[علي المفلحي]

منشور للمذيع
عادل اليافعي
…………………
حقائق مرة كالعلقم لكنها واقعة نتذوقها كل يوم بحزن واسى وألم ولا نستطيع نكرانها

الحقيقة الاولى :
أنهم جرونا الى المربع الذي يريدون بأقل الخسائر وجعلونا في دوامة وصراع نفسي رهيب وقيل وقال لا نهاية له ..

الحقيقة الثانية :
أننا تفاخرنا كثيرا بالتحرير وتغنينا به بشكل مبالغ فيه ونسينا الارض وفكرنا بأنفسنا حتى دخلنا بغزو اخر ..

الحقيقة الثالثة :
أننا اليوم فقدنا من رجالنا وشبابنا بعد تحرير عدن اكثر مما فقدناهم اثناء الغزو وهذا بسبب ابتعادنا عن بعض وتمزق لحمتنا مع أننا نملك السلاح والمال ..

الحقيقة الرابعة :
هي عندما نفتش عن مناطقنا المحررة نجد ان هناك مناطق كبيرة مازالوا يتواجدون فيها رسميا ولهم الكلمة العليا فيها وبأشكال وصور مختلفة وهم اصحاب القرار والسلطة ،..

الحقيقة الخامسة :
أنهم إستطاعوا أن يلعبوها صح ويدخلوا علينا من اوهن نقاطنا التي هي سبب دمارنا وضياعنا وهي المناطقية وجعلونا نكره بعض وننسى بعض ونبحث عن مصالحنا فقط ..

الحقيقة الاخيرة :
وهي بطعم الصبر السقطري ، أننا مازلنا اطفال في الدهاء والمكر والخبث السياسي لاننا نسير بنفس الخطأ الذي ارتكبته قيادتنا السياسة قبل الوحدة وسيرها الأعمى للهاوية ، اليوم نثبت للعالم أننا لا نستطيع ادارة محافظة صغيرة تركناها تموج بالصراعات والاغتيالات والفوضى حتى ضاقت نفوس العباد بالرغم من وجود دول قوية تعطينا وتساعدنا وتقف معنا ، هذا وهم بيننا داعمين ساندين موفرين لنا كل شي ومع هذا فشلنا فشل ذريعا ، مشكلتنا أننا نرى أنفسنا على حق وان ما نفعله هو عين الصواب نكابر كثيرا ولا نريد الاعتراف بالفشل وهذا طبع عام مغروس فينا من اصغر إنسان الى أكبرنا ، العالم تغير والسياسات تغيرت والعقول كذلك ونحن مازلنا على العهد القديم ، لم نستفد من هذه التجربة المريرة ولا من الحرب ولا من التحالف الذي جاء إلينا ، جريمة نرتكبها بحق أنفسنا وحق اجيالنا القادمة ، يا شعب الجنوب العظيم تخلص من الماضي وعقلياته وأنظر بعين المصلحة وأين مكانك من الاعراب أقرأ كيف تطورت الشعوب الاخرى التي كانت تسبح في الصراعات وخسرت ملايين البشر ثم عادت وفكرت وخططت وغلبت مصلحتها فنجحت وأصبحوا اسياد العالم ، غدا ستتحرر صنعاء وتمضي للتطور والعمل والنماء وتتحرر تعز وتمضي للمجد ويقوم الشمال دولة قوية منظمة معترف بها يشار لها بالبنان ، غدا سيتناسون ما مر بهم من مأسي وحروب ودمار وكراهية ويضعون اياديهم ببعض من صعدة حتى الشريجة ، ونحن في الجنوب سنظل على هذه الدوامة والمماحكات والمزايدات والنفاق والعصبية والانفعال ، حتى هذا الجيل الجديد للاسف تلوث بالماضي وهاهو يكرر التجربة بشكل أشد واخطر ، أسف أنني اكتب هذا الكلام لكنها الأمانة التي تحملناها وقد أصبحت حملا ثقيلا لم نعد نستطيع حمله ، أخيرا أعيدوا الحساب قبل ان تجف الاقلام وترفع الصحف وعندها لن نجد حبرا غير دمائنا ولا ورقا غير جلودنا وحسبي الله ونعم الوكيل ..
(( المنبرالتوعوي الجنوبي العربي ))