[علي المفلحي]

اللواء عبد الحميد عمران يكتب:
قراءة فى مذابح المسلمين فى حلب وفى كل مكان .. تحليل الأسباب والنتائج
من الذى يقتل أهل حلب المسلمين ذبحا.. ويغتصب نساءهم المسلمات .. إنهم بإعتراف العالم أجمع مسلمون مثلهم .. ولا ينفى ضلال عقيدتهم أنهم مسلمون .. إذا لماذا نتوقع أن تزعج الدول الكبرى نفسها وتدخل فى عداء وصراع مع بعضها البعض من أجل حفنة من المسلمين دأبوا على عدائهم ونعتهم بالكفر .. توقعنا يخلو من المنطق .. ناشدت منذ سنوات الإتحاد العالمى لعلماء المسلمين أن يتفرغوا لتنقية الإسلام مما يضمه الكثير من الكتب الصفراء من الضلالات التى تناقض القرآن والسنة الصحيحة والتى أضافها بعض الجهلاء وشيوخ السلاطين على مر العصور تقربا من الحكام .. لكنها بقيت بعد هلاك الشيوخ والسلاطين وأخذت طريقها إلى بعض العقول المريضة لتصبح من الموروث الإسلامى الذى تمسكت به الأجيال اللاحقة دون أن تفهم السبب أو ظروف النفاق التى دعت هؤلاء الشيوخ إلى تدليسها على الدين ..
لا تتعجبوا .. فإن بعض فتاوى شيوخ السلطان التى نسمعها اليوم ستصبح غدا من التراث الفقهى الإسلامى .. فسيصبح الملتزمون بتعاليم دينهم نتنين وريحتهم وحشة وطوبى لمن قتلهم وقتلوه كما أفتى بذلك كبير المنافقين ، وسيصبح كل قائد إنقلاب ووزير داخليته من الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله كما قال المدلس التابع ، أيضا سيصبح المبشرين بالجنة أربعة كما قالت ربة الصون والعفاف ، وسيصبح تكليف عاهرات السينما وأفلام البورنو والملحدات بتصحيح المفاهيم الإسلامية وتعليم الناس دينهم تقليدا متبعا فى العصور التالية ..
لا تتعجبوا .. فإن معظم حكام الدول الإسلامية كانوا - بقدر أو بآخر - على علاقات سرية حميمة مع الصهيونية وكانوا يمدون أعداء الإسلام بالمال والسلاح والبترول والإعتراف والتأييد السياسى لكى يقضوا على الفئة المؤمنة خوفا من أن يمتد إيمانهم ويعبر الحدود فتهتز كراسى حكمهم ..
لا تتعجبوا .. فالجيوش العربية فى أغلبها مخترقة من القمة ، وجرى تجنيد قادتها عندما كانوا ضباطا أصاغر وأرسلوا للدراسة والدورات التدريبية فى الدول الكبرى ، روسيا فى الشرق وأمريكا فى الغرب ، فعادوا خلايا نائمة من العملاء يتم إيقاظها وإستخدامها لقهر شعوبهم وقت الحاجة .. ولا يجرى بخيالكم أن هذه الدول تجند فردا واحدا فقط ليكون رجلهم ، إنهم يجندون العديدين ويرتبونهم حتى إذا سقط أحدهم حل محله آخر .. وهكذا والأمثلة كثيرة ولا يستثنى منها دولة أو شعب إلا من رحم ربى ..
إذا والحال هكذا وأكثر .. كيف جرى بخيالكم أنه سوف يتم إنقاذ أهل حلب ؟ ومن الذى سينقذهم ؟ إخوة العقيدة من الشيعة والروافض الذين يقومون بذبحهم وإغتصاب نسائهم ؟ أم دولة عظمى لا تهتم بهم أصلا ، أم شيخ سلطان داعر مأجور ، أم حاكم عميل يخاف على كرسيه من المسلمين الصالحين أكثر مما يخاف عليه من الإسرائيليين ، أم قائد عسكرى تم تجنيده والسيطرة عليه بالسيديهات منذ عشرات السنين ..
أهل حلب لا خوف عليهم فسيلقون ربهم - وكلنا سنلقاه - شهداء مذبوحين على يد مسلمين مثلهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. وسيدخلون الجنة التى وعدهم الله .. أيضا شيوخ السلطان المدلسين والحكام العملاء الذين يبيعون شعوبهم ، والقادة العسكريين الذين يخونون أماناتهم ..
وأنا وأنت قارئى الكريم سنلقى الله فى يوم محتوم ليحكم بيننا بالحق .. إذا لم يكن مصيرنا مثل مصير أهل حلب ..
فعنده يجتمع الخصوم ..