ارادة الشعب عزم لايقهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان الشعوب هي من تصنع مستقبلها بارادتها الحرة وتحقق اهدافها بما تحمله من عزيمة حقيقية . وشعب الجنوب قدم تضحيات جسيمة من اجل انتصار ثورته واستطاع رغم الحصار العسكري والاعلامي والتجاهل الدولي ان يتجاوز مراحل خطيرة بفضل المشاركة الشعبية الكبيرة في الثورة والايمان العميق الذي تجسد بالتضحيات الجسيمة بالارواح والدماء وتحمل عذابات السجون والتشرد والسفر المتنقل بين ساحات الثورة في الجنوب وتحمل الجوع والعطش ومواجهة رصاص الاحتلال وبالرغم من تلك المتاعب التي هي ثمن الغايات العظيمة تبقى النفوس الكبيرة والهمم العالية والعقول الواعية مصرة وعاقدة العزم على مواصلة الطريق نحو الحقوق العادلة المتمثلة في استعادة الدولة وتحرير الوطن .
على كل القوى السياسية والتي ترتدي ثوب النضال ان تحترم تضحيات الشعب وان تتوقف عن تزييف الوعي الشعبي باستغلالها للاندفاع الشعبي الثائر والحماس الثوري الملتهب والعاطفة الجماهيرية الجياشة لفداء الوطن , وان تحرص تلك القوى على ابقاء المشاركة الشعبية في الثورة بعيدة عن صراعاتها ولاتستغل الفعاليات الوطنية النضالية لتحقيق مكاسب لاتخدم ثورة الجنوب .
على شعب الجنوب ان يدرك بانه هو من يصنع الثورة وهو ليس بحاجة لقوى سياسية تتصارع للوصاية على ثورته وهو ليس بحاجة لزعامة او رموز بل بحاجة لقيادة تخضع للارادة الشعبية ولاتتجاوزها .
ان الاشكالية التي تعاني منها ثورتنا في التسابق على عقد مؤتمرات تسعى للوصاية وكذلك التباين بين القوى (السياسية) ولا اسميها ثورية لانها لاتملك ذلك هي نتيجة لتسلط القوى على الثورة فكل المكونات السياسية تعيش حالة صراع فيما بينها ولم تعترف حتى ببعضها وقبل ذلك فهي تفهم ثورة الجنوب وفعالياتها بمفهوم خاطىء وهذا مانلاحظه حتى برفضها للعمل التكاملي والشراكة فيما بينها في تنظيم الفعاليات والنشاطات النضالية وكل طرف ينظر للاخر بانه جزء من الاحتلال وليس شريكه في النضال الوطني . واتمنى ان يكون شعبنا قد وصل لقناعة تامة بعدم جدوى تلك القوى في مسيرة الثورة , ويجب ان تعود الثورة للحضن الشعبي بالارادة والقرار ,, وعلى تلك القوى ان تنظر لخلق وسائل جديدة لتحقيق اصطفاف شعبي متماسك يجعل لها تأثير ايجابي في مسيرة الثورة وتصحح الاخطاء الجسيمة التي ارتكبتها بحق الوطن وثورته .
ان ارادة الشعب عزم لايقهر والشعوب العظيمة هي التي استطاعت الامساك بمقود حياتها وتوجه اهدافها ولاتقبل الوصاية عليها او فرض اجنده تؤسس لصناعة ديكتاتورية مستقبلية . —
|