[الفضول]

دعونا نتحاور بعقولنا وليس بعواطفنا , دعونا نتحاور عن وطن خارج اطار آلامنا واحزاننا لإن هذا وطن , والوطن لا يخرج من حساباته اي انسان جنوبي , اي ان هذا وطن وليس حزب سياسي .
دعونا نخرج من دائرة الضيق والتعصب الفكري الذي يعمي العيون عن الحقيقه ويدفع الاذهان نحو مواطن الانفعالات العاطفية التي تجاهد من اجل الفرد او الحزب .
انا هنا اشارك في فضاء سياسي ثقافي رحب وبنفس الوقت انا احسب حساب المعايير الانسانية والوطنية ولا اسمح لنفسي بالانفلات وراء اهوائها وتقلباتها , ولم آتي محاوراً من اجل الانتصار على محاور آخر , او من اجل خلط الاوراق , لهذا انا اتمنى من كل الجنوبيين متابعة الدقة في الحوار والدقة في تناول الحوارات والنظر اليها .
وانا لم آتي واعظاً كما يضن البعض ولكننا يجب ان نعترف بأننا امام مشكلةٌ كبيرةٌ في العمق النفسي الحضاري للانسان الجنوبي , ومع ذلك هناك ظاهرة عزوف من هذه المشكلة والذي ينظر اليها البعض بسطحيه والبعض الآخر يراها وكأنها مشروع طويل الامد وقد يحل بعد الانتصار للقضية الجنوبيه بينما المنطق يأتي بعكس ذلك واثبت المفكرون بأنه لا يمكن الانتصار لاي مشروع سياسي او وطني ان لم يكن هناك انسان قادر على رؤية الواقع من كل زواياها ولديه القدرة الكافية لمواجهة الازمات وبالفعل لا يستطع مواجهة الازمات من كانت طريقة تفكيره انفعالية عاطفية , وخير مثال على ذلك هو انقسام الجنوبيين ضد بعضهم وهم يتعاطون خيارات الانفصال والفدرالية واصلاح المسار فأصبحوا يضرون انفسهم اكثر مما يظرهم عدوهم الحقيقي ( نظام المخلوع ) وارجوا ان لا تتسرعوا وتحسبوا كل من يقول المخلوع بأنه ليس جنوبي , وحتى لو افترضنا انه شمالي ومن انصار الثورة فهو ليس العدو للجنوبيين , فكلنا يدرك بأن الشعوب العربية مغلوبة على امرها , ولو نظرنا الى اهمية استقلال كل قطر عربي وحقه في بناء وطنه فلن يتم ذلك بنجاح إلاّ من خلال علاقات قوية بين شعوب تلك الاقطار .
فأنا ارى ان من يتحامل على ثورة التغيير بشكل مستمر وينسى نظام الاستبداد الذي يعتبر العدو الاول لابناء الشمال والجنوب فقد جانب الصواب كثيراً وخدم نظام عفاش وهو لا يعلم واما من استمر بنفس الاتجاه وبأصرار فعلينا ان نضع امامه علامة استفهام ؟
احبائي ابناء الجنوب هناك سؤال يطرح نفسه دائماً ولم يلقى اجابة والسؤال هو : هل يستطيع الجنوبيون انجاح قضيتهم خارج اطار كل الجنوبيين ؟
فإذا كانت تهمنا قضية الجنوبيين يجب علينا لملمت الصف الجنوبي