[سم الدحابيش]

المؤتمر والاصلاح يتوحدان ضد أنصار الله
الجمعة 20 مارس 2015 الساعة 03:00



المستقلة خاص ليمنات

إلى أي مدى يمكن للريال العربي أن يغير من طبيعة المعادلة السياسية والاستراتيجية المعقدة في اليمن؟!.. لا يبدو الأمر جديداً، فالمال السعودي، ظل اللاعب الأبرز في الساحة اليمنية لأكثر من خمسين عاماً.. لكنه لم يسخر يوماً لبناء دولة حديثة قوية ومتماسكة، وإنما لصناعة وتشكيل تحالفات ومراكز قوى تميزت بكونها أقوى من الدولة وأكثر منها نفوذاً، تحالفات أعاقت كل مشروع وطني لبناء دولة مدنية حديثة آمنة ومستقرة.. وأوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم..

مؤخراً، ذكرت مصادر مطلعة، أن المملكة شهدت توافد شخصيات سياسية كبيرة، وفي إطار التحركات السعودية لإيقاف تمدد الحوثيين، وضع استحواذهم على السلطة، وكان من أبرز هذه الشخصيات نائب رئيس المؤتمر، عارف الزوكا، وأمين عام الإصلاح، عبدالوهاب الآ نسي، حيث التقى كل واحد منها بمسؤولين سعوديين بارزين، وناقشا معهم تداعيات ما حدث منذ سقوط صنعاء وانهيار أجهزة الدولة بطريقة درامية، وعمل المسؤولون السعوديون كوسطاء لتقريب وجهات النظر بين المؤتمر والإصلاح، لإقناعهما بضرورة العمل معاً ضمن الحلف السياسي والقبلي المناهض للحوثيين، الذي تشكل في محافظة مأرب، ووفقاً لذات المصادر فإن السعوديين أحرزوا تقدماً في هذا الشأن، مما أفرز عقد لقاء مباشر بين الآنسي والزوكا هيأ له وشارك فيه الجنرال علي محسن الأحمر الذي هرب من صنعاء إلى جدة صبيحة سقوط صنعاء..

ليس من المعروف بالدقة تفاصيل ما جرى في ذلك الاجتماع إلا أن المصادر تحدثت عن حدوث تقارب لم يكن متوقعاً بين الطرفين، بعد أن عبرا بشكل صريح قلقهما على مصير الحزبين وقياداتهما في ظل التفوق الكبير لجماعة أنصار الله، ونقل «محسن» للآنسي والزوكا خلال الاجتماع تعهد المملكة بتغطية نفقات كل التحركات التي سيبذلها الحزبين من أجل قلب الطاولة على أنصار الله.. وحصل الجنرال «محسن» من ضيفيه تعهداً بطرح الأمر جدياً على بقية قيادات الحزبين في صنعاء وأن يدفعان بقوة من أجل تحقيق ذلك، والبدء بالتحرك السريع على الأرض..

وكان علي محسن قد ساعد في إقناع القيادة السعودية بتطبيع العلاقة مع حزب الإصلاح، التي تأزمت بسبب حملة المملكة ضد جماعة الإخوان لتتدفق أموال الرياض مجدداً على قيادات الإصلاح وحلفائهم.. لكن لم يتبين بعدما بإمكانهم فعله في هذا الشأن..