عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-01-29, 11:34 AM   #13
ابو يوسف النود
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2012-02-26
المشاركات: 215
افتراضي

*
** ملف الكاتب


المحامي صالح علي النود
*

انطلق الحراك الجنوبي في العام 2007 ومع انطلاقته بدأ الإنسان الجنوبي يستعيد من كرامته المسلوبة بعض الشيء.... ومع تطور الحراك ومروره بالمراحل المختلفة سطر شعب الجنوب أروع الملاحم والبطولات واثبت عاماً بعد عام انه شعب عظيم وصاحب قضية جذورها الرغبة في العيش بكرامة على أرضه ... مؤكداً ان ليس هناك من قوة في العالم قادرة ان تقف امام نضاله المشروع نحو التحرر والاستقلال واستعادة وبناء دولته المستقلة.
لم يتوقع شعب الجنوب ان تمر ثورته دون ان تواجه الكثير من التحديات, فهناك محتل وجدا في الجنوب حقلاً من الثروات المتعددة وكان من الغير معقول ان يقبل ذلك المحتل بأن يسلم تلك الأرض والثروة بسهولة ... وهذا كان متوقعاً وفي الحسبان.
ولكن ما لم يكن في الحسبان عند شعب الجنوب هو ان يبتليه الله بقيادات فاشلة مثل القيادات التي "يقال" عنها قيادات جنوبية. "قيادات" لم ترتقي إلى مستوى نضاله وتضحياته – قيادات أثبتت فشلها في كل المراحل التي مرت بها الثورة الجنوبية منذ انطلاقتها وحتى يومنا هذا... والمأساة انه ومع مرور الوقت لم يكن الفشل فقط في عدم تحقيق اي انجاز بل كان الفشل ابشع من ذلك فقد تسببت تلك "القيادات" في شرذمة الشعب وتشتيت مجهوده وعرقلة منجزاته... وأهمها التصالح والتسامح والذي يعتبره أبناء الجنوب الأساس الصلب لمستقبلهم وتأسيس وبناء دولتهم المستقلة.
فشلت "القيادات" في تحقيق اي تقدم للقضية, فبينما استمر الشعب على نفس الوتيرة وصعد من نضاله السلمي وضحى بالكثير من خيرة أبناءه ... فأستشهد وجرح واعتقل الآلاف وتكررت المجازر وزادت المعاناة – رغم ذلك استمر شعب الجنوب على ثباته وأستطاع ان يخلق "للقيادات" بمختلف مستوياتها الظروف المناسبة لتحقيق التقدم الملموس الذي كان يرتجيه منها والذي يرتقي الى مستوى تضحياته ... لكن للأسف فشلت "القيادات" في الاستفادة من ذلك والعمل عليه.
خلقت "القيادات" المجالس والكتل والتيارات والكيانات بمختلف مسمياتها... واتضح ان ذلك لم يكن لأسباب موضوعية او لخدمة القضية بل كان للنيل من بعضها البعض ولغرض التنافس الغير شريف فيما بينها وبدوافع ذاتيه ليس إلا.... فأصبح الكثير من أبناء الجنوب في حيرة من أمرهم يُستغلون من "القيادات" ويُشتتون بين كياناتها المختلفة.
ومن المؤسف بل والمخزي ان عصابات صنعاء بدأت حوارها المسمى بالحوار الوطني اليمني وانتهت منه وهي الآن على وشك تقسيم الجنوب كما يحلو لها - بينما شعب الجنوب ما زال ينتظر مكرمة من أصحاب الفخامة "رؤساء الجنوب" ان يقبلوا ان يلتقوا ببعضهم!!! تباً لها من قيادات وتباً لغرورها وتعاليها على شعب الجنوب المتسامح الذي ما زال يتوسل اليها ان تقود مسيرته وهي ترفض - رغم انها كانت السببً في كل ما يعانيه شعب الجنوب اليوم.
الم تعد لديكم يا قيادات الجنوب مشاعر تذكر تجاه هذه الشعب وقد سامحكم عن كل الكوارث التي اقترفتموها بحقه وهو اليوم يقبل بكم قيادة من جديد ...؟ هل ما زال هناك دم يجري في شرايينكم وهل ما زال عندكم ضمير حي ام ان القضية أصبحت بالنسبة لكم مجرد مغامرة تتسلون بها ووسيلة للشهرة المغلوطة ولاستعادة ذكريات أمجادكم والشعور بالنشوة بين الحين والآخر.
لقد أصبح من العار على اي جنوبي ان يقبل بهذا الحال ... وعار على كل من يتخاذل في وجه هذا الفشل.... لقد أيقنت ان هذه القيادات لا يمكن لها ان تلتقي لأنها ما زالت حبيسة للماضي الأسود وثقافتها ما زالت ثقافة الأنانية والإقصاء والصراع.
ان ما يحتويه مقالي المتواضع هذا ليس الا تعبير عن شعور ينتاب الكثير من أبناء الجنوب ولم اقصد من خلاله التقليل من اي شخصية جنوبية معينة ولكن المقصود به هو انتقاد لظاهرة فشل القيادات لأنها أصبحت اليوم اكبر مشكلة تواجهها الثورة الجنوبية وبات السكوت عنها يعتبر خذلان لتضحيات شعب الجنوب ولأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم رخيصة ... فيا لها من تضحيات مقابل ما هو مطلوب من هذه "القيادات". على شعب الجنوب بمختلف شرائحه ان يرفض هذا الفشل وأن يقف وقفة إخلاص لشعب الجنوب ضد كل من يسيء إليه والى قضيته ونضاله.
لعل وقفة الشباب في المليونيات الأخيرة خير دليل على ان شعب الجنوب قد أدرك خطورة وضع "القيادات" على القضية والانعكاسات الكارثية على مسيرة النضال اذا لم يتم تدارك الأمر... وما اكد ذلك هو انطلاقة الهبة الشعبية المباركة في 20 ديسمبر 2013 والتي كانت ابلغ رسالة الى "القيادات" وكياناتها الفاشلة. اين هي "القيادات" وأين مجالسها من ما هو حاصل في الجنوب هذه الأيام ... لقد تقهقرت واختفت وكأنها لم يكن لها وجود على الإطلاق.
اختم مقالي هذه بالإشارة الى ان هناك حديث عن لقاء جنوبي جامع يتم الأعداد له هذه الأيام ... فلنرى اذا كان هذه اللقاء الجامع بالفعل سيتحقق...." بعض ما نطمح اليه "..................... أتمنى ان أكون مخطئ ولكنني اكاد ان أكون على يقين – والعلم عند الله - أن القيادات التاريخية والقيادات التابعة لها لن تجتمع ولن تلتقي... فإذا تأكد ذلك ... حينها لا بد من البحث عن بديل...
والله من وراء القصد

*
ابو يوسف النود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس