عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-10-05, 03:09 PM   #1
عابر القارات
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-02
الدولة: جمهوريه اليمن الديمقراطيه الشعبيه/محافضه حضرموت
المشاركات: 741
افتراضي السعودية حين تعمل ضد مصالحها في اليمن

السعودية حين تعمل ضد مصالحها في اليمن
عبد الرزاق الجمل

2009/09/29



ما من شك أن التواجد السلفي في اليمن كان أحد أهم عوامل ظهور التمرد الشيعي في محافظة صعدة اليمنية، فبعد صراعات فكرية طويلة بين الطرفين، ظن حسين بدر الدين الحوثي بأن الزيدية تدفع ضريبة تحسن العلاقات اليمنية السعودية، وضريبة ذوبان قادة هذا الفكر في الحكومة، ولهذا نالهم قسط كبير من نقده ..
بدأ الحوثي ينادي بالعودة إلى زيدية ما قبل الثورة وينظر لها (زيدية الحكم والخروج) كنوع من التمرد على الزيدية الحالية وعلى رموزها الذين كان يصفهم بالخانعين، فإبعاد الدخلاء أو تحجيم وجودهم في المجتمع يتطلب رجوع البلد إلى كنف حكومة زيدية هاشمية، وهو ما أثار حفيظة الحكومة، كونها ترى الثورة على دولة الأئمة من الثوابت الوطنية ..
بدأت الحرب على الحوثي وسط تأييد عام، حتى من الزيدية أنفسهم، نظرا لموقف الحوثي منهم وموقفهم منه، لكن ذلك لم يدم طويلا، فلم يمض سوى نصف شهر على بيان علماء الزيدية المدين لتمرد الحوثي حتى أصدروا بيانا آخر فيه ما يشبه التراجع عن البيان السابق، لأن الحكومة استغلت البيان ـ بحسبهم ـ كمبرر للحرب، بينما يرى كثيرون بأن دخول الحكومة الحرب بأدبيات سلفية إضافة إلى المضايقات التي تعرض لها منتمون للمذهب الزيدي ومنتسبون للأسرة الهاشمية، كان وراء صدور البيان الثاني..
المشاركة السلفية في الحرب زادت الأمور تعقيدًا، فحاجة الحكومة لدوافع قِيَمية أمام الرأي العام المحلي جعلها ترحب بالتنظير السلفي للحرب، فخاضتها بشعارات دينية وأخرى وطنية إلى جانب الشعارات القومية (لزوم إشراك الخارج الداعم) ..
أيًا كان نوع المشاركة السلفية في الحرب فستعني دخول السعودية خط المواجهة بالنسبة للحوثيين، ولدوافع إقليمية بالنسبة لجمهورية إيران، وهكذا ستخاض على هامش الحرب أكثر من حرب، إن لم تكن الحرب نفسها على هامش هذه الحروب الكثيرة أصلا ..
وما لا تدركه السعودية هو أن وجودها في اليمن من خلال الجماعات السلفية لا يعني أنها موجودة، وسيتضح ذلك جليا إن حدث للنظام القائم شيء في المستقبل، فهذا النوع من السلفية لا يستطيع التواجد كتجمع بدون وجود نظام ..
كنا سنشاهد عنفا شيعيا أكبر ضد سنة العراق لو لم تمارس القاعدة عنفا مضادا لعنف الشيعة هناك، أوجد توازنا في واقع تغيب عنه الروادع القانونية وغيرها .. والقاعدة سنة في الإطار العقدي العام ..
قد تدرك المملكة العربية السعودية لاحقا أنها كانت تعمل ضد مصالحها عندما تحالفت مع النظام اليمني لإضعاف تنظيم القاعدة، فمخاطر وجود التنظيم لا يمكن أن تقارن بمخاطر وجود إيران من خلال جماعة الحوثي مطلقا ..
لاحظوا .. تدعم إيرانُ كيانات مسلحة في كل من العراق (فيلق بدر وغيره) وفي لبنان (حزب الله) وفي اليمن (جماعة الحوثي) .. ودعم أو خلق أجندة أمر طبيعي لمن يمتلك مشاريع توسعية، ومن يكثر من الحديث عن مشاريع الآخرين لا يمتلك مشروعا غير القلق منها ..
ليس مطلوبا من المملكة العربية السعودية دعم تنظيم مكروه ومحارب عالميا، حتى لا تقع في حرج مع الثوابت والمسلمات الأمريكية، غير أن بمقدورها السكوت عنه، في اليمن على الأقل، وذلك في صالحها أكثر مما هو في صالح التنظيم نفسه ..
أخيرا .. أعتقد بأن اتهام الحكومة اليمنية وحكومة المملكة العربية السعودية لتنظيم القاعدة في اليمن بأنه يتلقى دعما من جمهورية إيران وبأنه على علاقة بجماعة الحوثي كان حماقةً كبيرة بكل المقاييس ..
كاتب يمني
عابر القارات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس