عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-22, 01:51 AM   #8
صقر المشألي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-26
المشاركات: 5,678
افتراضي

عقد مساء يوم أمس الخميس الموافق 19 يناير 2012م لقاء تشاوري لأبناء الجنوب في صنعاء حضره أكثر من خمسين شخصية من النُخب الجنوبية الموجودة في صنعاء. وعُقد اللقاء تحت عنوان ( ضرورات إطلاق حوار جنوبي ـ جنوبي).
وتجسيداً للشعار الذي وُضِع عنواناً للقاء، طُلِب من الجميع، في بداية اللقاء، تقديم رؤيتهم وتعريفهم للقضية الجنوبية وتشخيصها وسبل حلها. وكيفية إطلاق الحوار الجنوبي ـ الجنوبي حولها.
وقد أجمع الحاضرون على أن القضية الجنوبية هي قضية شعب ووطن تعرضا للاحتلال بقوة السلاح, وأن الوحدة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية التي تحققت سلميا في 22 مايو عام 1990م قد انتهت في 7/ 7/1994م. وأن ما هو قائم على الأرض بالنسبة لشعب اليمن الجنوبي هو احتلال.
فيما تباينت الآراء الجنوبية حول سبل حل القضية الجنوبية, لكنهم أجمعوا في نهاية المطاف، على أن أفضل خيار يمكن تبنيه هو ( حق شعب الجنوب في تقرير مصيره).
وأشار المجتمعون إلى أن الحوار الجنوبي ـ الجنوبي ينبغي أن يكون بغرض توحيد رؤية الجنوبيين تجاه قضيتهم من المهرة شرقا إلى عدن غربا, وأن الظروف المريرة التي عاشها ويعيشها الشعب كفيلة بتوحيده, وعلى كل فرد من النخبة الجنوبية( مثقفين وعلماء دين وقيادات سياسية ومنظمات المجتمع المدني ... الخ) أن يعي أنه حينما يعمل لصالح قضية شعبه فأنه يعمل لصالحه أيضا ولصالح مستقبل أبنائه وأحفاده, وانه مهما قدم من خدمات للسلطات الحاكمة في صنعاء لم ولن يحض بالاحترام طالما أنه تخلى عن قضية شعبه. وان العالم سوف يحترم ويقر بمشروعية القضية عندما يجد الشعب موحدا حولها.
وأضافوا: «إن تكريس مفهوم مطلب شعب اليمن الجنوبي بأنه مطلب انفصال هو مفهوم قذر واستعماري, فشعب الجنوب مطلبه فك الارتباط, بغرض الحفاظ على هويته الوطنية, فهو لم يكن ذات يوم جزءا من شعب ودولة وارض الجمهورية العربية اليمنية. وان مطلب شعب الجنوب بفك الارتباط لا يسقط عنه حبه ونهجه وسلوكه الوحدوي الإقليمي والعربي والإسلامي والإنساني. ولكن ممارسات الطرف الآخر في الوحدة لم تجعل أمامه خيار غير هذا المطلب لاستعادة حريته وكرامته».
وبالنسبة لما يتردد من عدم وجود ممثل للقضية الجنوبية، قال المجتمعون: «تحاول بعض القوى تشويه قضية شعب اليمن الجنوبي بأنه لا يمثلها كيان سياسي واحد, ولهذا نعلن للعالم اجمع أن هذا أمر عار عن الصحة وان شعب الجنوب بكل فئاته وأطيافه السياسية والاجتماعية والمهنية الذي يخرج كل يوم إلى ساحات النضال السلمي هو الكيان الوطني الثوري الأوسع الممثل لقضيته, وأن الحراك السلمي الجنوبي في داخل الوطن هو الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب, وان قياداته على مستوى محافظات ومديريات ومدن الجنوب, وقيادات القطاعين الشبابي والنسائي هي الممثل الشرعي لشعب الجنوب, وأن كل الكيانات والشخصيات الجنوبية الموجودة خارج الوطن بما فيها الكيانات والشخصيات الجنوبية في صنعاء هي كيانات وشخصيات جنوبية داعمة للحراك السلمي الجنوبي, ولم ولن تكون بديلة عنه».
وأضافوا: «نقدر ونعتز بكل القيادات والشخصيات والرموز الوطنية الجنوبية داخل الوطن وخارجه, ونعتبرها مكسب لصالح نضال شعبها, ونرفض أي إساءات لها ولتاريخها, وندعوها إلى المساهمة في نضال شعبها, ونأمل منها ولاسيما قيادات الخارج إلى توحيد صفوفها, وأن لا تصدّر خلافاتها إلى داخل الوطن».
ولفتوا أنه وبسبب التجربة الشمولية في الحكم السابق للجنوب يتخوف البعض اليوم من وجود التباين في الآراء في إطار الحراك السلمي الجنوبي, ويعتبرونها بمثابة انقسامات في الصف الجنوبي بشكل عام وفي الجسد الحراكي بشكل خاص, والحقيقة أنها ظاهرة صحية ومصدر قوة له. فالحراك السلمي الجنوبي ليس حزبا شموليا, وإنما جبهة نضالية وطنية عريضة تضم في صفوفها كل القوى الجنوبية المؤمنة بحق شعبها في تقرير مصيره.
وقد عبر المجتمعون عن تقديرهم وعرفانهم للتضحيات البطولية التي قدمها نشطاء وقيادات الحراك السلمي الجنوبي, ودعوهم إلى مواصلة نضالهم, والترفع عن الصغائر, وأن يكونوا عند مستوى جسامة قضية شعبهم, وعند مستوى تضحيات شهداء وجرحى وأسرى شعبهم. وان مسيرة نضال شعبهم مازالت طويلة وتحتاج إلى رباطة جأش, وتواضع وقبول بالرأي الآخر وعدم تكررا أخطاء الماضي في إلغاء الآخرين. كما قدّروا الدور المميز الذي اضطلع به شبان وشابات وطلاب وطالبات الجنوب تحت قيادة الحركة الشبابية والطلابية الجنوبية الموحدة, وكذا القطاع النسائي الجنوبي تحت قيادة اتحاد نساء الجنوب, في مسيرة نضال شعبنا, وأن القطاعيين الشبابي والنسائي هما القوة الضاربة في مسيرة النصر القادم إن شاء الله. وأنه بفضل نضالهم جميعا أصبحت قضية شعب الجنوب معترف بها محليا وإقليميا ودوليا. وان العالم أصبح يدرك أنه لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حل قضية شعبنا حلا عادلا يعبر عن طموحاته في تقرير مصيره.
وأجمع الحاضرون على أن مشاركة شعب اليمن الجنوبي في الانتخابات الرئاسية القادمة هي بمثابة مشاركة في قتل ودفن القضية, ولهذا فأن رفض هذه الانتخابات هي محطة مصيرية في الوصول إلى نيل حقوقه المشروعة.
وفي ختام اللقاء، قام الحاضرون بتشكيل لجنة للتواصل وإجراء حوار مع بقية الكيانات والشخصيات الوطنية الجنوبية في صنعاء وعقد لقاء موسع في الأسبوع القادم يضم ممثلي كل الكيانات والشخصيات الجنوبية بما ينتج عنه توحيد رؤية أبناء الجنوب في صنعاء تجاه قضية شعبهم, وبما يجعل منهم داعما أساسيا للحراك السلمي الجنوبي الحامل السياسي للقضية الجنوبية.
كما قاموا بتكليف اللجنة المشكلة لتوجيه الدعوة لحضور لقاء الأسبوع القادم لكل من أعضاء مجلس النواب وأعضاء الأحزاب في الحزب الحاكم والمعارضة للمشاركة في اللقاء, والحوار معهم ليكونوا جزء من نضال شعبهم, فقضية وطنهم اكبر من المصالح الخاصة. وسوف يعمل المشاركون في اللقاء بعد نجاح تجربتهم في الحوار على التنسيق مع قيادات الحراك السلمي لعقد لقاءات حوار جنوبي ـ جنوبي على مستوى كل محافظة على طريق عقد مؤتمر حوار وطني جنوبي ـ جنوبي على مستوى الجنوب كله. فالحوار هو وسيلة شعب اليمن الجنوبي لبناء مستقبله.
صقر المشألي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس