[حافظ الحصيني]

& مـديـنـتـي الباكيـة &

لا تزال ذكرياتي تجمعني بالماضي !! ماضي الطفولة ماضي الحب "
ماضي ألمحبة والتسامح ماضي المودة والإخاء "
ماضي الثقافات المتنوعة "
الماضي ألمثمر بثمار ألأخلاق والإنسانية "
أسافر إليـه على متن مشاعري وخواطري "متشبثاً بذكرياتي "
أحملها مثل حقائب سفري "
أختال بها بين عتمة الايام وأروقــة النسيان "
أكتمها بيـن صمتــي وأنين قلمي "
أقتادها على عاتقي " فتثقل كاهلي "فتلازمني مثل ضلي "
" لا تفارق خيالي " للحظـة "
فلم أعـد أستطيع العيش بدونها "
لأنني لم أعـد أرى ذلك المنظر الخلاب أبــدأ في الحاضر المحاصر الحاضر المفقــود "
الحاضر المـذبـوح على أسوار مدينتي الباكية "
الحاضر الذي لطخا بالدماء على أيادي صاخبة "
أيادي سوداء ملطخة بسبغآت الزمن المتنوعة "
فألجأ إلى البحث بين رذاذ الحزن واليأس المتناثرة على رصيف الأحقـاد "
أبحث هنا وهناك فلا أجـد أي شيئاً من هذا أو ما يشبه ذلك "
فأبحث عنـهُ بين ركام وأكــوام النفاق والخداع والقهقهة "
فـلا أجــد ألا ما يزيد القلب هماً وغماً " ويزيد القلب تعاسة "
فأهرول مسرعاً إلى تلك الوسيلة " الأوحــد " التي توصلني بالماضي الجميل "
" ذكرياتي الوهاجــة " قناديلي المنـيـرة "
فلم يتبقى لنا في هـذا الزمـن سوى نـفـحات من الذكريات المنقوشة
والمحفورة على جدار القلـب "
لـم يمحوها الحاضر رغـم ألقساوه التي نعانيها فيــه !!
ذكريات لـم تـمـوت بعـد "
ذكريات أعـذب من الماء " وأبرد من الثلـج "
" أنقاء من المطر " وأجمل من الورد "
" ذكريات مغلفـه بغلاف الشوق والحنين "
تسكن في زوايا القلب " مندثرة تحت غشاء الكبــد "
لم تنام يوماً قــط " بل تنام العين والذكريات قنديلاً لها"
ترحل عندما نرحل وتعود أذا عدنا !! ترافقنا وتلازمنا للأبــد !
ذكرياتنا مثل جوازات سفرنا فلا يسمح لنا بالسفر إلى الماضي ألا بتلك الذكريات"
نحملها بأيدينا ونسافر على متنها إلى عالم الطفولـة
عالم المحبة والبراءة "
فهي الملاذ الآمن " والأمل المنتظر "
الذي تبقى لنا في هذا الزمن المقتول "
نصحوا ونـغـفـو على نفحاتـها الكلاسيكية "
فنعيش على أريجها الفواح
نحـدق بالزمـن" نستنبط الأمل حيـن نسامرها "
كــي نتنفــس " كــي نعيش في الحاضر الـمـذبوح "
على أسـوار مـدينـتي الباكيـة ""

بقلمي المتواضع:حافظ الحصيني