عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-01-28, 10:07 PM   #18
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,810
افتراضي

قال ان الأمور في الجنوب بالغة التعقيد والناس تعرضوا لمظالم كبيرة امين عام مؤتمر الحوار احمد عوض بن مبارك في حديث لـ(عدن الغد) حجم الظلم في الجنوب هو أكبر من أن يستوعبه فريق جاء للتحاور


أمين عام مؤتمر الحوار مع الزميل أنيس البارق.
احمد عوض بن مبارك

الأحد 26 يناير 2014 02:50 مساءً
عدن((عدن الغد)) خاص:
في هذا الحوار يقول الدكتور "أحمد مبارك" أن اليمن "كانت على حافة الحرب الأهلية"، معتبراً أن مؤتمر الحوار جمع بين "الفرقاء مع بعضهم وتحاوروا على قاعدة لا غالب ولا مغلوب"، في إشارة إلى حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الذي قامت ضده احتجاجات شعبية عرفت باسم "ثورة التغيير"، وانتهت بتقاسم السلطة، ودعا "مبارك" من أسماهم " الشيوخ والعلماء لنشر قيم التسامح ونبذ نزعات الفرقة والخلاف" في شمال اليمن الذي يشهد اقتتالاً طائفياً ومذهبياً متقطعاً منذ 2004، وأكد حجم الظلم في الجنوب، لكنه اعتبر أن الانفصال ليس حلاً، مشيراً أن "الأمور في الجنوب بالغة التعقيد".


حاوره/ أنيس البارق

نبدأ من حيث انتهيتم، أين وصلتم في مؤتمر الحوار اليمني؟
وصلنا إلى نقطة النهاية في المؤتمر، ونقطة البداية لمستقبل وعهد جديد لهذا البلد. طوينا صفحة الماضي خلفنا وعزمنا على أن نمنح أطفالنا الأمل للعيش في مستقبل بعيد عن الاختلافات السياسية. ما زال الطريق طويلاً، وما زالت الاستحقاقات القادمة كثيرة، لكن إنجاز هذا المؤتمر بنجاح سيمنحنا القوة لتطبيق مخرجاته بناءً على قاعدة التوافق التي أنجزت بصعوبة لكنها تحققت أخيراً.
- برأيك كيف يمكن خلق ونشر قيم التعايش الطائفي والمذهبي في شمال اليمن؟
أؤمن أن خلق قيم التعايش في اليمن بشكل عام ينبع من فهم الآخر، من فهم اختلافاته على قاعدة نبوية "اختلاف أمتي رحمة" ، متى ما توسعت معارفنا عن الآخر توسعت صدورنا تجاهه، وبهذا الإطار أدعو الشيوخ والعلماء لنشر قيم التسامح ونبذ نزعات الفرقة والخلاف خصوصاً في هذه المرحلة الفارقة من التاريخ اليمني.
- هل تقلصت مخاطر الاقتتال السياسي المسلح في صنعاء؟
قال الأخ الرئيس في كلمته التي ألقاها في جلسة العمل الأخيرة للمؤتمر "لقد تركنا المتارس وجئنا للحوار" وأعتقد أن هذا يلخص كثيراً ما حدث في المؤتمر، كانت البلاد على حافة الحرب الأهلية ولست أتحدث عن صنعاء فقط، بل كافة المحافظات في عموم أرجاء الوطن، ثم اجتمعت الأطراف السياسية والمكونات الاجتماعية لتتفق على عهد جديد، جلس الفرقاء مع بعضهم وتحاوروا على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، واليوم ها نحن نصل لمخرجات هذا العقد الذي ستتولى لجنة صياغة الدستور فيما بعد صياغته.
- اذا كان الموجودون في المؤتمر سابقاً وحالياً، يمثلون الحراك الجنوبي حقاً، فلماذا تستمر الاحتجاجات الشعبية في الجنوب؟
أستطيع أن أتفهم وأستشعر أن حجم الظلم في الجنوب هو أكبر من أن يستوعبه فريق جاء للتحاور ، الاحتجاجات الشعبية في الجنوب مستمرة منذ العام 2007، والناس في الشارع نفد صبرهم من أي حلول، وفقدوا الثقة في جدية التنفيذ، وفي مصداقية الكثيرين، لكن هل فعلاً الانفصال هو الحل؟ أم أنه أيضاً سيصنع مشاكل جديدة؟ أريد من الناس أن تفكر في الفيدرالية على اعتبار أنها معادل أقل للانفصال يستطيع أن يحقق لهم ذاتية الحكم في إطار دولة اتحادية واحدة.

- لماذا تعتقد أن الأقاليم المتعددة هي حل عادل والاستفتاء حل ظالم؟
أنا لم أقل بأن الاستفتاء حل ظالم والأقاليم المتعددة حل عادل، لم أعقد هذه المقارنة أبداً. أعتقد أن الأقاليم هي حل لمشكلة المركزية وأنها ستسمح للأقاليم بسلطة ذاتية يتمتع كل إقليم من خلالها أن يمُنح بصلاحيات مطلقة تحقق تطويره بعيداً عن فرض الهيمنة من طرف واحد.

- برأيك كيف يستقيم وصف قضية الجنوب بالسياسية ثم يأتي الحل إدارياً كقضية عامة؟
قضية الجنوب لها شقين: سياسي وحقوقي. والحلول لم تكن إدارية فقط بل الجزء الأهم منها حلول سياسية بامتياز، الشق السياسي تمت معالجته بقضية الأقاليم على اعتبار أن المركزية الشديدة في الدولة هي ما أوصلتنا لهذا الوضع، والشق الحقوقي تمت معالجته ببنود كثيرة في اتفاقية الحل العادل للقضية الجنوبية منها على سبيل المثال البند الثامن الذي ينص على أن إدارة وتنمية الموارد الطبيعية من مسئولية السلطات في الولايات المنتجة، ومنها البند التاسع الذي ينص على تمثيل الجنوب بنسبة 50% في كافة الهياكل القيادية في الهيئات التنفيذية والتشريعية والقضائية، بما فيها الجيش والأمن. أنا أقول أن هذا الاتفاق يمثل فرصة ذهبية للجميع لبدء صفحة جديدة مبنية على العدالة والمساواة.
- كيف ستقنعون المحتجين الجنوبيين أن من تسببوا بظلم الجنوب هم من يجب أن يحلوا قضيته؟
هذا المؤتمر ممثل من كافة الأطياف السياسية الموجودة على الساحة. بالطبع أستطيع أن آتي بأفضل الخبراء في العالم وأستطيع أن أطلب منهم أن يقدموا أفضل الحلول لقضية الجنوب وسيفعلون. لكن هل هذا الحل يمثل جميع اليمنيين؟ هل هذا الحل سيكون عملياً وتوافقياً؟ أم سيكون تنظيرياً لا معنى له ولا قوة على الأرض وبالتالي غير قابل للتنفيذ. ثم إن الأحزاب ليست الممثل الوحيد في المؤتمر، هناك أطراف جديدة مثل الشباب والمرأة والمجتمع المدني وهي مستشعرة لثقل هذه المسئولية التاريخية وكان لها دورها بالضغط على الكثير من القرارات في المؤتمر.

- ما حقيقة أنكم بدأتم مؤتمر الحوار بالبحث عن حل عادل يرضي الجنوبيين وانتهيتم بالبحث عن حل عادل يرضي الشماليين؟
هذا الكلام ليس له أساس من الصحة. القضية الجنوبية هي لب القضايا في المؤتمر، وأنا هنا أدعو جميع القراء لقراءة اتفاقية الحلول والضمانات للقضية الجنوبية للبحث عن "الحلول التي تعطي حقوقاً لطرف دون طرف"، هذا الكلام ليس صحيحاً. الاتفاق يؤسس لعهد جديد من المساواة ، عهد قائم على الاعتراف بالمظالم التي قامت في الجنوب.

- برأيك لماذا يجب على الجنوبيين إيقاف احتجاجاتهم ضد الوحدة اليمنية؟
أرى أن الجنوبيين يجب ان يمنحوا هذا الحل فرصة حقيقية للتطبيق، أتفهم أن الأمور في الجنوب بالغة التعقيد، وأن الناس تعرضوا لمظالم كبيرة لا تسمح لهم برؤية ما يدور الآن، لكنني مؤمن ومتفائل بأن مخرجات هذا المؤتمر ستشكل فارقاً ليس فقط في حياة الجنوبيين ولكن في حياة كل المواطنين.
- ما حجم القوة العسكرية التي يجب نشرها في الجنوب لفرض مخرجات مؤتمر الحوار؟
نحن لا نتحدث عن قوة عسكرية لفرض مخرجات المؤتمر، وإنما نتحدث عن وثيقة حوار تتضمن حلولاً للغالبية العظمى من الإشكالات، وتحقق الكثير من مطالب الشارع الجنوبي، وتؤسس لعقد جديد وعهد جديد، وأسس جديدة للشراكة، نتحدث عن ضوابط إدارية وتنظيمية تشمل وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، تشمل إرادة سياسية حقيقية للحل ولتطبيق مخرجات الحوار. مؤتمر الحوار لا ولم يحمل رسالة "فرض القوة العسكرية" هذا ليس صحيحاً، مؤتمر الحوار إرادة جمعية حققت الحل، وهذا الحل لن يأتي بالتخويف إنما بالعدل.

- كم عدد الجنود الشماليين الذين تعرضوا للمساءلة والمحاكمة بتهمة قتل محتجين في الجنوب؟
لست معنيا بهذا السؤال لكن بعد مؤتمر الحوار ستنطلق عملية للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وستتاح الفرصة لكل من لديه مظلمة ان يطرحها وان يستفيد من التعويض وجبر الضرر
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس