عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-01-28, 09:39 PM   #11
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,810
افتراضي

صحفي مقرب من القاعدة ينشر حلقات كيف تم التخطيط للقضاء على جنوب اليمن

كتبت بتاريخ : يناير 28, 2014 عند الساعة4:15 م
Tweet
حيدر بعد خروجه

كتب | عبد الالة حيدر يا شع

لحلقة الأولى (إعادة) والحلقة الثانية ..قضية الجنوب لدى تنظيم القاعدة

تعرض هذه الورقة موقف تنظيم القاعدة من قضية جنوب اليمن وتداعياتها
مستحضرا جذور القضية لدى التنظيم وتأصيلاتها لها

بسم الله الرحمن الرحيم


هذه الورقة ..

يبقى تناول تنظيم أو شبكة أو جماعة كالقاعدة قاصرا ما لم يتم تناول زواياه المتعددة الفكرية والعملياتيه والجغرافية والنفسية من حيث الدوافع والقناعات.

وفي ورقة النقاش هذه زاوية جغرافية محددة وقضية سياسية تحمل الطابع القطري الذي يجد الدارس لتنظيم القاعدة أنه يبتعد عن المسميات الوطنية وأطرها.

فتنظيم القاعدة رغم أنه لا يعترف بالدولة الوطنية ولا حدودها الجغرافية إلا أنه يعمل وفق خارطة جغرافية وحدود ومفهوم للوطن يتجاوز التراب والحدود والجنس.

وفي محاولة قراءة واستشراف موقف القاعدة من قضية الجنوب التي بدأت بالظهور إلى السطح بعد قرابة عقدين من تأسس الوحدة اليمنية، نجد أن القاعدة لم تسجل إلا خطابا سياسيا واحدا في ابريل من العام 2009 يتحدث عن قضية الجنوب بصورة واضحة.

وقد اعتمدت هذه الورقة على ان تركز على مصادر القاعدة والمعتمدة لديها، مع الاستفادة من شخصيات عاصرت مؤسس القاعدة قبل التسمية لاستحضار جنوب اليمن من ذاكرة القاعدة وتحديد موقع الجنوب في عمليات وأدبيات القاعدة.

تتسم الورقة باعتماد المصادر الأصلية في كل اقتباساتها، إبراز حالات تناقضية داخل القاعدة عبر مراحلها الممتدة من مطلع التسعينيات حتى اليوم.

وتتناول الورقة الأطر المفاهيمية التي ترتكز عليها القاعدة في قضية الجنوب، وعلى الانتشار الجغرافي والخارطة البشرية داخل التنظيم وعملياته وخططه وبرامجه.

ونكتشف أن قضية الجنوب لدى القاعدة قضية مقدسة تحظى باهتمام القيادة المركزية للتنظيم وليس فقط القيادة الإقليمية المعلنة أخيرا.

وتكتسب قضية الجنوب قدسيتها لدى القاعدة من استنادها علىنصوص نبوية تتحدث عن منطقة جنوبية أنها ستكون منطلق جيوش إسلامية يكتب لها النصر والتمكين بحسب هذه النبوءات.

الأطر المفاهيمية :

ينطلق تنظيم القاعدة في تصوراته وتحركاته وعملياته على منظومة مفاهيمية خاصة به، تبدأ من التوصيف والمصطلحات، إلى ارؤى والتصورات التي يتم إعداد العمليات وفقها.

وتتكون الملكة الفكرية لدى القاعدة في قضاياها من خلال منهجية السلفية التي جددها الشيخ محمد عبد الوهاب في بلاد الحرمين، وشيوخها الذين عرفوا فيما بعد بالمدرسة النجدية.

فمفهوم القاعدة لنفسها أنها تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ، و طليعة الأمة الإسلامية، ولا تقاتل بالنيابة عنها، فقضية إعادة الخلافة الإسلامية والتمكين لدين الله قضية كل مسلم ، وأنهم يجودون بأنفسهم وأموالهم وأهليهم في سبيل الله ودفاعا عن المستضعفين من الناس.

وتؤكد القاعدة أنها تتحرك على الساحة بإسمها المعلوم الان (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) وليس لهم أي مسمى آخر، مع استدراكهم أن أي مسمى آخر يضرب في الساحة وفي سبيل الله ، ويسعى لتحكيم شرع الله ، ويقطع دابر الحملة الصليبية الصهيونية ، ولا يتفاوض مع الخائن العميل المطيع للأمريكان، فهم إخوة لنا في نكاية العدو وضربه، ويؤكدون أنهم يدعون دائما للوحدة والجماعة، وتوحيد الكلمة تحت كلمة التوحيد.[1]

وترى القاعدة أن اليمن ليست المعروفة اليوم بحدودها الجغرافية ومساحتها المعلومة (الجمهورية اليمنية)، فالتنظيم لا يعترف بالحدود الجغرافية المرسومة في العالم عموما وخصوصا منطقة الخليج والجزيرة العربية والعالم الإسلامي، ويرسمون خارطتهم وفق معان ومعالم تاريخية بعضها مستوحى من السيرة النبوية وما عهدته العرب.

فاليمن هي كل ماكان يمين الكعبة المشرفة من الركن اليماني حتى بحر العرب[2] وبناء على هذه الحدود فإن الشيخ أسامة بن لادن ينادي القبائل اليمنية باسمها وليس بحدودها “ويا مغاوير الأزد أبطال عسير، ويا بهاليل حاشد ومدحج وبكيل، فليتواصل مددكم لتغيثوا إخوانكم”.[3]

ويستمر الشيخ أسامة بن لادن في منادة أهل اليمن بين الحين والاخر بطريقة تؤكد خطابة ليمن جنوب الجزيرة العربية؛ أين أمداد اليمن وآلاف عدن؟ فهذه حرب مصيرية بين الكفر والإسلام، بين جندُ محمدٍ عليه الصلاة والسلام جند الإيمان، وبين أهل الصلبان، ومن فاتته فاته الأجر، وباء بالوزر، إلى أن تتم الكفاية
فالبدار البدار، فسارعوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، و يا خيل الله إركبي وياريح الجنة هبي.[4]

وترى القاعدة أن اليمن من أهم المناطق التي لابد أن تتموضع فيها لقربها من الديار المقدسة الحرمين الشريفين وطريقا مفتوحا إلى بيت المقدس بحسب رسالة “واجب أهل اليمن تجاه مقدسات المسلمين” لأحد أبرز مؤرخي ومنظري القاعدة أبو مصعب السوري وكان كتبها قبل الحادي عشر من سبتمبر بسنوات.

ويتنوسع مفهوم الوحدة عندهم متجاوزا الحدود والجنسية ومحصورا في الدين؛ حين تنطلق القاعدة في مفهومها للوحدة من منطلق أيديولوجي ذو أبعاد سيادية دينية تشمل العالم كله تحت راية واحدة، فالوحدة تحت راية التوحيد[5] مؤكدين على أنهم يسعون للعيش في ظل أمة واحدة لا شمالي ولا جنوبي أو نجدي وكويتي أو أبيض وأسود الكل في دين الله سواء[6].

ويضم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب جنسيات غير يمنية، منهم النائب العام للتنظيم سعيد علي الشهري (أبو سفيان الأزدي الشهري) وهو سعودي الجنسية عاد من غونتاناموا مطلع العام 2008 والتحق نهاية العام مجددا برفقائه في القاعدة.

جغرافيا سكانية جنوبية:

تعود أصول الشيخ أسامة بن لادن إلى حضرموت، ويرى بعض المراقبين لشأن القاعدة أن الأصول الحضرمية لزعيم القاعدة كانت ذات شأن رمزي لدى السلفيين الجهاديين، وتقودنا ملاحظة شائعة إلى الحديث عن دلالات مناطق انتشار “القاعدة” في اليمن وكذلك الارتباطات القبلية لأفراد التيار.

حيث أن معظم مناطق الانتشار هي في بعض المناطق القبلية الجنوبية في حضرموت، وأبين، وشبوة. ويكتسب هذا الانتشار خطورته مع تزايد بعض الأصوات في تلك المناطق التي تشعر بأن مناطقها “مغبونة”، وتعاني نقصاً في العدالة في توزيع الموارد، من قبل السلطة المركزية، وبالتالي فإن الشعور بالظلم يجعل البيئة خصبة للتجنيد لصالح الجهاديين هناك.[7]

ويذكر ان خلية كتائب جند اليمن التابعة للمنظومة الفكرية للقاعدة تضم عناصر حضرمية أمثال حمزة القعيطي وعبد الله باتيس وحسن بازرعة، و محمود بارحمة ،ومبارك بن حويل، وقتلتهم السلطات الأمنية اليمنية في أغسطس من العام 2008 في سيؤون-حضرموت.

كما أن جمال البدوي حد أقطاب عملية تفجير المدمرة الأمريكية كول قبالة سواحل مدينة عدن من أبناء المدينة نفسها، وكذلك يعود أصل أمير التنظيم ناصر الوحيشي (أبو بصير) إلى منطقة أبين، بالإضافة إلى شخصيات سابقة كانت تعمل مع بن لادن في الخط الجهادي لإزالة الحزب الإشتراكي أمثال طارق الفضلي وجمال النهدي،وزين العابدين أبو الحسن المحضار مؤسس جيش عدن أبين الإسلامي النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، وهؤلاء جميعهم من مناطق جنوبية.

وتقدم القاعدة رؤية جيوبوليتيكية خاصة لليمن، ولعل أفضل من تحدث عنها هو عمر عبدالحكيم (أبو مصعب السوري)، أحد منظري التيار، والذي اعتقلته باكستان عام 2005، في كتاب بعنوان “مسؤولية أهل اليمن تجاه مقدسات المسلمين وثرواتهم”، حيث أشار إلى أن العامل الديموغرافي في اليمن، والمرتبط بالشكيمة اليمنية والفقر، في آن، إضافة إلى العامل الجغرافي المرتبط بما تتميز به اليمن من طبيعة جبلية حصينة “تجعل منها القلعة الطبيعية المنيعة لكافة أهل الجزيرة، بل لكافة الشرق الأوسط”، فضلاً عن امتلاكها حدوداً مفتوحة تزيد على أربعة آلاف كيلومتر، وسواحل بحرية “تزيد على ثلاثة آلاف كيلومتر، وتتحكم بواحد من أهم البوابات البحرية وهو مضيق باب المندب”.[8]

هناك أيضاً عامل انتشار السلاح نظراً للتقاليد القبلية، إضافة إلى العامل الديني المرتبط بعدد من الأحاديث و”البشائر” المرتبطة باليمن، تمثل كلها، في نظر “السوري” و”القاعدة”، عوامل أساسية، لجعل اليمن “منطلقاً” وقاعدة للجهاد. بالتالي فإن “المطلوب تشكيل قوة إسلامية من أهل اليمن وشبابه ومجاهديه ومن لحق بهم من أهل الجزيرة وشباب الإسلام، تتمركز في اليمن… كقاعدة انطلاق، والتوجه لضرب الأعداء في المنطقة… فميدان الغنيمة كما هو ميدان الجهاد، كامل الجزيرة: أموال الحكومات… و”أموال الصليبيين والنصارى من الشركات الاستعمارية التي تشرف إما على نهب الثروات وإما على بيع منتوجات المحتلين، وهذه اليمن تشرف على واحد من أهم مضائق العالم وسفن وناقلات نفط الكفار تعبر كل يوم بالمئات بالرزق والمال”.[9]
علي المفلحي متواجد حالياً   رد مع اقتباس