عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-10, 02:15 AM   #9
بائع المسك
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-08
المشاركات: 630
افتراضي

) إلى كلباحث عن الحقيقة وحريص على العدل والإنصاف(


تمهيد وتقسيم:أظهرت المواقف الرسمية والنخبوية والإعلامية منالقضية الجنوبية داخلياً وخارجياً، عدم فهم دقيق وعميق لطبيعة تلك القضيةومرتكزاتها التاريخية والسياسية والقانونية التي تبرر وتعكس عدالة ومشروعية هدفهاالمتمثل في الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية عن طريق تقرير الشعب الجنوبي لمصيرهبشأن الوحدة مع دولة الجمهورية العربية اليمنية وشعبها، وغياب ذلك الفهم بشأنالقضية الجنوبية، قد دفعنا لإعداد هذا الموجز التعريفي (بطاقة تعريف) للقضيةالجنوبية بهدف وضع أسس ومرتكزات واقعية ونظرية أمام المطلع والمتابع الأجنبي،يستطيع من خلالها تكوين رأي منطقي سليم وعادلٍ بشأن القضية الجنوبية، لأن ما يؤلمالجنوبيين حقاً في الوقت الراهن هو تلك المواقف والتناولات لقضيتهم، المبنية علىفهم خاطئ ومشوَّش للأسس والمنطلقات الحقيقية لتلك القضية، ومع إيمان فريق الشبابالجنوبيين الذين اعدوا هذه الرسالة، بأن هذه الرسالة الموجزة لا يمكن لها أن تعطيللباحث عن الحقيقة تعريفاً شاملاً وكافياً لقضية وطنية كبيرة بحجم القضية الجنوبية،إلا أن معدي هذه الرسالة يؤمنون ــ أيضاً ــ بأن هذه الرسالة التعريفية الموجزة تضعبين يدي الباحث والمطلع، المفاتيح التي تمكنه من فتح أبواب أسوار هذه القضية،والولوج إلى عمقها، والتعرف على حقيقة جوهرها، كما هي بالواقع، وليس كما يحاول نظامصنعاء حجب الرؤية عنها وتصويرها بغير حقيقتها، ولأننا حريصون على احترام عقل القارئوالمطلع على هذه الرسالة، ومؤمنون بعدالة قضيتنا ومشروعيتها طبقاً لجميع الشرائعالسماوية والمواثيق الإنسانية، فقد حرصنا عند صياغة هذه الرسالة على سرد الأحداثوالوقائع التي شكلت وبلورت القضية الجنوبية، سرداً مجرداً كما حدثت وكما هي بالواقعدون فرض تفسير أو تحليل مسبق بشأنها على المطلع والقارئ لهذه الرسالة..لأن هدفالرسالة الرئيس هو كسر الحجب الذي احكمه نظام صنعاء حول القضية الجنوبية، ودعوةالباحثين والمهتمين والمطلعين إلى فهم حقيقة القضية الجنوبية وفقاً لمنطلقاتهاالحقيقية في الواقع...وعليه وترتيباً على ما سبق، فقد تم تقسيم هذه الرسالة ثلاثةمحاور رئيسية على النحو التالي:

أولاً:خلفية تاريخية موجزة عن القضية الجنوبية:
يرجع نشؤ القضية الجنوبية إلىتاريخ الإعلان عن الوحدة الاندماجية بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيةوالجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990م، ويرجع سبب نشوءها إلى فشل ذلكالاندماج بين نظامي وشعبي الدولتين وإجهاض نظام صنعاء جميع محاولات إتمامه وإنقاذه،ثم قيام نظام صنعاء بالقضاء التام على مشروع الاتحاد الموقع عليه بين طرفيه،واستبداله بضم الجنوب أرضاً وشعباً ودولة إلى حكمه بالقوة المسلحة عن طريق حربمدمرة دامت بين جيشي الدولتين مدة (72) يوماً انتهت بإقصاء الشريك الجنوبي فيالوحدة، وتشريد قيادة دولته التي وقعت على الوحدة مع حاكم صنعاء إلى خارج البلاد،ثم نصب لهم المحاكم السياسية التي قضت بإعدامهم، ولا زال معظم تلك القيادة الجنوبيةالتاريخية في دول الشتات حتى اللحظة منهم ثلاثة رؤساء جنوبيين حكموا الجنوب قبل الوحدة.
هذاهو لب وجوهر القضية الجنوبية، ولأن الحاضر هو بطبيعة الحال امتداد للماضي ومؤسسعليه، فإن الفهم السليم للقضية الجنوبية حسب تحديدها السابق، يقتضي إعطاء لمحة موجزة عن خلفيتها التاريخية نوجزها بالنقاط التالية:-
1ــفي 19يناير 1839م استطاعتبريطانيا بعد مقاومة شرسة وحرب غير متكافئة مع ابناء عدن، من احتلال عدن التي كانتحينها تتبع سلطنه لحج العبدلية إحدى سلطنات ومشيخات ما عرف بالجنوب العربي الواقععلى الرقعة الجغرافية الممتدة من سلطنة عمان شرقاً إلى مضيق باب المندب والبحرالأحمر غرباً ومن البحر العرب جنوباً إلى حدود المملكة العربية السعودية ودولة أئمةالشيعة الزيدية شمالاً وهي ما عرف لاحقاً بــ (الجمهورية العربية اليمنية)، ودولةأئمة الشيعة الزيدية تلك تعاقبت على حكم اليمن الشمالي أكثر من ألف سنة (أواخرالقرن الثالث الهجري حتى أواخر القرن الرابع عشر الهجري) فشلت خلالها رغم محاولاتهاالعديدة من ضم الجنوب العربي إلى سلطانها أو إخضاعه لحكمها.








(خريطة الجنوب العربي وفقاً لتقسيم السابق)
2ــاستمر احتلال الانجليز للجنوب العربي الذيعرف مؤخراً باليمن الجنوبي (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، مائة وتسعة وعشرينعاماً، خاض خلالها الجنوبيون انتفاضات ومقاومة مستمرة ضد الاستعمار البريطاني، توجتتلك الانتفاضات بانطلاق ثورة 14اكتوبر 1963م التي تبنت الكفاح المسلح ضد الانجليزلمدة أربع سنوات توجت برحيل الاستعمار البريطاني ونيل الاستقلال الوطني في 30نوفمبر 1967م الذي أعلن فيه قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بقيادة الجبهة القوميةالتي تأثرت بالفكر القومي واليساري (الاشتراكي) في خمسينات وستينات القرن الماضي.

3ــقضت دولة الاستقلال بقيادة الجبهة القومية على جميع سلطنات ومشيخات وإمارات الجنوبالسابقة، وشردت رموزها خارج الوطن، واعادت تقسيم الجنوب إلى ست محافظات هي: عدنوحضرموت والمهرة وشبوة وأبين ولحج

)خارطة التقسيم الإداري لجمهورية اليمن الديمقراطيةالشعبية وفقا لذلك التقسيم(


ثم انتهجت تلك الدولة، فكر الاشتراكية العلمية،الذي تم وفقاً له تأميم الملكية الخاصة، وتشريد أصحاب رأس المال الجنوبي في دولالجوار، فدانت تلك الدولة بالولاء للمعسكر الشرقي ( الاشتراكي)، وتأسيس تبعاً لذلكالحزب الاشتراكي اليمني في أكتوبر 1978م وتغير اسم الدولة إلى (جمهورية اليمنالديمقراطية الشعبية) التي كان من ابرز أهدافها تحقيق الوحدة مع دولة اليمن الشمالي) الجمهورية العربية اليمنية) التي تأسست في 26سبتمبر 1962م عقب إطاحة ضباط الجيشبدولة الأئمة الزيدية ، واتخذت تلك الدولة نهجاً شبه رأسمالي، فدانت بالولاءللمعسكر الغربي(الرأسمالي)، ونتيجة هذا التباين بين نظامي الدولتين، فقد شهدتاثلاثة حروب بينهما، وكان يعقب كل منها جلسات مفاوضات تفضي إلى اتفاقات بشأن تحقيقالوحدة بين الدولتين، إلا أنها تتعثر في مهدها.

4ــبتاريخ 22مايو 1990م تم الإعلان في عدن عنقيام وحدة اندماجيه بين نظامي الدولتين (جهورية اليمن الديمقراطية الشعبيةوالجمهورية العربية اليمنية) ممثلين بالرئيسين/ علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض،وحدد الإعلان مرحلة انتقاليه لمدة سنتين وستة أشهر، يتم خلالها دمج مؤسسات الدولتينواستكمال بناء الدولة الموحدة التي سميت بــ (الجمهورية اليمنية) دون أن يستفتىشعبا الدولتين على تلك الوحدة، ومع ذلك فأن أياً من تلك الاتفاقيات والمواثيقالموقعة، لم يتم تنفيذها خلال المرحلة الانتقالية أو بعدها.
كانت هذه لمحة تاريخيةموجزه عن خلفية القضية الجنوبية وهي مهمة لفهم تلك القضية فهماً سليمأ.
















ثانياً: نشوءالقضية الجنوبية ومراحل تطورها:

مرت القضية الجنوبية بثلاث مراحل رئيسيةهي:

المرحلةالأولى:-
نشوء وتبلور القضية الجنوبية (22/5/1990م/ ـــ 7/7/1994م)

ارتبط وتزامن نشوء القضيةالجنوبية مع إعلان الوحدة الاندماجية فيما بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطيةالشعبية والجمهورية العربية اليمنية، ليلة الثاني والعشرين من مايو1990م تحت مسمىجديد هو(الجمهورية اليمنية) وهذه الوحدة ولدت كسيحة غير قادرة على الحركة أو الوقوفعلى رجليها وبيان ذلك:

أ)ما إن تم الإعلان عن الوحدة الطوعية السلميةبين الدولتين في مايو 1990م، حتى أتضح أن نظام الشمال إنما كان يضمر إلحاق الجنوب بسلطتهوالاستحواذ عليه، بأرضه الشاسعة(350,000 كيلومتر مربع) وموقعة الإستراتيجي وشواطئهالواسعة وما يختزنه من ثروات معدنية وزراعية وسمكية، وإحالته غنيمة لحكام الشمالينهبون موارده وثرواته. أكد ذلك سلوك أولئك الحكام عقب إعلان الوحدة، كما أكدت ذلك شهادات قيادات الشمال فيمذكراتهم التي صدرت مؤخرا منها مذكرات الشيخين عبدالله بن حسين الأحمر وسنان أبولحوم، في الوقت الذي كان ينظر الجنوبيون للوحدة بوصفها حلماً قومياً ومشروع دولةيمنية حديثة ومزدهرة.

ب‌) انتقلت القيادة الجنوبية إلى صنعاء عاصمة الدولة الموحدة حسباتفاقيات الوحدة، وتنازلت عن رئاسة تلك الدولة الوليدة لحاكم صنعاء تعبيراً عن حسنالنوايا وصدقها في تأسيس دولة يمنية حديثة وموحدة، إلا أنها تفاجأت بنظام صنعاءينكث بجميع اتفاقيات الوحدة ويفشل كل محاولات تطبيقها خلال المرحلة الانتقالية، بلويسعى حثيثاً لتخلص منها ومن شريكه الجنوبي بكل السبل المشروعة وغير المشروعة، فلميتحقق الدمج بين مؤسسات الدولتين، فيما عدى دمج شكلي لمؤسسة الرئاسة والبرلمانوقيادة الحكومة، وظلت معظم مؤسسات الدولتين لا تخضع إلا لقيادتها السابقة دون قيادةدولة الوحدة حتى وان كانت تتبعها في ظل التشكيل الحكومي الذي أعقب إعلان الوحدةوخصوصاً المؤسستين العسكرية والأمنية حيث ظل جيشا الدولتين وقواتهما الأمنيةمستقلتين ويخضع كل منها لقيادته السابقة.




ت‌) اتخذ حاكم صنعاء إجراءات عمليه لإقصاءالشريك الجنوبي عن طريق تجنيد المجاهدين العائدين من أفغانستان، للقيام بعملياتتصفية جسدية لأبرز القيادات الجنوبية حسب خطورتها في نظر حاكم صنعاء على خططه التيأعدها وذلك تحت مبررات تكفيرية عقائدية فكانت حصيلة ذلك خلال المرحلة الانتقاليةفقط، قتل (152) قيادي جنوبي، دون أن يتم القبض على قاتل واحد.

ث‌) إزاء الرفض المطلق لمشروعدولة الوحدة من قبل حاكم صنعاء، برزت أزمة سياسية بين شريكي الوحدة عقب الإعلانعنها بثلاثة أشهر، انسحب على أثرها الرئيس الجنوبي علي سالم البيض إلى عدن رافضاًعودته إلى صنعاء إلا بتطبيق اتفاقيات الوحدة واعتبار الجنوب بمشروعه الوطني شريكاًفيها، إلا أن جميع ما كان يتم الاتفاق عليه مع لجان الوساطة، ينكث به الطرف الآخرقبل أن يجف حبره حتى كانت انتخابات 93م البرلمانية التي صوت فيها الجنوب لموقفقيادته الرافض للظلم والإقصاء للجنوب كشريك في الوحدة ومشروع دولتهاالحديثة.

ج)على الرغم من أن إفشال نظام صنعاء لاتفاقيات الوحدة وتعطيلها، كان كافياً لإعلانقيادة الجنوب فشل الوحدة الاندماجية وفك الارتباط بإعادة الحال إلى ما كان عليه قبل 22مايو 90م، رغم ذلك إلا أن القيادة الجنوبية وانطلاقاً من عظمة منجز الوحدةبنظرها، حاولت مع بقية القوى التقدمية والوطنية وتحت رعاية عربية ودولية، التوصلإلى صيغة جديدة من شانها بناء دولة يمنية حديثة موحدة بدلاً من عودة الوضع السابق،فتم فعلاً التوصل إلى وثيقة العهد والاتفاق التي تم التوقيع عليها في الأردنفبراير/1994م إلا أن هذه الوثيقة رغم قصورها في حل المشكلة من جميع جوانبها، فقدرأى فيها حاكم صنعاء وأسرته الحاكمة وشريكه الجديد ــ القديم ــ حزب الإصلاحالإسلامي، رأوا فيها تهديداً حقيقياً وانقلاباً على مشروعهم القبلي العائلي لحكماليمن. وعندما أيقنوا بأن وثيقة العهد والاتفاق هي بداية النهاية لحكمهم، وقعواعليها تحت الضغوط العربية والداخلية واتخذوا قرار الحسم العسكري الذي مهد له منذالبدء للخلاص من جميع المشاريع الوطنية القادمة من الجنوب التي تهدد بقاءهم، فأعلنحاكم صنعاء الحرب على الجنوب من ميدان السبعين في27/4/1994م ثم بدأت العملياتالحربية بتاريخ 5/5/1994م التي كان الجنوب مسرحها لمدة اثنين وسبعين يوماً، شاركفيها إلى جانب حاكم صنعاء قبائله وأكثر من عشرين ألف مجاهد عرب ويمنين من تنظيمالقاعدة العائدين من أفغانستان حسبما كشفت التصريحات الرسمية في المرحلة اللاحقة،كما أن نظام صنعاء جعل من هذه الحرب حرباً دينية مقدسة ضد أعداء الله من الكفرةوالملحدين الشيوعيين، فاصدر علماؤه فتوى تبيح قتل الجنوبيين ونساءهم وأطفالهم.



رابط الفيديو للفتوى على اليوتيوب

النص الحرفي للفتوى :

" إننا نعلم جميعاً أن الحزب والبغاة في الحزب الاشتراكي المتمردين هؤلاء لو أحصينا عددهـم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودين ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان مـن يقف إلـى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه فـي تاريخهم الأسـود، أنهم أعلنوا الـردة والإلحاد والبغي والفساد، هؤلاء الذيـن هـم رأس الفتنة إذا لـم يكن لهم مـن الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحـاد علـى أحد، ولا أن يعلنوا الفسـاد ولا أن يستبيحوا المحرمات ولكن فعلوا ما فعلوه بأدوات هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين هؤلاء هم الجيش الذي أعطى ولائه لهذه الفئة، وهنا لابد من البيان والإيضاح فـي حكم الشرع في هذا الأمر :

أجمع العلماء أنه عند القتـال بل إذا تقاتـل المسلمين وغير المسلمين فإنه إذا تمترس أعـداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم مـن المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض إذاً فقتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتـل هؤلاء المستضعفين الذيـن لا يقاتلوا فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح هذا أولاً .

والأمر الثاني الذين يقاتلون في صف هؤلاء المتمردين هم يريدون أن تعلوا شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه فـي علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق أما إذا أعلن ذلك وأظهره مرتداً أيضاً".












(صورة من صحيفة الوثيقة المصرية: علماء ومفكرون إسلاميونيردون على فتوي الديلمي (

ح‌) قاوم جيش الجنوب قوات الجمهورية العربية اليمنية النظاميةوالجهادية والقبلية الغازية للجنوب على طول حدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيةمع الجمهورية العربية اليمنية، وخاض معها حرباً شرسة استمرت لسبعين يوماً، إلا أنتمزيق أوصال الجيش الجنوبي بين الشمال والجنوب وعدم جاهزيته العسكرية وعدم استعدادهلتلك الحرب، كل ذلك جعل الغلبة لقوات صنعاء الغازية.


خ‌) بعد أن رفض حاكم صنعاء كلالوساطات الإقليمية و العربية والدولية لوقف الحرب، بل ورفض الانصياع إلى قراراتالشرعية الدولية المتمثلة في قراري مجلس الأمن رقمي (931،924 ) لسنة 1994م ولتسهيلالإطلاع على تلك القرارات نورد وصلات الوصول إليها فيما يلي:

رابط القرار رقم ( 924 ) لسنة 1994
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/HarbYaman/mol25.doc_cvt.htm
رابط القرار رقم ( 931 ) لسنة 1994
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/HarbYaman/mol27.doc_cvt.htm

حيث قضت تلك القرارات في فحواهابوقف القتال والعودة إلى الحوار بين الطرفين لإيجاد حل مناسب للمشكلة، وهو الأمرالذي تضمنته مواقف الدول العربية والجامعة العربية التي أكدت على عدم جواز فرضالوحدة بالقوة، بعد كل ذلك وأمام ضغط الجماهير التي خرجت إلى شوارع عدن وغيرها منمدن الجنوب، مطالبة قيادتها بإعلان فك الارتباط، فما كان من قيادة الجنوب إلا أنأعلنت فك ارتباط جمهورية اليمن الديمقراطية عن الجمهورية العربية اليمنية بتاريخ 21/5/1994م بعد مرور ستة عشر يوماً من بدء الحرب الشاملة ضد الجنوب، في حين ظلتقوات صنعاء تواصل تقدمها نحو العاصمة عدن وبقية المدن الجنوبية حتى أحكمت حصارها علىالعاصمة عدن وعزلها عن جميع المحافظات الجنوبية، بل وقامت بتدمير محطة توليدالكهرباء فيها في أوج حر صيفها الساخن وقصفت مدنها بالمدفعية والصواريخ والطائرات،بل وتم قطع امددات المياه عنها بعد السيطرة على منابعها في محافظة لحج المجاورة،ورفض الغزاة كل مساعي المنظمات الدولية والإنسانية وقرارات مجلس الأمن في إعادةتشغيل محطات ضخ المياه الواقعة على مشارف عدن بعد السيطرة عليها وإيقافها من قبلالقبائل الهمجية الغازية، مما جعل ابناء عدن وابناء المناطق المجاورة الذين لجئواإليها بعد اجتياح مناطقهم ونهبها من أولئك الغزاة، جعلهم يحفرون الآبار بأيديهمويقفون في طوابير طويلة وسط لهيب حر الصيف وقذائف الغزاة تتهاوى على رؤوسهم وتحصدأرواح أعداد كبيرة منهم إثناء ذلك.

د‌) في ظل حصار همجي لا أخلاقي بات الوضعالإنساني والمعيشي لسكان عدن ومن لجأ إليها بالغ السوء، ويمثل كارثة إنسانية بكل ماتحمله الكلمة من معنى، فالساحات العامة والملاعب الرياضية والمدارس والمبانيالحكومية والمساجد ومنازل سكان مدينة كريتر وغيرها من مدن عدن، باتت تكتظ بالنساءوالأطفال والعجزة الذين هربوا من المناطق التي اجتاحها الغزاة ومن مناطق القتال علىمشارف عدن في ظل انقطاع امدادات المياه والكهربا وكثافة القصف المدفعي والصاروخي منقبل القوات الغازية على تلك التجمعات والمنازل فكانت تلك القذائف تحط على رؤوسأولئك اللاجئين وتخلف الواحدة منها العشرات من القتلى والجرحى، مما جعل المستشفىالوحيد في خور مكسر الذي يستقبل الجرحى وجثث القتلى، غير قادر على استيعاب كل ذلك. إزاء هذا الوضع المأساوي لم يكن أمام قيادة الجنوب أي خيار غير وقف القتال ومغادرةعدن عبر البحر إلى الدول القريبة منها حقناً لدماء المدنين الأبرياء الذي لم تراعالقبائل الغازية لحرمت دمائهم إلاً ولا ذمه.

ذ‌) فجعت عدن في يوم 7/7/1994م إثر دخول قواتحاكم صنعاء وقبائله عقب انسحاب قيادة الجنوب المدنية والعسكرية والأمنية منها، فجعتبكارثة أخلاقية وإنسانية لم تعرفها خلال تاريخها على مر العصور بل ولم تعرفهاالإنسانية إلا في لحظات فارقه من تاريخها ظلت ذاكرة أجيالها تتداولها بوصفها أبشعصورة تجرد فيها بني البشر من إنسانيتهم وقيم الفطرة الإنسانية التي خلقوا عليها، فيذلك اليوم أعادت جحافل صنعاء الغازية إلى أذهان البشرية تلك الصورة القاتمة فيذاكرتها منذ غزو المغول التتار لعاصمة الخلافة الإسلامية بغداد في القرن السابعالهجري وتدميرهم لبغداد ونهب أموال سكانها ودولتها وإحراق مكتباتها ومساجدهاومتاجرها...الخ، أعادت جحافل صنعاء الغازية تلك الصورة القاتمة إلى أذهان البشريةمن جديد يوم 7/7/1994م عندما استباحت عدن ودمرت ونهبت كل مقومات دولتها الماديةوالثقافية في مشهد همجي حفر تفاصيله في ذاكرة ابناء هذه المدينة الذين شاهدوهوعاشوا تفاصيله كاملة، ذلك المشهد الذي ظهر فيه همج القبائل الغازية وهم يقتحمونالمنازل والمدارس والمتاحف والمكتبات والمباني الحكومية ومقرات السفارات الأجنبيةوينهبون محتوياتها بما فيها نوافذها وأسلاك الكهرباء وأدواتها المثبتة علىجدرانها...الخ وبصورة همجية لا يمكن للأقلام والكلام وصفها كما حدثت بالواقع لهذهالمدينة التي مثلت عبر تاريخها الطويل مركز إشعاع فكري وحضاري في المنطقة عموماً،هذه المدينة التي احتضنت كل القادمين إليها من مختلف أصقاع المعمورة ومنحتهم الأمنوالحب والمعرفة دون تمييز عن أهلها ومن أولئك أحرار وثوار الشمال الفارين من جلادهمالمستبد الإمام يحيى حميد الدين وبنيه، فعاد ابناء سبتمبر إلى هذه المدينة لردالجميل وفقاً للطريقة السابق ذكرها.. فأي جزاء نالته عدن من أحفاد الزبيريوالنعمان؟؟. وما نال عدن هو ما نال بقية مدن ومحافظات دولة الجنوب المختلفة وإنماكان وقع ذلك على عدن أكثر إيلاماً لأنها مدينة استثنائية وأعطت اليمن الشمالي كل مالديها.

المرحلةالثانية:
انهيار شرعية الوحدة واستئصال قيمها النبيلة (يوليو1994م ــ يناير 2006م(.

إذا كانحرب اجتياح الجنوب في صيف 1994م قد قضت على شرعية ومشروعية عقد وحدة 22مايو 1990مالسلمية من الناحية السياسية والقانونية، فإن سلوك نظام صنعاء عقب انتهاء تلكالحرب، تجاه الجنوب شعباً وأرضاً وتاريخاً وثقافة وهوية، قد دمر وقضى على قيمومفاهيم الوحدة النبيلة في نفوس الجنوبيين وحولها من حلم قومي وقيمة إنسانيةوأخلاقيه سامية، إلى كابوس مخيف في حياة الجنوبيين، باسمها تصادر الحقوق وتنهبالثروات وتنتهك وتداس حرية وكرامة الجنوبي على عتبات أبواب حكام صنعاء وزنازينهمحتى صار أنين وجع الجنوبي خيانة وطنية وارتداداً على وحدة ليس لها وجود إلا في جيوبوأرصدة حاكم صنعاء وزبانيته، لذلك فقد اتخذت هذه المرحلة مسارين متوازين منظمللجنوب(تنبيه:هذه كلمتين مكررة فتحذف)، أحدهما تدمير ونهب منظم للجنوب، وثانيهما رفض جنوبي لذلك الاستبداد:
1ــ المسار الأول: تدمير الجنوب :-

كشف نظام صنعاء عقب إقصاء شريكه الجنوبي في الوحدة وضمه للجنوب إلىحكمه بالقوة المسلحة، كشف عن حقيقة مفهوم الوحدة لديه ونظرته تجاه الجنوب التي كانتامتداداً لنظرة أسلافه أئمة الشيعة الزيديه الذين كانوا ينظرون إلى الجنوب كضيعة منضياع الشمال وفرع من اليمن الأم (صنعاء) ويجب عودة ذلك الفرع إلى الأصل، ولأجلتحقيق أمنية إسلافه تلك، فقد اتخذ نظام صنعاء عقب سيطرت جيشه وقبائله ومجاهديه علىالجنوب في 7/7/1994م الخطوات التالية:-

أ‌) بدأت أول خطوة عقب احتلال الجنوب بالتخلصمن جميع اتفاقيات الوحدة بما فيها دستورها ووثيقة العهد والاتفاق الموقعة فيالأردن، فعدلت دستور الوحدة وحولت نظام الحكم من جماعي ــ مجلس رئاسة ــ إلى نظامفردي رئيس يجمع بيده كل السلطات ولا يخضع لمحاسبة أو رقابة أي سلطه أخرى، بمعنى آخرتم الرجوع إلى نظام الجمهورية العربية اليمنية وتطبيقه على شعب جمهورية اليمنالديمقراطية باعتبار هذه الأخيرة فرع ثم إعادته وضمه إلى الأصل.

ب‌) التخلص من اخطر مؤسسة جنوبية ممكن أن تشكل تهديداً لوجود نظام صنعاء غير المشروع في الجنوب، وهي مؤسسة الجيش الجنوبي فبعد أن شُردت قيادات الجيش العليا في دول الجوار، فقد عمد حاكم صنعاءلتصفية بقية العنصر البشري من الجيش الجنوبي وفق خطة منظمة ومدروسة ابتدأت في توزيعوتشتيت أفراده على وحدات وألوية جيش نظام صنعاء بما يضمن تذويب وحدات الجيش الجنوبيوتشتيتها داخل وحدات جيش صنعاء، ولكي يضمن نجاح ذلك فقد كان لزاماً عليه أن يتخلصمن قيادة وضباط ذلك الجيش، فعمد إلى تسريح تلك القيادة وإبقاءها في البيوت دونإسناد أي مناصب أو مهام عسكرية إليها، بل بدون منحها مستحقاتها القانونية فيالترقية والمناصب وذلك كان تمهيداً لإحالتها للتقاعد في أوج عطائها بما تمتلكه منمؤهلات علمية وخبرة عملية لا يتمتع بها من هم قادة الوحدات العسكرية القائمة،والذين هم من أسرة وأقرباء حاكم صنعاء وقبيلته، وبذلك حقق حاكم صنعاء ما كان يهدفإليه من رفض دمج الجيشين في المرحلة الانتقالية، بالحفاظ على جيشه كمؤسسة قبيلةتؤمن بقاءه في الحكم والقضاء على معارضيه.
ت‌) القضاء على جميع مؤسسات دولة الجنوبالأخرى ونهب مقوماتها المادية وتقاسمها كغنائم بين أمراء الحرب من المشأئخوالمجاهدين والأسرة الحاكمة، ثم تسريح موظفي تلك المؤسسات وإبقائهم في منازلهمومعظمهم بدون رواتب، ولم يقف الأمر عند ذلك بل لجأت السلطة إلى بيع وتوزيع ما تبقىمن أصول المؤسسات الإنتاجية والصناعية الجنوبية على مراكز القوى المتنفذة والمقربينمنها بثمن بخس تحت مسمى الخصخصة التي اقتصرت على مؤسسات دولة الجنوب دونالشمال.

ث)وضع الجنوب تحت قبضة أمنية وعسكرية شديدة، حيث تم الزج بوحدات عسكرية ضخمة إلىمناطق الجنوب التي قسمت إلى مناطق عسكرية وفي إطار كل منطقة أنشأت قطاعات عسكرية وأصبح رئيس القطاع العسكري بالمنطقة أو المديرية هو صاحب السلطة العليا فيها، وصارهو من يقوم بحل قضايا المواطنين، بدلاً عن القضاء وعن طريق التحكيم القبلي الذييقتضي وضع ما تسميه قبائل الشمال ب(العدال) وهو عبارة عن (أسلحة أو سيارات أو مبالغمالية) من قبل طرفي المشكلة لدى ذلك القائد العسكري قبل إصدار حكمه بينهما، فضلاً عنأجرته وأجرة جنوده وأجرة العدول الذي سيستعين بهم في حل المشكلة، وهكذا عادالجنوبيون إلى مرحلة ما قبل الدولة بل وأسوأ من ذلك.

ج‌) ولان نظام صنعاء يدرك أكثر منغيره عدم شرعية وجوده في الجنوب، فقد حاول بكل الوسائل إضفاء مشروعية شكلية على ذلكالوجود من خلال الإغراء وشراء الذمم بل واستئجار بعض الشخصيات الجنوبية مستغلاًالظروف المادية الصعبة التي تعرض لها الجنوبيون بعد الحرب، فضلاً عن هواة المناصبوالكراسي الذين لا يخلوا منهم زمان ولا مكان على مر تاريخ البشرية، ومع ذلك فشل ذلكالنظام من اكتساب مشروعية حقيقية لاحتلال للجنوب.

2- المسار الثاني: الرفض الجنوبي لاستبدادصنعاء:-

رغمالظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها نتائج حرب صيف 1994م على الجنوبيين، ورغمالقبضة العسكرية والأمنية الشديدة على الجنوب إلا أن الرفض الجنوبي للواقعالاستبدادي الذي فرضته صنعاء عليه، استمر منذ اللحظة التي وضع فيه حاكم صنعاء قدمهفي الجنوب، بأشكال وصور مختلفة ومتعددة ومن مختلف فئات ومكونات الشعب الجنوبيأفراداً وجماعات ونوجز ذلك بالاتي:-

1)بدأ الرفض الجنوبي بحركة موج، التي تأسست في الخارج بعد حرب صيف 1994ممباشرة، ولعبت دورا تاريخيا في مواجهة الهزيمة النفسية والمعنوية لابناء الجنوببعد الحرب و لملمت شملهم و جعلت القضية حية في الخارجلمدة سبعسنوات.

2) تيار إصلاحمسارالوحدة،ظهر بعد الحرب مباشره أيضأ و طرح فكرة (( إزالة آثار الحربوإصلاح مسار الوحدة))و حدد مفهومه لإزالة آثار الحرب بنقاط أربع:-
أولاً:-إلغاء الفتوىالدينية التي بررت الحرب و أباحت الأرض و العرض و حولت الجنوب إلىغنيمة.
ثانياً:إعادة مانهب تحت تلك الفتوى أو تحت غيرها من ممتلكات خاصة و عامة باعتبارهامن آثار الحرب.
ثالثاً: إعادة جميع المؤسسات العسكرية و الأمنية و المدنية الجنوبيةإلى ما كانت عليهقبل الحرب، باعتبار أن حلها من آثار الحرب.
رابعاً: إلغاءالأحكام على قائمةال (( 16 )) لأنها إحكاماً سياسية باطلة، وعودة جميع المشردين فيالداخل والخارج إلىأعمالهم و إعادة ممتلكاتهم ، باعتبار أن كل ذلك من آثار الحرب وباعتبار أن ذلك منالحقوق المدنية التي يكفلها الدين الإسلامي الحنيف والإعلان العالميلحقوق الإنسان.

3)حركة حتم هذه الحركة طرحت حقتقرير المصير و أخذتأسلوب الكفاح المسلح منذ انطلاقها في 1997م.

4)التكتل الوطنيهذا التكتل كان امتدادا لحركة موج ، و كان أولمحاولة لإيجاد أداة سياسية للقضية في الداخل، و قد حاول أن يحصل على ترخيص منالسلطة و لم تسمح له، مما جعل أعضاؤه ينضمون إلى حزب الرابطة.

5)اللجان الشعبيةهذه اللجان جاءت بمبادرات شعبية محلية، و كانت بدايتها رائعة ،إلا أنمعاداة أحزابالمعارضة لها و مؤامراتها عليها قد شجعت السلطة على قمعها وتصفيتها عبرالقضاء.

6)ملتقى أبناء الجنوب هذا الملتقى تشكل من ابناء الجنوب المتواجدين في صنعاء، ورغم أن مبررات ظهوره كانت مطلبية،إلا انه شكل إزعاجاً كبيراً للسلطة وأوقف حملة التصفيات التي قامتبها تجاه من تبقى من الجنوبيين في جهاز الدولة، و حافظ على بعض من حقوقهم، و شكل بذرة منبذرات الحراك .

7)تيارالمستقلين هذا التيار كان امتداداً لتيار إصلاح مسار الوحدة خارج الحزب الاشتراكيو كان رديفاً له، و قد لعب دورا في إبراز القضية إعلامياًوشكل بذرة من بذراتالحراك.

8)حركة تاج هذه الحركة ظهرت في لندن سنة 2004م وتبنت هدف تقرير المصيرللجنوبيين، وامتدت بسرعة فائقة إلى الداخل و تمكنت من إحياء القضية في الخارج بعدغياب حركة موج وكانلها دور كبير في ظهور الحراك و أصبحت من المكونات الرئيسيةللحراك .


9)جمعياتالمتقاعدين هذه الجمعيات كان لها الدور الرئيسي والريادي في ظهورالحراك الوطني السلمي الجنوبي و بالذات العسكريين، حيث شكلت هذهالجمعيات عمودهالفقري، وهي أول من كسر حاجز الخوف في ساحة العروض بخور مكسر يوم 7/7/2007م و فتحتبذلك الطريق واسعاً أمام النضال الوطني السلمي الجنوبي ، مضاف إليهاجمعيات الشبابالعاطلين عن العمل و بقية جمعيات المجتمع المدني الأخرى.

كانت هذه مقدمات الرفض الجنوبي، التي شكلت بذرةثورة شعب الجنوب وحراكه السلمي.

المرحلة الثالثة:
الثورة (الحراك) الجنوبية السلمية:-

وفقاًللسير الطبيعي لأحداث التاريخ المحكوم بقانون السببية (السبب والمسبب، المقدمةوالنتيجة)، فإن الواقع الاستبدادي الذي فرضه نظام صنعاء على الجنوب منذ 7/7/1994م،بأدواته القمعية وأرثه الثقافي القبلي المؤسس على الفيد والغنيمة والمكر والخداعوفرق تسد...الخ، كان من الطبيعي أن يفضي حتماً إلى ثورة شعب الجنوب على هذا الواقع،الذي جعلهم خارج سياق حركة التاريخ المعاصر، بل وأعادهم إلى جاهلية القرون الأولىبلا تاريخ ولا هوية ولا ثقافة ولا آمال وتطلعات، فمن وسط هذا الشعور والمعاناةوالألم بدأت براعم الثورة الشعبية الجنوبية تظهر على السطح، ولأن ابرز واخطر سلاحاستخدمه نظام صنعاء لتأمين بقاءه وترسيخ استبداده، يتمثل في إثارة الفرقة والشقاقبين الجنوبيين عن طريق استحضار خصومات وصراعات الماضي الجنوبي القريب والبعيد، فقدكانت أول خطوات الثورة الجنوبية هي سد تلك الثغرات عن طريق تطبيق مبدأ التصالحوالتسامح بين الجنوبيين جميعاً، فانطلق أول ملتقى للتصالح والتسامح الجنوبي من مقرجمعية ردفان بعاصمة الجنوب عدن في 13يناير2006م وعقبها تأسست ملتقيات التصالحوالتسامح الجنوبي في جميع محافظات ومناطق الجنوب، فواجهها نظام صنعاء بالبطشوالتنكيل برموزها ومنظميها وإيداعهم السجون وإغلاق مقر جمعية ردفان بعدن التيانطلقت منها تلك الملتقيات، إلا أن التصالح والتسامح الجنوبي استمرت وتيرته بتفاعلجميع الجنوبيين، ثم تأسست حينها جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين الجنوبيينوجمعيات الشباب والطلاب الجنوبيين وغير ذلك الكثير من الأشكال التنظيمية الاجتماعيةوالسياسية والثقافية، وتحرك معها شعب الجنوب من المهرة إلى باب المندب، وخرج إلىالشارع معلناً رفضه وثورته على استبداد نظام صنعاء القبلي المتخلف، باسم حلمالجنوبيين النبيل (الوحدة) وبصوت واحدة صرخ شعب الجنوب في وجه حاكم صنعاء"ارحل عنأرض الجنوب لا وحده بالقوة" فحاول نظام صنعاء إسكات تلك الصرخات بكل الوسائلالقمعية والاستخباراتية، إلا أنه فشل وزاد وهج الحراك الجنوبي وانتشر وتمدد إلى كلقرية وبيت على أرض الجنوب وفي المهجر، وانكسر حاجز الخوف والذل الذي حاول نظامصنعاء فرضه على الجنوبيين طيلة اثنتي عشر سنة ماضية، ليدشن رسمياً انطلاق ثورة شعبالجنوب وحراكه السلمي وهدفه في تقرير المصير، في مهرجان جماهيري ضخم يوم 7/7/2007مفي ساحة الحرية بمدينة خورمكسر محافظة عدن عاصمة دولة الجنوب المغدور بها في ذاتالتاريخ من سنة 1994م، وهذا موجز مختصر لتطورات أحداث الثورة الجنوبية التي تلتتاريخ انطلاقها الرسمي السابق ذكره:-

1ــ انتفض شعب الجنوب عقب 7/7/2007م من المهرةشرقاً إلى باب المندب غرباً رافعين علم دولتهم السابقة ومطالبين بالاستقلال عنالجمهورية العربية اليمنية واستعادة دولتهم السابقة.

2ــ رغم أساليب البطش والقتل والإلقاء في غياهبالسجون، التي اتبعها نظام صنعاء لإخماد ثورة الجنوب، إلا أن هذه الثورة ازدادت قوةوعنفواناً وبشكل مستمر ومتواصل يومياً..ولم يستطع نظام صنعاء إيقافها ولكنه استطاعالتعتيم إعلامياً عليها وصرف أنظار العالم عنها، وكان أهم وسائله في ذلك، هو تحريكخلايا تنظيم القاعدة التي تربطه فيها علاقة وطيدة منذ استخدامها في حربه ضدالجنوبيين والجنوب خلال الفتــــــــــرة من مايو 90 م ــ يوليو 94م. ورغم أن النظام فشل فيإلصاق تهمة القاعدة بالحراك الجنوبي وإقناع العالم بذلك، إلا أنه نجح نسبياً فيإثارة التخوف الجدي لدى دول الجوار والدول الكبرى من خطر القاعدة، في حالة تعاطفتتلك الدول مع الحراك الجنوبي ومطالبه المشروعة، وهو ما جعل تلك الدول تحجم وتخشىالاقتراب من الحراك الجنوبي أو تفهم مطالبه، بناء على تقدير خاطئ لحقائق الواقع فياليمن ،مفاده بأن أمن واستقرار ووحدة اليمن هو الضامن الوحيد لمصالح وأمن تلك الدولودفع خطر تنظيم القاعدة عنها، بينما حقائق الواقع تؤكد بأنه لا يمكن الحديث عن أمنواستقرار في اليمن دون حل للقضية الجنوبية يرتضيه شعب الجنوب.

3ــ استغل نظام صنعاء مخاوف دولالجوار والدول الكبرى من الحراك الجنوبي، للبطش بقوة بالحراك الجنوبي، فسفك دماءالجنوبيين في كل منطقه، وزج بقيادات الحراك ونشطاء الحراك في غياهب سجون الأمنالسياسي والقومي بدون محاكمة، باستثناء القيادات البارزة فقد تم أحالتهم إلى محاكمأمن الدولة لتصدر ضدهم أحكام سياسية بالحبس لمدد بين ثلاث وعشر سنوات، ثم شن الحروبعلى المناطق ودمر منازلها بالدبابات والمدفعية، وفرض حصاراً جائراً ولا إنسانياًعلى معظم مناطق الجنوب ومازال مفروضاً حتى اللحظة، ثم أغلق المنبر الإعلامي الوحيدللجنوبيين وهو صحيفة الأيام الصادرة من عدن بعد أن حاصر مبنى الصحيفة لمدة يومينوضربه بالأسلحة الثقيلة واعتقل كل من كان فيه بمن فيهم مالكو تلك الصحيفة. ووسط هذهالجرائم والدماء والحصار استمرت ثورة شعب الجنوب ضد نظام صنعاء ولم تتوقف حتىاللحظة.

4ــاقتضت الظروف والأوضاع السابقة وجود إطار تنظيمي للحراك الجنوبي فبدأت الجهودلانجاز ذلك ابتداءً من مطلع العام 2008م، لتكلل بتأسيس أول تنظيم حراكي في أكتوبر 2008م هو المجلس الوطني الأعلى للتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية،برئاسة الزعيم الجنوبي/حسن أحمد باعوم، وجعل هذا الكيان المؤسسي من القضية الجنوبيةقضيته المحورية وفقاً لبرنامجه السياسي وللإطلاع على وثيقة البرنامج السياسي للمجلسالوطني المذكور نضع نسختها على الرابط التالي :

http://dhal3.info/vb/showthread.php?p=621827#post621827

كماتأسست خلال الفترة من نوفمبر 2008م إلى مارس 2009م، ثلاثة كيانات حراكية، جميعهاتتبنى هدف الاستقلال واستعادة الدولة، وهي الهيئة الوطنية الجنوبية والهيئة الوطنيةالعليا لاستقلال الجنوب والحركة الوطنية الجنوبية (نجاح) وانظم إلى هذه الهيئاتشخصيات سياسية واجتماعية وأكاديمية وقبلية جنوبية كثيرة، وعلى صعيد المهجر تشكلتجمعيات الجاليات الجنوبية في جميع الدول التي توجد فيها جاليات جنوبية، كما تأسستفي بريطانيا الهيئة الوطنية لدعم الحراك الجنوبي إلى جانب حزب تاج الذي تأسس في 2004م كما سبق.

5ــ عقب تأسيس الهيئات السابقة بدأت الجهود والحوارات، لإيجاد كيانموحد للحراك الجنوبي، وتكللت تلك الجهود باتفاق الدمج بين هيئات الداخل في 9مايو 2009م تحت إطار مؤسسي واحد باسم مجلس قيادة الثورة الجنوبية، برئاسة الزعيم الجنوبيحسن أحمد باعوم، ثم اقتضت الظروف والأوضاع اللاحقة داخلياً وخارجياً تغيير اسم هذاالكيان إلى ((المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي)) أهم أهداف هذا الكيان المؤسسيهو الاستقلال واستعادة الدولة واعتبار الرئيس علي سالم البيض رئيساً شرعياً للجنوبواستعادة الدولة(هذه الكلمتين مكررة فتحذف) وللإطلاع على وثيقة البرنامج السياسي للمجلس الأعلى للحراك الجنوبيالسلمي نضع نسختها على الرابط التالي :

http://dhal3.info/vb/showthread.php?p=621829#post621829

وبدورهبادر الرئيس البيض بالخروج من سلطنة عمان التي أقام فيها منذ 7/7/1994م إلى المانياومن هناك أعلن في 21/مايو 2009م تبنيه لأهداف الثورة الجنوبية ومجلس قيادتهافازداد نتيجة ذلك نظام صنعاء بطشاً وتقتيلاً وتدميراً وإحراقاً للجنوب وشعبه واشتدتالثورة دون توقف وما زالت حتى اللحظة.

6ــ بطش وسفك نظام صنعاء دماء الجنوبيين ودمروحاصر قراهم وسحل واغتال شبابهم في الشوارع والسجون، فبلغ عدد الشهداء أكثر منخمسمائة شهيد وآلاف الجرحى والمشردين والمعتقلين في ظل صمت وغض نظر من الأشقاء العرب ومن جميع دول العالموالهيئات والمنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية، رغم النداءات والاستغاثاتالمتكررة من شعب الجنوب .

7ــ حاول نظام صنعاء فرض قبضة أمنية شديدة على أهم مدينتينجنوبيتين، هما عدن والمكلا، وزج فيها عشرات الآلاف من جنود الجيش والأمن المركزيوالأمن القومي والسياسي وغيرهم، واستطاع الحد من فعاليات الحراك الجنوبي في هاتينالمدنيين لبضعة أشهر، إلا أن شباب عدن تداعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعيبالانترنت إلى ثورة شبابية في 11فبراير 2011م، فاستطاعوا فعلاً من كسر الحواجزالأمنية في الواقع وفي النفوس وسيطروا على الشوارع والساحات العامة وأقاموا فيهاالاعتصامات والمخيمات، فكان رد نظام صنعاء عنيفاً ومدمراً ودموياً خصوصاً مع حذوشباب شمال اليمن حذو شباب الجنوب في الاعتصامات، إلا أنه لم يواجههم بالقوة المسلحةكما فعل مع شباب الجنوب نظراً للطابع القبلي المسلح للمجتمع في الشمال، إلا أنه سترهذا السبب، واختلق عذراً أخر لهذا التمييز، مفاده هو أن شباب الجنوب يرفعون مطالبالاستقلال مما يهدد وحدة نظامه حسب تبريره، وهذا دفع شباب عدن والمكلا على وجهالخصوص إلى تفويت الفرصة على نظام صنعاء، من خلال الاتفاق بينهم على رفع شعار رحيلالنظام في هذه المرحلة حتى سقوطه ونفذوا ذلك فعلاً، إلا أن ذلك النظام جن جنونه منهذه الخطوة، لأنه يريد إقناع شعبه في الشمال بأن إسقاطه سيؤدي بهم إلى خسران الجنوبالذي لا يمكن أن يعيشون بدون ثرواته التي تمثل ثلثين ميزانية دولته... لأجل ذلك لجأإلى البطش الشديد بصورة هستيرية ضد شباب الجنوب لكي يصرخوا مرة أخرى بشعارهمالحقيقي بالاستقلال واستعادة الدولة، وهكذا لأجل الحفاظ على عرشه وأسرته يبيد شعباًكاملاً بالجنوب..فهل سيظل الضمير الإنساني صامتاً على هذه الجرائم بحق الإنسانيةبعد أن بلغ الشهداء في الجنوب خلال النصف الثاني من شهر فبراير إلى (25) شهيداًوأكثر من (200 ) جريحاً ؟؟؟؟!!!







ثالثاً: دعوه للتأمل والتفكير:-

ندعو المطلع على هذه الرسالةإمعان النظر في الأحداث والوقائع السابقة بتجرد وحيادية وعقلانية متحررة من العاطفةأو أية قناعات مسبقة، وفي حالة وجد أن المعلومات السابقة غير كافية لتكوين رأي فيالقضية الجنوبية، فندعوه إلى البحث والاطلاع على كل ما يتعلق بهذه القضية، ونحن قدحاولنا وضع عدة عناوين (روابط) في هذه الرسالة، لكي نسهل مهمة الباحث عن الحقيقةوالعدل والإنصاف ، في الوصول إلى تلك الحقيقة، ولأننا حريصون وطموحون إلى أن يتمكنكل مطلع على هذه الرسالة، من تكوين رأي سليم بشأن قضيتنا، فإننا نختتم رسالتنا هذه،بطرح عدة نقاط مهمة بين يدي المطلع والباحث من شأنها تسهيل مهمته في فهم حقيقةالقضية الجنوبية، ونوجزها بالاتي:

1ــ إن شعب الجنوب وقيادة دولته، هما من حملهدف الوحدة مع شعب الشمال ودولته، كحلم قومي وقيمة وطنية وأخلاقية ونفعية للشعبينوالأمة العربية عموماً، في حين كان الرأي الغالب وما زال لدى قيادة وشعب الشمال حولالوحدة، يقوم على أساس عودة الفرع إلى الأصل ووحدة الجغرافيا وليس وحدة النفوسوالمصالح والمنافع المتبادلة بين الشعبين، وهذا ما عبرت عنه مؤلفات ومذكراتقيادة ورموز الشمال.

2ــ إن دعوى واحدية الأرض والإنسان اليمني شمالاً وجنوباً، مجردشعار عاطفي مزيف، تكذبه حقائق الواقع وتاريخ إقليم جنوب شبه الجزيرة العربية، ويكفي لتدليل على ذلك إجراء عملية حسابية للسنوات التي خضع فيها هذا الإقليم لسلطاندولة واحدة وجامعة لجميع أجزائه، والسنوات والقرون التي قضاها في ظل دويلات متفرقة،لم يدخل لفظ اليمن على اسم أي من هذه الكيانات على مر العصور واستخدم كاسم جهة فقطبمعنى جنوب ولازال مستخدماً حتى اللحظة كاسم جهة في شمالاليمن.

3ــإنه لم يعد هناك في عالمنا المعاصر من يؤسس سيطرته واستيلائه على أرض الغير بناءعلى دعاوى الحق التاريخي إلا اليهود في فلسطين وحاكم صنعاء في الجنوب، والقبول بهذهالدعاوى يعني عدم مشروعية معظم الدول والأنظمة السياسية العربية القائمة حالياًوخصوصاً دول شبه الجزيرة العربية.

4ــ إن جميع الشرائع السماوية والمواثيقالدولية السائدة اليوم تقرر عدم جواز فرض الوحدة بالقوة وتعطي لجميع الشعوب حقتقرير مصيرها.

5ــ إن قضية جنوب اليمن تختلف جذرياً عن جميع النزاعات والقضاياالقائمة حالياً في العالم، فلا يمكن مقارنتها بقضية جنوب السودان ولا الصومال ولاشمال العراق ولا الصحراء الكبرى بالمغرب ولا كوريا الشمالية والجنوبية ولا الوحدةالألمانية بين شرق ألمانيا وغربها..الخ، لأنها أصلاً قضية وحدة بين دولتين قائمتينوفقاً لجميع المواثيق الدولية، وفشلت تلك الوحدة قبل أن تتم، وتحولت إلى ضم وإلحاقبالقوة العسكرية.

6ــ إن ما هو قائم اليوم بين شمال وجنوب اليمن ليس وحدة وفقاً لجميعالمفاهيم القانونية والسياسية والأخلاقية، بل أنه أسوئ من الاحتلال الأجنبي،واستمرار ذلك الوضع يشكل خطراً على أمن واستقرار المنطقة ومصالح شعوبها ودولها، بلوخطراً على وحدة الأمة العربية والإسلامية وتكاملها وتعاونها وقيمها النبيلة، لأنهلا يستطيع أي نظام سياسي في اليمن مهما بلغت قوته وإمكانياته أن يحقق الأمنوالاستقرار في ظل هذا الوضع المعوج ما لم يعطي للجنوبيين حق تقريرمصيرهم.

7ــأثبتت حقائق العشرين سنة الماضية أن الوحدة لم تفشل سياسياً فحسب بل وثقافياًواجتماعياً، فاستحال على الشعبين تقبل ثقافة وواقع كل منهما، فصار لزاماً لإنقاذ ماتبقى بين الشعبين من وشائج القربى والعروبة والجوار الجغرافي، عودتهما إلى الوضعالسابق ومن ثم التفكير بوسائل وصيغ جديدة لإقامة علاقة أخوية ومصالح متبادلة بينالشعبين.

8ــإن شعب الجنوب وانطلاقاً من ثقافته وهويته العربية والإسلامية، مازال يرى في الوحدةالعربية المبنية على أسس واقعية وقيم نفعيه (روحية ومادية)، هدفاً عزيزاً وطموحاًخلاقاً وقيمة عقائدية وأخلاقية وقومية راقية.. أما وحدة الجغرافيا والضم والإلحاق،فقد أثبتت فشلها، ولن تؤدي إلا إلى مزيد من الفرقة والتشرذم العربي ,هذه بطاقةتعريفية بالقضية الجنوبية نضعها بين يدي كل باحث عن الحقيقة وحريص على العدلوالإنصاف في قوله وفعله، وكل حريص على امن واستقرار هذه المنطقة المهمة من العالم،وحريص على وحدة الأمة العربية والإسلامية وتماسكهما أمام الأخطار المهددة لوجودهماوثقافتهما وهويتهما ومصالحهما.
الاخ رعين الاخوة الاعضاء بداية اعتذر عن غيابي اثني عشر يوما ماضية لظروف خاصة، وحقيقة لقد تاخر نشر الرسالة التعريفية بسبب خطأ في ترتيب العمل حيث كان يتم تنسيق النسخة غير المصححة، بينما قد تم التصحيح لاكثر من ثلاث مرات وهذه الرابعة: وقد لونت الكلمات المصححة بالاحمر ما عدا الخطأ في التاء المربوطة والهاء فقد اكتفيت بتلوين حرف التاء المربوطة باللون الاحمر، بالنسبة لملاحظة الدكتور رفيق حول كلمت(تحققت) في الفقرة(أ) من المرحلة الاولى في البند ثانيا المعنون(نشوء القضية الجنوبية ومراحل تطورها) فقد استبدلتها بــ(تم الاعلان عن) وهذا الاستبدال يحتاج ترجمته وتعديله بالنسخة الانجليزية ويكلف الدكتور بالترجمة ورعين بالتعديل، بالنسبة للكلمات المكررة، فهي في موضعين فقط وقد قمت بتلوينها باللون الاحمر ووضعت عقبها مباشرة تنبيه بين قوسين لكي يقوم المصحح بحذفها في النسخة المنسقة..ارجو من الاخ رعين التركيز بدقة على جميع الكلمات والاحرف الملونه بالاحمر عند اجراء التصحيح، فقد اهرمني التصحيح المتكرر..ثم ارجو ان يتم ذلك اليوم لكي نقوم غد بنشر الرسالة فقد تأخرت اكثر من اللازم وقد تقفد مبرر نشرها مع تطورات الاحداث..للجميع فائق تقديري واحترامي وعظيم امتناني

التعديل الأخير تم بواسطة بائع المسك ; 2011-05-15 الساعة 02:11 AM
بائع المسك غير متواجد حالياً