هادي: علينا تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق التسوية آخر تحديث:الأحد ,25/03/2012
صنعاء - أبوبكر عبدالله:
أكد الرئيس اليمني المشير عبد ربه منصور هادي أهمية المضي في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق التسوية الخليجي وتجاوز التحديات الماثلة مشيراً إلى أن اليمن يعيش اليوم في مفترق طرق “ولا نريد الانحراف إلى المخاطر والمتاهات والانقسامات”، وذلك بعد احتجاجات لأحزاب المعارضة المنضوية التي طالبت هادي بإجراءات حاسمة لوقف محاولات الرئيس السابق وأركان نظامه عرقلة تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية .
وكان هادي يتحدث إلى أعضاء الحكومة الانتقالية برئاسة القيادي المعارض محمد سالم باسندوة في اجتماع استثنائي دعا إليه في القصر الجمهوري وقال “إن أمام الجميع هدف كبير وهو الوصول مع كل القوى السياسية والاجتماعية ومختلف شرائح المجتمع اليمني إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيتم فيه مناقشة كل الملفات والقضايا والإشكاليات بكل أنواعها وصورها دون أي تحفظ وبما يخدم الخروج برؤية وطنية شاملة يتم في ضوئها تعديل الدستور وكل ما يرسم مستقبل اليمن المرتكز على العدالة والحرية والمساواة والحكم الرشيد” .
وإذ لفت الرئيس هادي إلى أن جزءاً كبيراً من المبادرة الخليجية قد نفذ خلال الفترة الماضية إلا أنه أقر أن “بعض القضايا من المرحلة الأولى لاتزال عالقة وخصوصا ما يتصل بالجانب الأمني” . وشدد على ضرورة أن تعمل لجنة الشؤون العسكرية بجدية لتنفيذ بنود المبادرة وعلى القوى السياسية والاجتماعية بمختلف اتجاهاتها التعاون الكامل من اجل إنجاح مهام اللجنة” .
وعرض هادي إلى الخلافات العاصفة بين الحكومة الانتقالية وأركان نظام صالح وقال إن “الحكومة تمثل ائتلافاً وطنياً أو حكومة إنقاذ وطني ناتجة من الوفاق الذي كان أساس التسوية السياسية التاريخية في اليمن وليس لها أي علاقة بالحزبية أو العمل الحزبي بأي شكل من الأشكال وعليها مسؤولية وطنية وإقليمية ودولية في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن رقم ،2014 والعمل على تلبية متطلبات الشعب وحاجاته الأساسية” .
وفي إشارة إلى الانتقادات التي تحدث عن ممارسة صالح الحكم من خارج القصر الجمهوري أكد الرئيس هادي “أن هناك رئيس حكومة وفاق وطني وهناك رئيس جمهورية ولا نريد العودة إلى المربع الأول وعلينا أن نكبر أمام اليمن وأمام العالم بعدما خرجنا سلميا من الازمة إلى رحاب السلام وإنقاذ شعبنا من الأوضاع المأساوية التي خلفتها الأزمة والكف عن استمرارية قطع الكهرباء والاعتداء عليها وأنابيب النفط والبنى التحتية وعلينا أن نمضي في الطريق السلمي الذي اخترناه في إطار التسوية السياسية التاريخية في اليمن” . وأضاف “أي مسؤول في الحكومة ليس مفروضاً ونحن ضد هذه الفرضية ولن نقبل بذلك أبدا ومهمتنا هي العمل من أجل إنقاذ البلاد وإخراجها من الوضع الراهن ونلنا ثقة الشعب من أجل ذلك، والحكومة تحظى بدعم كبير من أجل تنفيذ مهامها الوطنية، وعلى الجميع مسؤولية وطنية كبيرة للوصول باليمن الى الطريق المأمون” كما شدد على أهمية “أن تغير سائر الأحزاب سياساتها وتتصرف بكل قواها لتنفيذ المبادرة التي تم التوقيع عليها بإجماع وطني وإقليمي ودولي والكف عن المناكفات الإعلامية والحزبية وتوظيف الأحزاب للمماحكات السياسية او محاولة إفشال مهام الحكومة” .
وطالب هادي أعضاء الحكومة العمل بروح الفريق الواحد وعدم الانشداد إلى الماضي، وقال “المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية تجعلكم جميعاً مسؤولين عن تنفيذها دون الالتفات إلى الانتماء الحزبي لأنكم أديتم اليمين الدستورية على أساس خدمة الشعب ومصالحه وعدم الالتفات لأي توجيهات تأتي من خارج الحكومة أياً كان مصدرها” .
وحض هادي أعضاء الحكومة على “الابتعاد عما يسيئ إلى مهامكم وواجباتكم وعدم التسرع باتخاذ القرار أو السعي للمصلحة الشخصية أو التعاطف مع هذا أو ذاك من الأقارب والمحسوبين فالنظام والقانون فوق الجميع” . وأكد رئيس الحكومة الانتقالية باسندوة أن الرئيس هادي هو المرجعية لكل اليمنيين وقائد لكل اليمن بعدما منحه الشعب اليمني الثقة، كما لم يمنح أحداً من قبل، مشيراً إلى أن “الجميع يضعون ثقتهم في الرئيس هادي الذي يمد الحكومة بطاقة من التشجيع والتوجيه السديد لتحقيق تطلعات الشعب اليمني في الاستقرار والتنمية والازدهار .
وأكد أن حكومة التوافق الوطني ستقف بكل قوتها مع رئيس الجمهورية، مضيفاً أن مصير الوطن يعتمد عليك وقد تحملت المسؤولية في ظرف دقيق والوطن يعقد آمالاً كبيرة في حكمتك ومقدرتك على الخروج بالبلاد من الأوضاع الراهنة” .