عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-10-06, 02:53 PM   #2
نبيل العوذلي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
افتراضي مواصلة للموضوع

فهي لا تتمتع بأي قاعدة جماهيرية مؤثرة - على المستوى (الشعبي) أو(الرسمي) - يمكن أن تغري السلطة في السعي لكسبها في ظل الصراعات السياسية القائمة، وإذا كان في هذه الطائفة ما (يغري) سياسياً لكانت الانتخابات الرئاسية والمحلية السابقة –وسابقاتها- المناخ الأنسب لاستثمار ذلك، وهذا ما لم يحدث على شاكلة ما تم مع جماعات إسلامية أخرى تتمتع بحضور ونفوذ شعبي قوي داخل الساحة اليمنية، وهو الأمر الذي تفتقر إليه (البهرة)؛ كونها محصورة جغرافياً، ومعزولة اجتماعياً، ومرفوضة عقائدياً وفكرياً.. إلى جانب محدودية أتباعها البالغ عددهم حوالي 12 ألفاً. وبالتالي ليس لهذه الطائفة تأثير يرتجى ولا محصلة تنتظر.

الشيء الوحيد الذي تتمتع به هذه الطائفة هو الثراء المادي الكبير، لاشتغال أتباعها في التجارة داخل اليمن وخارجه، ويعد سلطانهم من أثرياء الهند.

ومن زاوية الثراء نظر البعض إلى أن الجانب المالي والاقتصادي هو المحدد الأساسي للعلاقة القوية بين السلطة و(البهرة) ويرى بعض الكتاب الإعلاميين إمكانية الاستفادة من هذه الطائفة في رفد الاقتصاد الوطني من خلال سياحتهم الدينية في اليمن.

وهناك من يرى أن الأمر شراكة اقتصادية معهم لجلب المال البهري للاستثمار في اليمن أو لدعم الرئيس شخصياً. وبالمقابل يتحصلون على دعم رئاسي لمذهبهم "بحيث تتاح لهم الحركة بعيداً عن الاتهام الشعبي المرتاب بهم دائماً". حسب رأي الكاتب عبد الله دوبلة في صحيفة (الناس).

ومع إمكانية ما قيل عن الجانب المالي والاقتصادي، إلا أن ذلك لا يزيل الغموض الذي يكتنف العلاقة بين الطرفين.. وهذا ما جعل المعارضة تقلق من هذه العلاقة وترى فيها "ملامح للعبة الرئيس المفضلة مع الجماعات".

وقد عبر عن ذلك يحيى منصور أبو أصبع – عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي- بقوله متسائلاً- "هل هي مقدمة لكي تكون عندنا فرقة باطنية؟. وهل البلد ناقصة مثل هذه الفرق والطوائف؟"، ووصف تعاطي السلطة مع الجماعات والفرق بأنها "زرع ألغام المستقبل" (الناس العدد 348).

الخلاصة

من المعلوم أنه لا يوجد في قواميس عالم السياسة ولاء مطلق ولا عداء دائم.. ودائماً ما تتعامل الأنظمة السياسية بمختلف ألوانها وتركيباتها – مع (الآخر) - بمختلف توجهاته وأشكاله- من زاوية واقع الحال، وظروف المصلحة.. ومتطلبات الحاجة، أوعلى طريقة: (لا بد مما ليس منه بد).

وهذا قد ينطبق على سياسة السلطة القائمة التي أتقنت ما يسمى (لعبة التوازنات) في التعامل مع الأحزاب والجماعات وما شابهها. والعبرة هي في الثمرة أو الفائدة التي ستجنيها السلطة من ذلك لنفسها أو للوطن.. سواء في حال (الوئام) أو (الخصام) خلال مسيرة العلاقة تلك.

وفيما يخص (البهرة) – موضوع تقريرنا هذا- نجد أن علاقتها مع السلطة بلغت –في الوقت الحاضر- ذروة (الوئام)، وما جرى مؤخراً في إطار هذه العلاقات يؤيد ذلك.. ووصل الأمر إلى أن قامت أجهزة الأمن- يقال إنه جهاز الأمن القومي- بمنع عرض فيلم (البهرة) في المهرجان الإذاعي والتلفزيوني الثاني الذي نظمته كلية الإعلام بجامعة صنعاء يوم 15 مايو الماضي بمناسبة تخرج الدفعة الرابعة (قسم الإذاعة والتلفزيون).

وبحسب ما جاء في الموقع الإخباري لرابطة أبناء اليمن (رأي نيوز) فإن رجال الأمن عزوا ذلك إلى أن التطرق للطائفة البهرية "موضوع حساس جداً"!، خاصة مع زيارة سلطانهم محمد برهان الدين.

ونقل موقع (رأي نيوز) عن أحد الطلاب الخريجين القول إن الفيلم لا يسيء لطائفة البهرة أبداً، و"أنه موضوع تاريخي وصفي لتواجد الطائفة في اليمن فقط". مستغربا عدم تحسس الأمن من فيلم عن (يهود اليمن) في حين كانت الحساسية عن فيلم (البهرة).

والسؤال الذي سيبقى قائماً – على الأقل في الوقت الراهن- هو ما مستقبل العلاقة بين السلطة و(البهرة)؟، وما الذي يمكن أن تستفيده السلطة من هذه الطائفة التي اتخذت من عقيدة (الغموض، والسر والكتمان) مبدءاً دينياً في مختلف مجالات حياتها؟!.

بل إن أمرها لا يختلف كثيراً عن أمر التيار الحوثي – أصدقاء الأمس وأعداء اليوم- في (تُقية) الفكر، وغموض السلوك.. بل وحتى في (حب الحصون وعشق الجبال) التي انتهت إليها (العلاقة) بين السلطة و(الحوثيين) في صعدة، مع وجود فارق في موقع (مغارة المنتظر).
نبيل العوذلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس