عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-05, 12:33 AM   #21
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي ياسين سعيد :لو أن الحزب الاشتراكي من أصحاب الصفقات لما وصل حاله إلى ما وصل إليه

مأرب برس تنشر نص كلمة امين عام الاشتراكي
ياسين سعيد :لو أن الحزب الاشتراكي من أصحاب الصفقات لما وصل حاله إلى ما وصل إليه
الأربعاء 04 مارس - آذار 2009 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - صنعاء


قال الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان في افتتاح دورة اللجنة المركزية بمدينة عد ن ان "الحزب الاشتراكي اليمني في مجرى تقييم تجربته في النضال الوطني التحرري والحكم لا يمكنه أن يتجاهل حقيقة أن عدن بما وفرته من شروط النضال التحرري السياسي وبما هيأته من مقومات مدنية ثقافية واقتصادية وإدارية قد سهلت مهمته في التصدي لتعقيدات التحرير ثم بناء دولة مدنية نقلت الجنوب بمناطقه المختلفة إلى المستوى الذي غدت فيه دولة بنظام يجسد هذه المقومات مجتمعه
وأضاف ياسين وهو يمتدح الدور الذي اضطلعت به مدينة عدن في التحديث والتنوير " "لقد تحملت عدن عبء هذا الانتقال ...حملت ريف الجنوب وتخلفه وقبائله على كاهلها وأعادت صقلهم بقيمها المدنية، فيا لها من مهمة عظيمة ،ما كان لها ان تتحقق لولا الجذور العميقة لهذه القيم المقرونة بالتسامح والتعايش والانفتاح على الثقافات وبنذ التعصب والنزوع المبكر نحو التعليم والتكوينات النقابية التي كان هلا الأثر الكبير في نشر ثقافة النضال السلمي الديمقراطي "
وكانت الدورة السابعة الاعتيادية للجنة المركزية قد افتتحت أعمالها في مدينة عدن صباح الأربعاء بحضور كبير لأعضاء اللجنة المركزية
مأرب برس تنشر نص كلمة امين عام الاشتراكي
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات أعضاء اللجنة المركزية .... الإخوة الحاضرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرحب بكم ترحيبا حارا في الجلسة الافتتاحية لدورة اللجنة المركزية التي تنعقد في عدن متمنيا لكم التوفيق ولدورتنا النجاح في انجاز المهام المطروحة أمامها .
....وتكتسب هذه الدورة أهميتها أولا لأنها تنعقد في عدن ، ....وعدن في ذاكرة حزبنا ومناضليه هي سفر التكوين الذي يحكي قصة الحلم العظيم للرعيل الأول من مناضلي حزبنا والحركة الوطنية ، وهم يتصدرون المنازلة التاريخية من اجل عدن حرة ومستقلة ،وقاطرة حضارية لجنوب ممزق الأوصال غارق في التخلف تحاصره المشاريع الاستعمارية والمحدقة به من كل صوب.
عدن العنوان الأبرز والسطر الأول في قصة كفاح صاغ وقائعها أولئك الأبطال العظام ...غيرت مجرى التاريخ ومجرى الحياة الراكدة في ذلك الجنوب المتدثر برداء ثقيل من الإهمال والصراعات والظلم والفقر وفتحت نوافذ للإشعاع التنويري الذي كان يتزاحم في تلك المدينة إلى كل الجنوب وبعض مناطق اليمن الأخرى ... ذلك الإشعاع الذي نسجت من خيوط الجوانب الأساسية من تاريخ الفكر السياسي للجنوب اليمني بأكمله كأهم علامة للدور التنويري الذي شكل محطات الاستحقاقات النضالية التاريخية ويصبح الجنوب وفي المقدمة منها عدن صانع تاريخ بكل معنى الكلمة، مما يعطيه الحق في الدفاع عن هذا التاريخ والتمسك به كمكون أساسي في المعادلة الوطنية.
لقد كانت عدن مصدر الهام لنضال كل الوطنيين اليمنيين وكانت مآلا للمناضلين والمطاردين من أصحاب الرأي والسياسيين والمثقفين وفي عدن أخذت الثقافات المحلية التي حملها أصحابها من مناطق الجنوب ومن كمل أنحاء اليمن تتمازج وتفتح المشترك فيما بينها وتنفتح على ثقافة اشمل وأوسع، ولا عجب أن ترى الجميع اليوم مسكونيين بهذه المدينة الرائعة ونراها ترحل في القلوب من محطة
إلى أخرى محتفظة بصدارتها في الفعل الوطني غير قابلة للتهميش أو العزل أيا كان مصدرهما وأيا كانت العناوين التي يجري توظيفها لهذه الغاية .
إن دلالة انعقاد دورتنا هذه في عدن يتجاوز عاطفة الوفاء والحب التي يختزلها كل مناضلي حزبنا وأنصاره لهذه المدينة إلى المضامين الفعلية لهاتين القيمتين والمتمثلة في الحقيقية الجوهرية وهي أن عدن كترميز تاريخي للنهضة الوطنية التي تطلع إليها الشعب في محطات نضاله المختلفة قد شكلت همزة وصل قوية في مضمار الربط بين إرهاصات الثورة وعناصرها بل وقواها المختلفة كدليل على مكانتها في هذه العملية التاريخية المعقدة..،من هذا المنطلق يرى حزبنا أن عدن التي اضطلعت بهذه المهمة المبكرة قبل غيرها من مدن ومناطق اليمن الأخرى قد أهلها التاريخ لتقود عملية التحول الشاملة في نطاق تلك الدولة وذلك من موقع التأثير المدني وعناصره الحضارية .. ذلك التأثير الذي لا يمكن إغفاله عندما يجري الحديث عن بناء الدولة اليمنية الحديثة /دولة النظام والقانون في الجنوب حتى 22مايو 1990م يوم إعلان قيام دولة الوحدة بين شطري اليمن .
والحزب الاشتراكي اليمني في مجرى تقييم تجربته في النضال الوطني التحرري والحكم لا يمكنه أن يتجاهل حقيقة أن عدن بما وفته من شروط النضال التحرري السياسي وبما هيأته من مقومات مدنية ثقافية واقتصادية وإدارية قد سهلت مهمته في التصدي لتعقيدات التحرير ثم بناء دولة مدنية نقلت الجنوب بمناطقه المختلفة إلى المستوى الذي غدت فيه دولة بنظام يتجسد هذه المقومات مجتمعه.
لقد تحملت عدن عبء هذا الانتقال ...حملت ريف الجنوب وتخلفه وقبائله على كاهلها وأعادت صقلهم بقيمها المدنية فيا له امن مهمة عظيمة وما كان لها أن تتحقق لولا الجذور العميقة لهذه القيم المقرونة بالتسامح والتعايش والانفتاح على الثقافات ونبذ التعصب والنزوع المبكر نحو التعليم والتكوينات النقابية التي كان هلا الأثر الكبير في نشر ثقافة النضال السلمي الديمقراطي.
لعدن منا اخلص التحية واصدق الوفاء.
أما ثانيا فان ملامح الأزمة الوطنية قد أغرقت البلاد في تحديات تعد من أكثر التحديات تعقيدا وخطورة .. ولا نستطيع إلا أن ننظر إلى هذه التحديات إلا باعتبارها ناقوس الخطر الذي بات يرن داخل كل بيت ،
وفي التقرير السياسي الذي سيناقش في هذه الدورة هناك صورة كاملة للمشهد السياسي منذ الدورة الأخيرة للجنة المركزية (السادسة) واطلب مناقشة هذا التقرير بمسئولية وعلى نحو لا نغلب فيه جانبا من المشهد على غيره من الجوانب الأخرى فلابد أن ننظر إلى جذر الأزمة لكي نكون قادرين على التفاعل مع مظاهرها وظواهرها المتعددة.
وفي هذه السياق لا بد من الإشارة هنا إلى أن الحزب الاشتراكي اليمني قد اضطلع وعلى نحو مسئول بدوره السياسي والنضالي تجاه كافة ظواهر وعناصر هذه الأزمة الوطنية بالرغم من الظروف الصعبة وظروف الحصار والمواجهة والمطاردات والمحاكمات والسجن التي تعرض لها أعضاء ه خلال الفترة الماضية . ومما بلاد من الإشارة إليه هنا هو أن الحزب الاشتراكي وفي ضوء قرارات دورة اللجنة السادسة أطلق جملة من المبادرات السياسية اتجهت كلها نحو دعم الحراك السياسي والاجتماعي في الجنوب وترشيد دفاعه عن القضية الجنوبية بإسهامات سياسية وفكرية ونضالية وتضحيات قدمت أعضاء الحزب في مختلف ميادين النضال السلمي الديمقراطي والوقوف إلى جانب جهود التصالح والتسامح ومقاومة الانتهاكات التي تعرض لها نشطاء الحراك والمطالبة بإطلاق سراح المسجونين ووقف المطاردات والمحاكمات ،كما اتجهت نحو إدانة الحروب في حل قضايا البلاد السياسية والاجتماعية وطالب بوقف الحرب في صعدة والامتثال إلى حوار جاد يفضي إلى إنهاء النزاع والصراعات لتجنيب البلاد كوارث الانقسامات العرقية والطائفية ، واتجهت إلى النضال من اجل حماية الخيار الديمقراطي مع بقية أحزاب اللقاء المشترك والدفاع عن الحريات وصيانة حق التعبير السياسي والفكري وغيره من حقوق التعبيرات السلمية لكل فئات وقوى المجتمع والإفراد وأصحاب الرأي ونضال المعلمين والصحفيين وغيرهم من اجل حقوقهم المشروعة ونضال المرأة السياسي والاجتماعي ونضال الشباب وحقهم في التعليم والعمل والرعاية ، واتجهت نحو فضح أساليب النظام السياسي وسلطته بخصوص فتح ملفات الصراعات وتشجيع ثقافة الكراهية والتطرف والعودة إلى سياسية التكفير وتشجيع بعض المتطرفين بإصدار كتابات تحمل من التلفيقات ضد الحزب الاشتراكي ما يفهم منه بان دعوة للفتنة بعناوين دينية واخذ الحزب على عاتقه وفي ضوء تلك القرارات مسئولية العمل مع القوى السياسية والاجتماعية وفي إطار جبهة واسعة على إيجاد ميزان قوة كفاحي يناضل من اجل بناء دولة المواطنة المتساوية على قاعدة الاعتراف بالشراكة الوطنية.
ونظر الحزب إلى هذه المسالة من الزاوية التي يصبح فيها الجنوب طرفا في معادلة شراكة الحكم والثروة وهو الأمر الذي يفتح آفاقا سياسية واجتماعية وثقافية لتحولات جوهرية لا يمكن التضحية بها أو إهمالها تحت أي دافع من الدوافع أو بتأثير دعاوى سياسية مخالفة.
نحن نحترم الاختلاف لكننا في نفس الوقت نطلب مبادلة الاحترام .
لقد لاحظنا في الفترة الماضية أن كثير من العناوين السياسية تحتدم لتاطير الموقف من هذه القضية او تلك دون ان يعرف البعض من هذه القوى السياسية بحق الآخرين في الاختلاف معهم وهو امر ينذر بالسير في طريق مناهض تماما لحق الناس في الاختلاف والتباين ، حيث أعطى هذا البعض نفسه الحق في اتهام كل من يخالفه الرأي .
في برامجهم السياسية، وأصروا على أن يتخذوا من أنفسهم ومن برامجهم وشعاراتهم مرجعية لا يأتيها الباطل لكل نشطاء الحياة السياسية، وهو أمر أضر بالحراك السياسي وخاصة بعد أن دفعوا ببعض عناصرهم للاعتداء المسلح على بعض مقرات الحزب الاشتراكي كما حدث في طور الباحة بلحج، ولولا أن أعضاء حزبنا تصرفوا بمسؤولية واحتووا الموقف لكان حقق بعض المندسين والمخترقين غايتهم في إثارة فتنة لا نهاية لها.
لقد قال حزبنا منذ اليوم الأول كلمته بشأن الحراك السياسي بأنه تفاعل شعبي سياسي واجتماعي تبلور على قاعدة الدفاع عن قضية عادلة وانه يجب أن يتحرر من الوصاية ولا بد من أن يخلق قياداته الميدانية بعد أن تختبر صلابتها في ميدان النضال السلمي وبالالتصاق بالجماهير دون وصاية من أحد أو تنظير يتعسف حقائق المطالب الشعبية ويقتحمها بسجالات سياسية من ذلك النوع الذي يتعالي على الوقائع بترف تنظيري لا يأبه إلى أين يتجه أو إلى ما يفضي.
لقد طالب حزبنا كل القوى الفاعلة بحوار هادئ وصريح بعيداً عن الصخب الذي يتصدر الفعل السياسي على الأرض بهدف خلط الأوراق والإمعان في تكريس مشروع سياسي أحادي ليغدو غيره متهماً أو باطلاً في أحسن الأحوال. وعلى هذا الصعيد دعا حزبنا إلى حوارات مع كل الفعاليات السياسية والأحزاب بهدف الحفاظ على الحراك السياسي وصولاً إلى بلورة موقف تجاه القضية الجنوبية، يتسع لنضال كل القوى السياسية المؤمنة بعدالة هذه القضية لكن هناك من يصر على أن يجعل من هذه القضية مظلة لتصفية حسابات فكرية وسياسية، تاريخية ولا تاريخية، مرة يتجه بها نحو الحزب الاشتراكي فيما يوحي بالبحث عن ضحية لصالح المخلٍص الجديد، وتارة أخرى يضعها خارج إطارها العادل وبمفهوم ملتبس، ومع ذلك فقد حرص حزبنا على عدم نقد أصحاب هذا الرأي المخالف أو التوجه بخطابه نحوهم حتى عندما كان بعض هؤلاء يقفون على مستوى واحد مع السلطة في الهجوم على الاشتراكي وشن الحملات الظالمة عليه لا لشيء إلا لأننا نعتقد أن هذه القضية قد تركت مساحة واسعة للاختلاف بسبب ما لحق بالجنوب من غبن، وبدلاً من ذلك فقد توجهنا بخطابنا إلى جوهر المشكلة وإلى جذر الأزمة، واعتبرنا هذا الاضطراب إنما هو ناشئ عن الوضع المعقد للأزمة وعناصرها المتداخلة، وتعاملنا مع كل ذلك بالاستناد إلى العامل الموضوعي وهو الأمر الذي دفعنا إلى التمسك بالحوار مع كل الفعاليات والقوى والاتجاهات..واليوم تقدم الحياة برهاناً على أن الحوار هو الطريق إلى التفاهم والانفتاح وتكوين المواقف
المسؤولة إزاء القضايا الكبرى وانه لا يستطيع أحد بمفرده أن يصوغ الموقف ويطلب من الآخرين اللحاق به.
إن الحزب الاشتراكي وهو يستخلص من تجاربه وخبراته وقربه من الواقع والتصاقه بالجماهير والأهداف التي يناضل من أجلها وكذا الأدوات والوسائل التي الملائمة لنضاله- يضع في حسبانه عدداً من الحقائق التي أفرزتها المرحلة المنصرمة وتأتي في مقدمة هذه الحقائق الحاجة إلى تعزيز وحدته التنظيمية . والحديث عن الوحدة التنظيمية هنا يجب ألا يذهب إلى تلك الصيغ الجامدة التي تستمد عناصرها من سطوة الأيدلوجيا.
فحزبنا الذي أخذ يتحول سياسياً على قاعدة الخيار الديمقراطي كان لابد أن يتفاعل مع كل المتغيرات التي تنشئ معادلاتها والحاجة الجمعية المرتبطة بها، ويعني هذا فيما يعنيه أن تتبع الوحدة التنظيمية وتلبي الحاجة إلى الاختلاف والتنوع في الآراء والأفكار، وهي عملية إذا ما استطاع الحزب أن ينجزها في مؤتمره القادم فلا شك أنه سيحقق بذلك نقلة نوعية في حياته الداخلية، تؤهله للتفاعل مع تسارع الحياة السياسية وتمكنه من التقاط اللحظات الحاسمة التي تشكل منعطفات هامة في مسارات الحياة السياسية.
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس