عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-02-18, 07:27 AM   #26
عين اليقين
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-03-30
المشاركات: 2,070
افتراضي

صحيفة جنوبية : مجلس الآمن تجاهل القضية الجنوبية بحذافيرها و ماض في إغلاق كافة الأبواب!!


علقت صحيفة" صدى عدن" على قرار مجلس الامن الاخير في افتتاحية لها حيث قالت الصحيفة : لم يكن مستغربا قرار مجلس الأمن الذي وضع الرئيس علي البيض والمخلوع علي صالح في خانة المعرقلين لما يسمى بالحوار الوطني بمرجعيتة الوحيده ، المبادره الخليجيه ، فقد دأب المجلس ( الموقر) إلى تجاهل القضية الجنوبيه بحذافيرها بل والوقوف أمامها ، واليوم يثبت المجلس بانه ماض في إغلاق كافة الأبواب بل ويضع الرئيس الجنوبي تحت ضغط هائل لكي ينصاع لإرادة أطراف المبادره .

الحقيقة ان هذا السلوك لم يعد يترك للمراقبين أي قدرة على التفسير غير انه بلطجه سياسيه امميه تجاوزت كل المستويات ، وانتهكت كل الأعراف ولم يعد للمرء القدره على التفريق بين مجلس أمن كمجلس اممي وبين إدارة أزمات منحازة بشكل فاضح لمصالح دول اقليميه ترغب في ان يظل الحال في اليمن والجنوب عالق ومؤجل حتى موعد آخر.



لعل الامر العجيب في هذا البيان ان يضع الرئيس المناضل البيض وكأنه طرف في المبادره الخليجية التي يعرف القاصي والداني بانها أتت لنزع فتيل العنف بين أطراف السلطه في صنعاء وان الجنوب كله وليس فقط البيض لا شأن له بالمبادرة الخليجية وان ما يسعى اليه مجلس الأمن في هذه الصيغه من البيانات هو ابتزاز رخيص لشعب بأكمله سيزيد رصيد البيض جماهيريا وشعبيا وسيوحد الشارع الجنوبي بكل أطيافه خلف ذلك الرجل .



ان الغباء في طبع مجلس الأمن ليس جديد العهد فمراجعة سريعة لمواقفه المتقلبة خلال السنوات القريبة تعكس أمزجة دوليه طائشه تقودها الولايات المتحده بعد ان اختطفت عقلها مجاميع الإرهاب وافقدتها القدره على معرفة الأوضاع الحقيقية فسارت من فشل إلى فشل وقادة العالم من كارثة إلى مصيبه . ولقد رأينا مجلس الأمن بقيادة الولايات المتحده كيف تخبط في الشأن السوري ، فتم جمع كل زناة الإرهاب إليها في إطار قراراته التي أباحت لبعض دول الإقليم ان تكرر نموذج الدعم لأفغانستان في سوريا ، ثم انتبه متأخرا ليجد انه وضع المنطقة برمتها على شفير الهاوية ، ولم تنفع كل جهود المجلس ومليارات الاعراب من عوائد النفط في إسقاط النظام هناك ، ويبدو انه حتى اللحظه لم ينتبه بعد بان السير وراء قطر والسعودية في هذا المنحى إنما هو انقياد دابة صحراوية خلف أعرابي أعمى .

هناك دروس تاريخيه مخجله لهذا المجلس الاممي أضاع فيها كرامته وشرفه منذ عقود في محك القضية الفلسطينية ، وفي الوقت الحاضر انعكس ذلك السلوك المعادي لإرادة الشعوب في حرف مسار الربيع العربي في ليبيا وسوريا حين حوّل مساراته السلميه الى حروب داخليه لتدمير كيان الدوله بجذورها وذاكرتها التاريخيه وموروثاتها وثقافتها تحت ذريعة اسقاط الانظمه ، لينتج ازمات ويضع تلك الدول امام تحديات البقاء بصورة لم تعرفها في تاريخها ، بل ويجعلها تدريجياً تحن لوضع الديكتاتوريات القديمه ، واليوم يكشف عن غيبوبته الساذجة في اليمن والجنوب وعجزه عن ادراك وضع ناصع يراه الأعمى في عمق الظلام .



ان المتوقع الآن ان تعلن القوى الجنوبيه تضامنها الكامل مع الرئيس البيض وان هذا الحوار بصيغته التي أوردتها مبادرة الخليجيين لا يعني شعب الجنوب من قريب او بعيد ، وهذا هو المحك الآن ، التضامن بلغة واضحه لا غموض او تكتيك يضمن موقع هذا الفرد او ذاك ، فالمسألة هنا مسالة الجنوب وليست مسالة علي سالم البيض وأي تخاذل في الوقوف مع الرجل إنما هو تخاذل امام الاستحقاق الجنوبي الأكبر ، وهذا باعتقادنا هو اختبار للقيادات وقدرتها على الصمود والتضامن وتجسيد اللحمة الوطنية في لحظة حاسمه .

أما إذا فشلت القيادات الجنوبيه في هذه المسالة فإنها ستخسر الكثير وسيكون عليها ان تقدم مبرراتها لشعب الجنوب ، وهو الامر الذي سيرد عليه الشارع الجنوبي من خلال التفاف شامل حول الرئيس البيض بشكل يصدم المجلس الأممي والخليجي والنظام في صنعاء بزعامة الرئيس جيرالد فايرستاين .

ان بيان مجلس الأمن رغم عدم أهميته الا انه بمثابة نداء عاجل لجماهير الجنوب للالتفاف خلف الرئيس البيض ليس من اجله كشخص ولكن من اجل الجنوب كشعب في هذه المرحلة التي تقترب من فصلها الحرج وتتطلب تكاتف لا تهاون فيه لمواجهة تحالف العالم مع نظام صنعاء لوأد قضية الجنوب من خلال المبادره الخليجية وحوارها .

أننا على يقين بان الحوار ذلك فاشل ولن يقود لأي شئ فالمبادرة الخليجيه ببنودها ليست سوى صيغة اسعافيه لانتشال وضع متفجر أفرزته ثورة التغيير ( رحمها الله وطيب ثراها ) ، ولم تكن مبادرة سياسية تضع حلول ستراتيجيه لمعضلات اليمن والقضية الجنوبيه وهذا أمر يفهمه كل السياسيون ويتغابى عنه حكام الخليج ومجلس الأمن البعيد جداً عن ارادة فهم جوهر الصراعات والنزاعات الخطيره .

لهذا يجب التنبيه بان المجتمع الدولي ذاهب خلف إرادة إقليمية غير مبرره ألغى فيها كل منطق عقلاني وفضل التعامل بشكل مجرد عن الحقائق الخطيره على الأرض بل وفضّل التعامي عن القتل والتنكيل اليومي لشعب الجنوب ، ولم يكن ذلك البيان سوى نسخة مريضه من هذا السلوك الارعن . لهذا فان المطلوب اليوم هو التضامن الجنوبي الكامل والصلب لإسقاط هذه المهزلة القذره والعنجهيه الجوفاء التي تضع القاتل والقتيل في سلة واحده وتبرر ببيانها القتل اليومي بل وتشرعه ، فمن حق نظام صنعاء اليوم ان يقتل ما استطاع من النساء والأطفال والشباب تحت مبررات الحوار وأخواته ، فمن يجرؤ بعد اليوم على انتقاد البنادق حين يشرع لها غباء أممي وتواطؤ إقليمي ، وبالطبع سيكون الامر اشد فضاعة ان وقف بعض أخوة الدم من الجنوبيين إلى جانب القتلة في معادلة الرذيلة التي يسوقها الكبار في العالم ويفتتن بها الصغار مسلوبي الإرادة .



لكن في النهايه علينا التأكيد بان النصر حليف الجنوب وكلما تكالبت عليه القوى تعالى شانه وترسخت أهميته وحضوره ، فالمطلوب اليوم الصمود والتصدي لهذه الضغوط ، كورقة اخيره ، والتي لن تزيد موقف الجنوبيين من الحوار الا قوه في الرفض ، وتمسك باستعادة الحقوق جميعها ليس من خلال تلك المبادرة التي أطاحت براس ثورة التغيير ولكن من خلال مواصلة النضال السلمي حتى يذعن الخارج قبل الداخل لإرادة شعب مقهور نهض من اجل استعادة كرامته ولن تثنيه بيانات او تختزل حياته مبادرات وحوارات ليس له شان بها .
عين اليقين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس