عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-09-22, 05:00 PM   #2
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

تكملة للمقال....

نعود للسؤال عن كيفية سقوط إمبراطورية الفساد الذي من المرجح انُه سيسقط نفسه ، لأنُه أعدى أعداء نظام الفساد هو نفسه وليس الجماهير التي ستتعاون لإسقاطه . و السياسة التي
يتبعها نظام الفساد في اليمن ستكون نتيجتها المحتومة سقوط إمبراطور الفساد وسقوط نظامه كما إنني سأشير لبعض أخرى من الأسباب لعلها صائبة وهي كالتالي : -
1.هنا نرى البذخ والإسراف لخزينة الدولة بالاحتفالات المكلفة التي يقيمها بمناسبات مختلفة ومنها الاحتفالات بمناسبة ضرب مشروع الوحدة وهذه مناسبة سنوية استفزازية لشعب الجنوب , أيضا" الاحتفال بمناسبة تقُلده كرسي الإمبراطورية الذي لا يفارق ملازمته , وبالتالي هناك نفقات باهضة وضخمة لحماية بقائه على كرسي العرش تذهب في بناء جيش وترسانة عسكرية كبيرة لا حاجة لليمن بها كونها دوله مسالمة وعلاقتها بالمنطقة مستقره , لذلك هذه الصرفيات الضخمة تؤدي إلى إفلاس خزينة الدولة ان كانت هناك بالأساس خزينة .
2.نهضة المقاومة والثورة السلمية الجنوبية المستمر الرافضة لاحتلال إمبراطور الفاسد لأرضهم , التي يقودها مجلس التنسيق العسكريين والأمنيين والمدنيين التي أساسها جمعية التصالح والتسامح والتضامن و هذا سلاح قوى بأيدي الجنوبيين لإنهاء تلك الهيمنة , بالإضافة إلى باقي الهيئات التي تم استكمالها فيما بعد على عموم المحافظات الجنوبية , كما نعلم ان هذه المقاومة التي التفت حوليها كل القوى الوطنية الجنوبية تطالب بفك الارتباط مع نظام إمبراطور الفساد (ج.ع.ي) وهذا نتيجة طبيعية سببها ضرب مشروع الوحدة في مهدها في حرب الاحتلال صيف 1994م من قبّل نظام الفساد , لذلك شعب الجنوب يطالب بحق مشروع كفلتها كل الشرائع السماوية و الشرائع الدولية , لذلك بكل تأكيد المصدر الرئيسي في تغذية نظام الفساد من الثروات الجنوبية سُيبّتر .
3.التدهور الاقتصادي الرهيب والنمو السكاني المتسارع وانتشار الفقر والبطالة سببها عدم وجود بنية تحتية ( حكومة هلامية ) فبتالي سيخلق جيل من ألامُيين و العاطلين والمشردين والى آخرة بمعنى إفساد مجتمع بأكمله وهذا سيولد انفلات امني ( أي حاميها حراميها )وهذا سيؤثر بطبيعة الحال على المنطقة بأسرها امنيا" واقتصاديا " .
4.الجانب والدور الديني ان الدور الديني لا وجود لهُ وبالأصح شبه معدوم فالمحسوبية والمتنفذين هم من يسيطر على هذه المؤسسة القضائية الهامة , فنرى ان الحياة صعبه جدا لذلك بعض رجال الدين أصبح اكتسابهم للمال بطرق مشبوه منها الرشوة وغيرها من الطرق فبدلا" من ان يوأدوا واجبهم الديني بتوعيض الناس من خلال ترشيد ألائمة إثناء خطاباتهم في الناس عبر منابر المساجد والمحاضرات الدينية في محاربة نظام الإمبراطور الفاسد و حاشيتة المفسدين , استطاع ان يقحمهم إمبراطور الفساد في الارتزاق فقط.
5.أحزاب اللقاء المشترك: وهي أحزاب جاء التحامها على الرغم من الاختلافات الفكرية والسياسية الكبيرة أي إنهم كانوا على طرفي نقيض ولكن الوضع المتدهور والخطير في زوالهم جمع بينهم في كل الأحوال , بدأوا يعكرون صفو النظام الفاسد من خلال مطالبتهم بتنفيذ كل الوعود للمشاريع الوهمية التي وعد بها إمبراطور الفساد قبيل الانتخابات السابقة , بالإضافة إلى الضغط من اجل التعديلات الدستورية التي تتطلب توافقا وطنيا، وقد اعتبر اللقاء المشترك أن تفرّد هذا الحاكم الفاسد بهذه القضايا الكبرى، دون حوار المعارضة "سيقود إلى مزيد من تأزيم الأوضاع في البلد وتدهورها" وهذه اشاره إلى ان الأحزاب في اللقاء المشترك بأن الأهداف التي جمعت بينهم هي إسقاط نظام الفساد بدايتنا بسحب صلاحياته المطلقة , ومكملة كسب والتفاف الشعب حول هذا اللقاء المشترك .
6.أما الأمر الآخر فهناك مشكلات حقيقية أنتجها الواقع المعقد منها الصراعات القبلية والحروب بما فيها حرب صعده و المعالجة الخاطئة لنتائج الحرب التي استمرت لخمس سنوات دمرت الأخضر واليابس وسقط الإلف من أبناء صعدة . وما نلمسه اليوم من عجز نظام الفساد من سد مطالب مشروعة لأبناء صعدة في إعادة بناء ما دمرتها الحرب الظالمة وأيضا تعويض المتضررين ومعالجة قضايا الناس وإضافة إلى ذلك هو لجوء نظام الفساد في كثير من الأحيان إلى التعاطي مع هذه القضايا باستهتاروهذا ماسيزيد أعداءة ولف حبل المشنقة حول رقبة نظام إمبراطورية الفساد .
7.طريق الخيار الديمقراطي والتغيير وبناء اليمن الجديد التي يتشدق بها نظام الفساد في برامجه الانتخابية لا يوجد سوى في مخيلة إمبراطور الفاسد وحاشيتة , يواجه في اللحظة الراهنة جملة من الصعوبات الحقيقية وانهيار شبة كلي للاقتصاد سببه ليس فقط استنزاف خزينة الدولة بل أرهقت المواطن والمستثمر والمغترب وكافة شرائح المجتمع لأسباب ذكرت من السابق , لذلك الشعب يعي هذه الكذبة الكبيرة بأن من بيدهم الأمر ( إمبراطور الفساد وحاشيته ) لا يستجيبون للعملية الديمقراطية وهذا بتأكيد ولد عند الشعب الإحباط والقناعة الكاملة بأن النظام الأمامي البغيظ يعود .
8.إن نظام صنعاء الفاسد تحول إلى نوع خاص من حكم القلة الزيديه وهذا يشير على عودة حكم الإمامة , وقد تناول تقرير صادر من واشنطن نشر قبل فترة وهذا التقرير أتى من صميم واقع وضع نظام الإمبراطور علي عبدالله صالح بأنه يفتقر إلى الإرادة والقدرة لتبني الإصلاحات السياسية والاقتصادية الرئيسية التي يحتاج لها اليمن لإيقاف التدهور الحاصل في جميع الجوانب , ودلل التقرير على ذلك بأن نظام صنعاء فشل في خلق فرص عمل كافية وموارد تتناسب مع النمو المتسارع في تعداد السكان إلى جانب المستويات المخيفة التي وصلت إليها البطالة والفقر وسوء التغذية التي ارتفعت إلى نسب أعلى مما كانت عليه قبل عقد من الزمان. وأكد التقرير بأن الحياة أصبحت لغالبية اليمنيين صراع من اجل البقاء للحصول على المال الكافي لشراء ضروريات الحياة، كما أن الشعور باليأس وفقدان الأمل ما زال في تزايد مستمر وبالتالي اجزم التقرير على تصنيف نظام صنعاء إلى نوع خاص من حكم القلة حكم اللصوص فأصبحت حكومة تحكم من قبل اللصوص ومن اجل اللصوص، وان المتقلدين للمناصب الحكومية يسعون إلى إثراء أنفسهم على حساب التنمية وتم توظيف مناصبهم في الدولة ومراكزهم المدرة للأرباح لانتزاع الأموال مقابل تقديم خدمات يقوم بها هولاء اللصوص وبذلك تزداد خسارة الحكومة والتنمية وبذلك يصبح أقارب وحاشية الإمبراطور المتقلدين لمناصب هامة في الإمبراطورية السنحانية أثرياء وهذه أحدى الأسباب الرئيسية التي ستمهد لإسقاط إمبراطورية الفساد السنحانية , ونرى هنا ان مهارات ذلك الإمبراطور الفاسد السابقة في طلب المنح والدعم الدولي لليمن التي يذخارها في خزينتة الخاصة أصيبت بالشلل , وأصبحت المنح والدعم للمشاريع تحت المجهر وتحت أشراف الدول المانحة مباشرة لعدم ثقتها به , ولذلك أصبحت خزينة الدولة ممثلة بالبنك المركزي اليمني مليئة بشبكة العنكبوت وهذا هو السقوط الحتمي .
9.الإرهاب وهي ورقة ضغط يناور بها إمبراطور الفساد استطاع خلالها بدهاء مطبخه ان يكسب الدعم الأمريكي خصوصا بعد إعلان أمريكا حربها على الإرهاب, أعلن إمبراطور الفساد والراعي الأول للإرهاب في المنطقة التحالف معها لمحاربة الإرهاب بهذه الطريقة استطاع ان يجنب أمريكا مراقبة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتدهورة في اليمن التي هي من صنيعته وبسبب التدهور الاقتصادي الخانق وزيادة البطالة بين الشباب يقوم إمبراطور الفساد بتجنيد وتدريب وتسليح الفقراء والمعدمين من الشباب وتقسيمهم على خلايا إرهابية نائمة ييقضها حين يشاء لتنفيذ العمليات الإرهابية وبقدرة قادر يستطيع معرفة أماكن تواجدهم ويلقي القبض على بعضهم ويقتل البعض الأخر كا كباش فداء , مع ان أجهزته الاستخباراته لا تملك المهارات والقدرة التجسسية في مثل هذه الظروف و في كشف هذه العمليات الدقيقة , بالإضافة إلى دول الجوار التي يضغط عليها لتقدم الدعم المادي السخي لنظامة الفاسد لمحاربة الإرهاب , كما يدعي بأن الإرهاب يشكل خطرا" على دول الجوار وبالذات المملكة التي تعاني مرارته ويجب القضاء على مصدره , وهناك نلاحظ تناقض و ازدواجية مصداقيتة ذلك الإمبراطور الفاسد فهناك تقارير نشرة تكشف التعاون السعودي في تقديم الدعم المادي السخي لنظام الفساد في صنعاء في محاربة الإرهاب وقامت بشراء ملايين القطع من الاسلاحة الخفيفة والمتوسطة لسحبها من أسواق السلاح المنتشرة في الشارع اليمني ومن ثم قامت اللجنة المشتركة بتقييد أرقام الأسلحة في كشوفان وتسليمها إلى الدولة بعد ذلك تتفاجى المملكة بدخول نفس تلك الأسلحة التي سحبت بالأرقام نفسها إلى المملكة مع الإرهابيين والمتسللين الذين تم القبض عليهم داخل و على الحدود السعودية قبل تنفيذ عمليات إرهابية في المملكة , لذلك أصبح هذا النظام الفاسد مفضوح لدول الجوار و للولايات المتحدة الأمريكية ولهذا عجلة سقوط وزوال هذا النظام الفاسد تتسارع وحتمية لأنه يشكل خطرا" على المنطقة والعالم .
هناك مازالت الفرصة والخيارات للنجاة وخروج هذا الإمبراطور الفاسد من السلطة إما ان يقبل بأن يترك السلطة سلماً قبل القبض علية واقتياده لمحاكمته من شعبه في حال تعنده , دون إراقة الدماء مقابل بقائه في البلاد و إما هروبه مع أهلة وحاشيتة خارج البلاد ، وهكذا تنتهي ثلاثون عاما" بسقوط إمبراطورية الفساد وإمبراطورها دون رجعه . قال الله تعالى في كتابة العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ صدق الله العظيم
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس