عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-06, 08:04 PM   #1
النعماني
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-29
المشاركات: 101
افتراضي فتاوى علماء اليمن

شبكة صدى عدن - 4 / 11 / 2010










بقلم :- محمد علي رشيد النعماني



لم تكن الفتاوى التكفيرية التي أطلقها علماء الدين اليمنيون ضد الجنوبيين إبان حرب احتلال الجنوب في صيف عام 1994 م هي الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة , فقد دأب علماء التكفير اليمنيين في كل مرة يقومون فيها بغزو الجنوب بإطلاق مثل هذه الفتاوى الشنيعة , ولعل ابرز ما دفعني لكتابة هذا المقال الحملة التمجيدية التي تبنتها بعض المواقع الالكترونية اليمنية لأحد ابرز حكام وعلماء التكفير في اليمن

وهو ( الإمام العالم المجتهد ) كما وصفوه المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم الذي حكم اليمن في الفترة مابين عام 1054 – 1087 هجرية . وكان تمجيد هذه المواقع لهذا المجرم التكفيري بحجة انه أول من وحد اليمن قبل اكثرمن ثلاثمائة عام .



فمن يكون هذا المجرم , هو الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن المنصور بالله القاسم بن محمد بن علي بن محمد بن علي الرشيد , ولد عام 1019 هجرية ونشأ في حجر والده الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد , ولقد أوكل والده تعليمه لعدد من علماء الزيديه منهم :- القاضي سعيد بن صلاح الهبل – والفقيه صالح بن نشوان المقري - والفقيه إبراهيم بن حثيث . وتتلمذ على يد هذا الإمام عدد من علماء اليمن الزيود منهم القاضي احمد بن سعد المسوري – والقاضي احمد بن صالح أبو الرجال وغيرهم .



و بويع بالحكم بعد وفاة أخيه المؤيد بالله محمد بن القاسم عام 1054 هجريه وكانت ضوران انس عاصمة لمملكته . ولعل ابرز ما ميز حكم هذا الإمام حبه لسفك دماء الشوافع واستحلاله لأموالهم وأعراضهم , ومن ابرز فتاواه كتابه التكفيري الذي اسماه (إرشاد السامع في استحلال مال الشوافع ) والذي استباح فيه دماء الشوافع وأموالهم , وحينما سئل عن فتواه هذه من قبل بعض حاشيته قال جملته المشهورة ( والله إني لا أخشى أن يحاسبني الله على اخذ أموالهم ولكني أخشى أن يحاسبني إن لم افعل ذلك ) .



وقد جاءت فتواه هذه في الوقت الذي اعد فيه العدة لاحتلال الجنوب , وأرسل الجيوش بقيادة ابني أخيه احمد ومحمد والذين استطاعا أن يخضعا بعض المناطق في الجنوب العربي لسيطرة الإمام لفترة من الزمن حيث طردوا منها فيما بعد شر طردة. إن قيام بعض المواقع والصحف اليمنية الموالية لنظام المجرم علي عبدا لله صالح بإحياء ذكرى هذا الإمام السفاح الذي استحل دماء وأموال المسلمين لهو اكبر دليل على عنصرية وهمجية وطائفية ومناطقية هذا النظام , وليعبر عن ما يجيش في نفوس أزلام النظام من حقد وكراهية ضد أبناء الجنوب والتي تجلت في أقبح صورها في وقتنا الحاضر بالفتوى التكفيرية التي أطلقها المدعوالديلمي عام 1994 م ضد أهل الجنوب.

ان إعادة إحياء ذكرى هذا المجرم القصد منه في الأساس إعادة إحياء فتاواه التكفيرية ليتسنى للنظام ذبح أبناء الجنوب على أساس ديني زيدي هذه المرة , وما ذلك إلا بسبب أن النظام يواجه ضغوطا دولية لمحاربة حلفائه من القاعدة والمؤيدين لهم من رجال الدين أمثال الزنداني وغيره , فأصبحوا ورقة خاسرة للنظام الذي توجه هذه المرة لحاضنته الأساسية الطائفة الزيدية ليحيي فيهم مثل هذه الأمجاد الزائفة والعنصرية المقيتة .



إن تلك الفتاوى التي تصدر من علماء اليمن التعيس ضد أبناء الجنوب سواء كانت الفتاوى القديمة والتي عفى عليها الزمن أو تلك التي صدرت وتصدر في وقتنا الحاضر كل يوم وكل ساعة وفي كل خطبة جمعة , إنما القصد منها إرهاب الجنوبيين واستهدافهم بالقتل والتصفية عبر الاغتيالات والمفخخات , أو بالحرب المباشرة كما حدث في صيف عام 1994 م , وهدد بتكرارها الرئيس اليمني بقوله ( سوف تكون حربا من شارع إلى شارع ومن طاقة إلى طاقة ) , لكن شعبنا في الداخل والخارج أعلنها صرخة قوية مدوية في وجه الاحتلال ( ستطردون منها مثلما طردتم أول مرة ) .
النعماني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس