[علي المفلحي]

بن فريد يقول ان وجود ناطق واحد باسم مكونات الحراك مرتبط بوحدة هذه المكونات ويكشف عن مبادرة سياسية سيطرحها خلال أيام


احمد عمر بن فريد
الأحد 07 سبتمبر 2014 03:05 مساءً
بون ((عدن الغد)) خاص:
قال الكاتب و القيادي في الحراك الجنوبي "احمد عمر بن فريد" ان وجود ناطق رسمي واحد للحراك الجنوبي وللثورة السلمية في الجنوب مرتبط في الاساس بوحدة هذه المكونات واقرارها بان لها ناطق رسمي واحد شاكرا كل القائمين على الحملات الشبابية التي دشنت خلال الأيام القليلة الماضية والتي دعت إلى تنصيبه ناطقا بأسم الثورة السلمية في الجنوب .

وقال "بن فريد" في توضيح سياسي بعث به إلى صحيفة "عدن الغد" يوم الأحد ان إي متحدث رسمي إنما يكون كذلك في حال تم تكليفه بهذه المهمة من قبل جهة سياسية أو غير سياسية واحدة , وبطريقة رسمية يتم فيها الإعلان عن ذلك وإبلاغ مختلف وسائل الإعلام المختلفة من مقرؤة ومسموعة ومرئية بهذا القرار ببيان رسمي , ليتم بعدها تلقائيا اعتماد ذلك من قبل مختلف الوسائل الإعلامية . لكن مثل هذا الأمر لا يمكن حدوثه حاليا في الجنوب لسبب بسيط ومؤسف في نفس الوقت يتمثل في عدم وجود " كيان سياسي موحد " للثورة الجنوبية يمكنه ان يصدر مثل هذا التكليف بطريقة رسمية إلى وسائل الإعلام ومختلف الجهات ذات الصلة .

وكشف بن "فريد" بأنه وفي الأيام القليلة القادمة سوف يضع أمام " شباب الجنوب " مبادرة وطنية تهدف إلى تحقيق هذا الاستحقاق الوطني ولا تتناقض مع الجهود المبذولة حاليا على الساحة الجنوبية والرامية لتحقيق وحدة القيادة .. مضيفا بالقول :"واعتمادي على شباب الجنوب يأتي من إيماني العميق بقدرتهم على تحقيق مالم تستطيع بقية القيادات تحقيقه ... وكلي أمل إلا يخيب شباب الجنوب عشمي ورجائي فيهم .





(( توضيح حول حملة المتحدث الرسمي باسم القضية الجنوبية ))

يشعر الثائر الجنوبي في هذه المرحلة بشيء من القلق تجاه ثورته النبيلة خوفا عليها من الانكفاء والتواري جراء الظروف المحيطة بها بفعل أسباب وظروف من داخلها ومن خارجها تبعث على الإحباط وربما اليأس , ويأتي في مقدمتها " عجز " القيادات الجنوبية أمام تحقيق اختراق حقيقي فيما يخص الاستحقاق الوطني الأول وهو " وحدة القيادة " .

الأمر الذي يدفع الكثير من الشباب إلى طرح حملات الكترونية لا نشك أبدا في نبل مقاصدها وطهارة أهدافها الوطنية,ومنها الحملة الأخيرة تجاه ترشيحي شخصيا لمهمة المتحدث الرسمي باسم الثورة الجنوبية .

وفي الوقت الذي اعتبر مثل تلك الجهود النبيلة شرف عظيم لي , وارى في كل صوت صادق تاج وطني أتشرف بوضعه على رأسي احتراما وعرفانا وتقديرا , إلا انه من المهم جدا إيضاح " استحالة " ترجمة هذا المطلب من الناحية العملية للأسباب التالية التي أرجو تفهم منطقيتها وتقبلها بعقل مفتوح دون اعتبار ذلك تهربا من تحمل المسئولية :

أولا : من المعروف ان إي متحدث رسمي إنما يكون كذلك في حال تم تكليفه بهذه المهمة من قبل جهة سياسية أو غير سياسية واحدة , وبطريقة رسمية يتم فيها الإعلان عن ذلك وإبلاغ مختلف وسائل الإعلام المختلفة من مقرؤة ومسموعة ومرئية بهذا القرار ببيان رسمي , ليتم بعدها تلقائيا اعتماد ذلك من قبل مختلف الوسائل الإعلامية . لكن مثل هذا الأمر لا يمكن حدوثه حاليا في الجنوب لسبب بسيط ومؤسف في نفس الوقت يتمثل في عدم وجود " كيان سياسي موحد " للثورة الجنوبية يمكنه ان يصدر مثل هذا التكليف بطريقة رسمية إلى وسائل الإعلام ومختلف الجهات ذات الصلة .

ثانيا : ان مسألة ممارسة الضغط على تلك المكونات الجنوبية المتعددة من خلال مثل هذه الحملات من اجل قبول " شخصية واحدة " لتكون متحدثا باسمها أو باسم الجميع أو باسم ثورة الجنوب يعتبر مسألة غير ممكنة أبدا حتى فيما لو قبلت جميع المكونات واتفقت على تكليف شخصية معينة لهذه المهمة تحت الضغط الشعبي , وتأتي هذه الاستحالة في تناقض هذه المهمة وتصادمها مع الواقع الذي سيضعها أمام تباينات سياسية ومواقف مختلفة لقضية واحدة من قبل هذه المكونات !! .. فعلى سبيل المثال : لو طلب من هذا المتحدث الرسمي في مقابلة متلفزة معرفة " الموقف " من المؤتمر الجامع ان كان معه أو ضده !! فماذا ستكون إجابته ؟!! هل سيتبنى موقف الفصيل أو المكون ( أ ) المتفق مع المؤتمر الجامع , أم سيتبنى موقف الفصيل أو المكون ( ب ) المعارض له ؟! .. وفي حال عبر عن رأيه المتعارض مع موقف ورأي مكون واحد أو أكثر ومتفق مع رأي مكون آخر ففي هذه الحالة سيكون بما قال وصرح اما معبرا عن " رأيه الشخصي " وتنتفي عنه صفة " المتحدث الرسمي " واما ان يضع نفسه في مواجهة مع من لا يتفق مع ما صرح به أو قاله , حيث من الممكن جدا ان يظهر قيادي من هذا المكون أو الفصيل ليقول لنفس الوسيلة الإعلامية ان ما صرح به المتحدث الرسمي فلان ابن فلان لا يعبر عن موقفنا في المكون ( أ ) وإنما يعبر عن رأيه الشخصي ! مما يضعه في موقف محرج ومتناقض بل انه سيضع الجميع أمام الرأي العام في موقف غامض وفوضوي !! فكيف سيكون موقف المتحدث الرسمي في هذه الحالة ؟!! .. وكمثال آخر أيضا وفيما إذا تباينت وجهات النظر ومواقف المكونات السياسية إزاء مناسبة وطنية كمناسبة 14 أكتوبر القادمة من حيث تبني البعض إقامتها في ردفان والبعض الآخر يرى مكان آخر !! كيف سيكون موقف " المتحدث الرسمي " ؟!! .. ان مثل هذا المواقف سوف تتكرر أمام كل حدث أو استحقاق تظهر فيه تباينات مابين المكونات الجنوبية – وما أكثرها للأسف الشديد – فكيف يمكن في هذه الحالة ان يكون هناك متحدث واحد لوجهات نظر متعددة ومتباينة ؟!

ثالثا : قد يقول قائل كما سمعت .. نحن لا نريدك ان تكون متحدثا باسم هذه المكونات وإنما متحدثا باسم " شعب الجنوب " !.. وان كان الأمر هكذا فنحن في هذه الحالة أمام " فرية كبيرة " لأنه من الغير الممكن لأيا كان ان يعتبر نفسه متحدثا باسم شعب بأسره ! .. لأنه وحتى ان قبل على نفسه مثل هذا الافتراء على الشعب سوف يجد نفسه عاجزا أمام السؤال المنطقي الذي سيواجهه في كل مرة وهو : ومتى كلفك شعب الجنوب ان تكون متحدثا باسمه ؟! وكيف حدث ذلك ؟

إذا من الواضح جدا .. إننا نريد ان نضع العربة قبل الحصان كما يقولون لأن مهمة " وحدة القيادة الجنوبية " هي المهمة الأولى التي يجب ان تستبق كل المهام , والتي ينبغي علينا جميعا ان نركز عليها ونضع كل إمكانياتنا وقدراتنا الفكرية والعملية في سبيل تحقيقها , على اعتبار أنها سوف تجعل من المهمات الأخرى أمر ممكن التحقيق بشكل تلقائي ومنها مهمة تكليف متحدث رسمي جنوبي لقضيتنا .

وفي هذا الصدد .. فاني شخصيا وفي الأيام القليلة القادمة سوف أضع أمام " شباب الجنوب " مبادرة وطنية تهدف إلى تحقيق هذا الاستحقاق الوطني ولا تتناقض مع الجهود المبذولة حاليا على الساحة الجنوبية والرامية لتحقيق وحدة القيادة .. واعتمادي على شباب الجنوب يأتي من إيماني العميق بقدرتهم على تحقيق مالم تستطيع بقية القيادات تحقيقه ... وكلي أمل إلا يخيب شباب الجنوب عشمي ورجائي فيهم .

أحمد عمر بن فريد