عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-04-01, 02:07 AM   #1
حادي العيس
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-13
المشاركات: 959
افتراضي لا توجد قيادات سياسية في الجنوب . الحقيقة توجد زعامات في الجنوب.

لا توجد قيادات سياسية في الجنوب. الحقيقة توجد زعامات في الجنوب
____________________________________:
لا توجد أزمة سياسية في الجنوب فمن الخطأ أن نقول ذلك ، والسبب يكمن في أنه لا سياسة في الجنوب ولا سياسيين، وإلا لو كان لدينا فكر سياسي لما أنتج لنا أزمات متتالية، بل ما هو موجود، صراع زعامات أو صراع سلطة، يشبه إلى حد كبير حروب التجار في سوق واحدة.

ومن الخطأ أيضا أن ننتظر حوارا سياسيا لنفس السبب الذي ذكرناه، لذلك أغلب الحوارات لم تصل لحلول، بل ظلت النهايات معتمة غير معروفة.والحوار كما يعرف الجميع يخضع لمنطق السياسة، التي هي كما يقولون: «فن الممكن»، فما هو الممكن؟ هذا السؤال لم يطرحه أي شخص من الممتهنين السياسة على نفسه، ولا أقصد هنا ما هو موجود الآن من الساسة في البلد، بل منذ تشكيل الدولة الجنوبية بعد استقلال الجنوب وجدنا بأن الطبقة السياسية لا تعرف حقيقة بأن السياسة فن الممكن، بل تعتبر السياسة الباب المؤدي للسلطة، والسلطة هدف مركزي لا بد من الوصول إليه وهذا ما جعل من رجال العسكر في حقبة معينة يتحولون لرجال سلطة وطلاب لها.

ووفق هذه الرؤية لم ينجب الجنوب عبر تاريخه الطويل نخبا وكاريزما سياسية بقدر ما أنجب زعامات، وهنالك فرق كبير جدا بين السياسي والزعيم، السياسي ليس بالضرورة أن يكون رجل سلطة، بقدر ما أنه أحياناً كثيرة يكون رجل معارضة بمفهومها الديمقراطي.

ومن ينظر لتاريخ الجنوب خاصة منذ عام 1968 وحتى عام 1990م سيكتشف بأن البلد كان يدار بآليات غير سياسية ومن رجال لا يمتلكون قدرة سياسية تجعلهم يدركون (الممكن) من السياسة، بقدر ما أنهم تعاملوا مع كل حدث مهما كان بسيطا بآليات غير سياسية ولنا في أحداث كثيرة شهدها الجنوب دليلا على غياب الفكر السياسي

وهذه الطريقة جرت البلد لمهالك كثيرة في معالجة قضاياها وحتى في التعامل مع الآخر غابت الحنكة السياسية وجاءت النتائج وخيمة على الحكومة وعلى الشعب بل وعلى الإقتصاد بحكم أن من يمسك بالقرار السياسي أنذاك لا يعرف من السياسة شيئاً بقدر معرفته بفنون الحرب فينظر للحلول الأمنية على أنها المتوفرة والممكنة لديه فلو قدرنا للسياسة أن تكون هي الفيصل في حل مشاكلنا لما كان لنا أن ندفع ذلك الثمن الباهض الذي دفعناه ولا زلنا ندفعه

أتمنى من رجالات الجنوب أن يعملوا بالسياسة وأن يدركوا أن السياسة هي (فن الممكن)لا أكثر والممكن الذي نقصده بأن من يحترف السياسة عليه أن يعرف حقاً أن السياسة فن الممكن ولا يمكن لنا الخروج من الوضع الراهن بعقلية الزعامة فهذا المنطق قد جر علينا ويلات وويلات لا زلنا نتجرع تبعاتها حتى يومنا هذا وإذا ما أستمر ذلك المنطق وبتلك العقلية فسوف تكون لدينا مشاكل تراكمية قد تؤدي إلى نهاية مستقبلنا ومستقبل أجيالنا .
حادي العيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس