا هوية الجنوب العربي إلى هوية الجنوب اليمني سيرفعون شعار الجنوب العربي من جديد لولا نهب أرضهم و ثروتهم و طمس هويتهم و تاريخهم لصالح الشمال ؟؟؟ . و لهذا فان يمنية الجنوب مرهونة موضوعيا بالاعتراف باليمنين ، لأنه بدون ذلك ليس أمام الجنوبيين غير العودة إلى هوية الجنوب العربي . أمّا السياسيين الجنوبيين فلو كانوا في مستوى قضيتهم لأعتزوا بها و أعلنوا قيادتهم السياسيه لها منذ البداية . فقد قال لي صديق انه سأل الشيخ العماد ، قائد الجبهة الإسلامية في المناطق الوسطى سابقا عن رأيه في قضية الجنوب و رأيه في مشكلة صعده ، و قال العماد ان القضية الجنوبية هي قضيه سياسيه شرعا و قانونا بامتياز و لكنها بلا رجال ، أي بلا قياده . أمّا مشكلة صعده فهي باطله شرعا و قانونا و لكن لها رجال .... الخ . و هذه حقيقة لا يمكن انكارها ، غير أنني على يقين بان القضية الجنوبية ستخلق رجالها ، و ان مشكلة صعده قد أخذت بعداً سلالياً يتطلب حلا سياسيا و ليس عسكريا . و الآن و بعد الدرس الذي قدمه الواقع للسياسيين الشماليين في الوحدة ، و الدرس الذي قدمه الواقع للسياسيين الجنوبيين في قضيتهم ، فان على السياسيين الشماليين الاعتراف العلني بالقضية الجنوبية و الجلوس للحوار من اجل حلها ، و على السياسيين الجنوبيين الاعتزاز العلني بقضيتهم و التوحد العلني من حولها و إعلان قيادتهم السياسيه لها ، و تحويل الحراك الوطني السلمي الجنوبي إلى حركه وطنيه لشعب الجنوب .



3- ان القيادة السياسيه المطلوبة موضوعيا و منطقيا للقضية الجنوبية ، هي القيادة التاريخية للجنوب زائداً القيادات الميدانية الموجودة حاليا في الميدان و أولاد السلاطين المناصرين للقضية و كبار التجار و رجال الأعمال الجنوبيين إذا ما رغبوا في ذلك ، و على ان تبدأ الخطوة الأولى في هذا الاتجاه بوحدة أطراف الحراك ، ثم وحدة منظمات الأحزاب في الجنوب مع الحراك ، خاصة و ان قضية الجميع واحده ، و هي قضيه وطنيه لا توجد فيها حزبيه بالضرورة . و أتمنى على منظمات الأحزاب في الجنوب ان تدرك ذلك جيدا ، و ان تدرك بان قياداتها في صنعاء مازالت متمسكة بواحدية اليمن الجنوبية و اليمن الشمالية و بواحدية تاريخيهما و ثورتيهما ، و ترى بان الوحدة بينهما وحده وطنيه .....الخ ، و وصفها بالوحدة الوطنية يعني أنها بين أطراف من دوله واحده و ليست وحده سياسيه بين دولتين . و هذه المفاهيم هي طمس للهويه و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال و شرعنه لنهب أرضه و ثروته و حرمانه منها ، لأننا إذا ما سلمنا بهذه الواحديه و بوصف الوحدة بالوحدة الوطنية فلن تبق هناك قضيه جنوبيه اصلاً ، و هذا منافي للواقع و تعقيد أكثر للقضية . و لذلك فان مفاهيم الواحديه التي جاءت بها الحركة الوطنية خارج الواقع الموضوعي الملموس هي من عقَّد الأمور منذ البداية ، و ه
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس