عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-15, 11:46 PM   #4
%الوحيد%
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-10
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 1,968
افتراضي

و بمقتضى هذه المعاهة تعهد أحمد عبد الكريم بتسهيل التجارة البريطانية ...و فتح ميناء عدن لها نظير ضرائب بواقع 2% لمدة 10 سنوات ثم تزداد الى 3% و ليس لورثته أن يزيدوا على ذلك ... و حماية رعايا بريطانيا و تخصيص مكان من الميناء لاستعمال السفن البريطانية .. و منح السلطان بنقتضى المعاهدة امتيزات عدة لرعايا برطانيا في عدن ... و يفهم من نصوص هذه المعاهدة أنها تنظم علية الانجاز البريطاني في عدن و حماية رعاياها و تسهيل تموين سفنهم فقد أي أنها مجرد امتيازات عادية ات تتصل بسيادة أو حماية لبريطانيا في عدن إلا أن هذه المعاهدة مكنت لبريطانيا سياسيا في المنطقة , و لا شك في أن سلطان لحج قبر استقلال بلدة بعقدة هذه المعاهدة فقد أخذ النفوذ البريطاني يشتد و يقوى في هذه البقعة من المنطقة العربية حتى أن بريطانيا رأت ضرورة إقامة محطة فحم في جنوب غرب الجزيرة و خاصة عندما اخترعت السفن التجارية و قررت شراء جزيرة سقطرى و جاءتها الفرصة لاحتلال عدن حين نهب مركب بريطاني فطالبت سلطان لحج بغرامة قدرها 12 ألف رسال دفع سلطان نصفها حتى يقطع الطريق على بريطانيا فلا تحتل عدن و لكن القائد البريطاني الكابتن هينس طلب تسليم عدن مقابل 8 آلاف ريال فرفض السكان و هاجم القائد عدن و حاصرها ثم احتلها بعد أن ضربها بالقنابل في يناير سنة 1839 و استطاع أن يبرم صلحا مع السلطان و قرر منحة راتبا سنويا قدرة 6 الالف ريال ثم عقد معاهدة مع السلطان محسن يعترف فيها بالنفوذ البريطاني في عدن .




و كان لابد للانجليز من توسيع داشرة نفوذهم في المنطقة فلجأوا الى وسيلة الاغراء المادي و قدمت الاموال و الهدايا للسلاطين المجاورين و لم تجز الحيلة على هؤلاء فاضرت بريطانيا الى طرد سلطان لحج و الاستيلاء على عدن بأكملها في سنة 1857 ثم أجبرت سائر السلاطين و المشايخ من حدود الصبيحة و لحج غربا حتى حضرموت شرقا على عقد لسلة من معاهدات الحماية .




و في هذه الاثناء كانت الحملة المصرية تخوض غمار معاركها ضد الحركة الوهابية فأرسل بالمرستون إنذارا الى محمد على بسحب جنوده عندما اتضح أن الحملة المصرية تهدد عدن و اليمن ’ و هدده بالتدخل العسكري أذا تعرض لمنطقة و عدن و اعتبر هذا التعرض عملا عدائيا ضد بريطانيا و على أثر هذا الانذار أمر محمد علي بسحب قواته كلها من المنطقة و أصدر أوامره بذلك الى خورشيد باشا قائد الحملة المصرية .




و تعرضت المنطقة في سنة 1878 لثورة أشعلها بعض السلاطين الذين استنجدوا بالدولة العثمانية فتقدمت بعض القوات العثمانية في جنوب اليمن حتى حدود لحج و استغاثت السلطات البريطانية بقوات الامبراطورية في الهند و استتب الامر للانجليز و أصبحت سلطنة لحج احدى المحميات عندما عقد السلطان فضل بن علي محسن معاهدة مع بريطانيا في 5 مايو سنة 1881 تعهد فيها بأن يكون مسئولا عن كل تعد يحدث من رجال القبائل و الا يعقد معاهدة مع أية دولة أخرى و لا يقيم قلاعا على ساحل البحر و لا يستورد أسلحة الا بموافقة حاكم عدن .




و اشترت بريطانيا منطقة تشرف على خليج عدن مساحتها 35 ميلا مربعا تسمى ناحية الشيخ عثمان و هي من أملاك سلطنة لحج بمباغ 30 الف ريال ووقع غقد البيع في سنة 1882 الشيخ عثمان شقيق سلطان الحج .




و أخذ الانجليز ينفذون سياستهم الاستعمارية في االتوسع داخل البلاد حتى أصبح الساحل الجنوبي للجزيرة مدخل البحر الاحمر خاضعها لنفوذهم و ساعدهم على تحقيق ذلك ضعف البلاد و تطاحن أهلها و انتشار الجهل ... و من خلال هذه كله استطاعت بريطانيا و حكومة الهند أن تسيطر على المحميات التسع و هي لحج -- أبين – الحواشب—الصبيحة – القطيب – الضالع – يافع – العوالق – حضرموت و هذه المحميات تمتد من نقطة مواجهة لجزيرة بريم مساحتها 100 ألف ميل مربع و هي إما جزء من لحج و أبين و إما انها مستقطعة من اليمن و قسمها الانجليز الى أقسام صغيرة و جعلوا على كل قسم سلطانا و عينوا أمراء و مشايخ و جعلوا لهم رواتب شهرية .




أما عدن فكان لها نظام إداري خاص , و أصبحت مركزا لادارة المحميات . و منذ تولي الامام يحيى الحكم في اليمن وهو يفكر في الاستيلاء على المناطق جنوب اليمن بحجة أنها تؤلف جزءا منها الا أنه قوبل بمقاومة عنيفة من جانب بريطانيا التي كانت تزعم انها حامية لمصالح حلفائها المشايخ المشمولين برعايتها و حمايتها .




و عندما قامت الحرب العالمية الاولى هاجمت القوات العثمانية عدن من لحج بقيادة سعيد باشا الا أن الامدادات منعت عنه فاضطر الى عقد هدنة و بقية قواته في لحج و نواحيها .




و حاول إمام اليمن أن يصل الى أتفاق حول مشكلة الحدود الا أن بريطانيا لجأت الى الدس و الخديعة فبينما كانت تفاوضه أوعزت الى محمد الادريسي بأن يعلن العصيان على الامام و يحاول احتلال القسم الشافعي من اليمن مما اضطر الامام الى أنهاء المفاوضات الداشرة ليتفرغ لاخماد الفتنه فلما نجح في اخمادها أخذت بريطانيا تتحين الفرصة للتدخل المسلح و جاءتها الفرصة في سنة 1921 حين قمت مناوشة بين بعض حاميات اليمن و بعض القرى التي تزعم بريطانيا أنها واقعة في منطقة حمايتها و توترت العلاقات بين اليمن و السلطات في عدن و هاجمت طائرات بريطانيا الحدود اليمنية مما دعا الامام الى سحب قواته من منطقة الحدود .


و في مؤتمر لوزان ( يوليو سنة 1923) تخلت تركيا عن سلطتها في الامارات الجنوبية فألحقتها بريطانيا بعدن دون أن تهتم بالمعارضة العربية من جانب السكان و من جانب إمام اليمن .
__________________
من كوخ طلاب الحياة
كوخ الوجوه السمر شاحبة الجباه
يتصارع الضدان
لا المهزوم يفنى، لا وليس المنتصر ضامن بقاه

الجنوب العربي وطني
%الوحيد% غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس