عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-02-07, 01:26 AM   #1
قاسم المنصوب الحصين
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-18
المشاركات: 32
افتراضي حراكنا اليوم بين المطرقة والسندان (الخميس 05 فبراير - شباظ 2009)

بقلم ابو فؤاد الشعيبي
الحراك اليوموكما لا يخفى على من يتابع مجرياته واحداثه يواجه تحديات لا حصر لها
في الداخلوالخارج واعني بذلك في الجو الداخلي للحراك نفسه وما يحيط به.

في البداية عليناالأشارة إلى أن الحراك لم يكن كما يروج البعض نتيجة قرارات لم تنضج بعد أو أنه خطوةتمت قبل الأوان أو ما شابه، فالحراك السلمي هو خطوة طبيعية للخروج بالوطن من دائرةالاحتلال ومن الوضع القاتم الذي أصبح فيه بعد أحداث يوليو الأسود .
وبرغم بعضالسلبيات التي كانت تشوب الحراك في البداية فقد حقق خطوات جبارة على ارض الميدان فيالداخل تدعمه ايادي جنوبية مخلصة في الخارج ايضاً.
كما أن ما نراه من سلبياتموجودة في بعض جوانب الحراك هي شيء طبيعي ولكن المهم هو محاولة تجاوزها جيداوالتخطيط المناسب لتلافي نتائجها.
واثبت الحراك على الصعيد الفعلي العديد منالاشياء ابرزها ايضاح موقف الشعب الجنوبي من ما يسميه نظام صنعاء بالوحدة وثانيهااطلاق المسمى الحقيقي على الوضع الموجود حالياً في الجنوب وهو الاحتلال وثالثاً هوبدء الخطوات الفعلية الأولى في طريق تحرير الجنوب والنقطة الرابعة والاهم هو تجسيداللحمة بين ابناء الجنوب ووضع حد لمحاولة نظام صنعاء للعب على وتر بعض الخلافاتالقديمة التي حدثت بين ابنائه في حقبة من تاريخ الجنوب والتي طوى صفحاتها مهرجاناتالتصالح والتسامح بين اعضاء الجسد الجنوبي الواحد.
وهب الجنوب ككل للمضي في طريققضيته وسقطت دماء الشهداء وسقط العديد من الجرحى ولكن ارادة الجنوب توضحت جلية فيرفضه وتحت اي شكل من الاشكال التراجع عن الاستقلال كسقف لنضاله وحراكه.
وانتعشتالامال في النفوس مع اقتراب ميلاد كتلة جنوبية موحدة تقود طريق النضال وتنظم الجهودالمبذولة داخلياً وخارجياً للدفع بالقضية الى الأمام.ولكن للأسف، وفي وسط هذهالخطوات المبشرة بالخير ظهرت بعض السحب التي عكرت صفاء سماء النضال، والتي نرجو أنتكون عابرة وسرعان ما تمر، فالهدف الذي يبحث عن تحقيقه اغلب ابناء الجنوب ان لم يكنجميعهم هو تشكيل الكتلة الجنوبية الموحدة لقيادة الحراك على مستوى الداخل والخارج. والبعض يقول يجب دعوة كل جنوبي حتى اولئك الذين لا يؤمنون بسقف الاستقلال ولكن نسيهؤلاء أن هذه الكتلة ليست لقيادة دولة الجنوب لما بعد الاستقلال ولكنها لقيادةالثورة حتى الحرية وعليه فيجب الا يقودها الا اولئك الذين اختارهم الجنوب للقيامبذلك بشرط توفر القدرة لديهم على المضي في الطريق الى النهاية مهما كانت المصاعبفلا يمكن ان يقود الجنوب من يمكن ان يخذله يوما تحت اي ظرف من الظروف ومهما كانتالضغوطات والمغريات ونعود هنا الى النقطة الرئيسية والمتعلقة بوجود بعض النقاطالمعلقة ولا أقول الاختلافات التي لم تسهل ميلاد وتشكيل هذا المجلس . ولكن البعضيهمس بل تجرأ بعضهم على البوح ان هناك على ما يبدو بعض اوجه الاختلاف ولا نقولالخلاف بين بعض قادة الجنوب على بعض الرؤى والقضايا وهذا من اهم احد الاسباب التيتؤخر ميلاد مجموعة موحدة تقود النضال وخاصة في مواجهة التحديات الخارجية المفروضةعلى الحراك من نظام صنعاء وزبانيته واعوانه وعملائه .
ومن اجل ايجاد حل لجمعقادتنا على كلمة واحدة وازالة اوجه الاختلاف تردد صدى بعض المقترحات.فهناك من يعزوسبب الاختلاف الى أن دفة الحراك لا تتناوب على قيادتها مع المناضلين الأشاوس دماءشابة جديدة لا يشوب نفسيتها اي من آثار الماضي وصراعاته بل كل ما يشغله هو تحقيقالاستقلال.
فهذه الدماء ولدت في خضم المعاناة وذاقت مرارة الاحتلال وقسوته وتربتعلى مآسيه فهي بالتالي قادرة ايضا على التعامل معه وقادرة على البحث عن السبلالامثل لمواجهته جنبا الى جنب مع الصف الاول من المناضلين. رغم ان هؤلاء قد تناسواربما القول انه وان كان قادتنا قد عاشوا تجارب الماضي فهم من الحكمة بحيث ازالواعوالقها المقيتة من نفوسهم واحتفظوا بالدرس والموعظة فقط.
وهناك من يقول أن نحددمهلة محددة واضحة للقادة حتى يتفقوا ويجدوا حلاً واضحا أو أن يتنحوا ويفسحوا المجالللصف الثاني حتى يتقدم ويأخذ بزمام الأمور لأن البعض اصابه الاحباط من الوضع الحاليويخاف من تداعيات ذلك على المدى القريب والبعيد ومن ان يعم هذا الشعور الشارعالجنوبي مما قد يفقده الثقة في جدية من يدير امور الحراك.
وعلى الطرف الاخر هناكمن يجيبهم انه لا ينبغي الضغط على قادتنا بل أن نفسح لهم المجال حتى يجدوا الحلولالمناسبة للدفع بالأمور الى الأمام وتسوية الامور بينهم على الطريقة الانسب من وجهةنظرهم.
ولو حاولنا ان نوازن بين تلك الاراء لقلنا انه وربما يتراءى لنا ان الحلالامثل يكمن في جميع ما سبق ذكره.
علينا اولاً وكما اخترنا قادتنا بملء ارادتناوبما رأيناه منهم من اقدام وبسالة أن نكمل المشوار معهم وان نعطيهم الثقة والدعموالحب والوفاء وقبل كل هذا التفهم والوقت المناسب واقول الوقت المناسب لتجاوز ما قديكون بينهم من امور نعلم بعضها ونجهل البعض.
ولكن وفي المقابل عليهم ان يقدرواهذه الثقة الجنوبية ويعلموا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وان اختيارهم لم يكنالا لأن الجنوب رأى انهم أهل لحمل أمانة الاستقلال فعليهم ان لا يضيعواالأمانة.
اختلافاتهم ان كانت شخصية فعليهم ان يعرفوا ان ميدان الحراك الجنوبيليس المجال لتصفية تلك الخلافات وان عليهم ان يتناسوها طالما وهم على ارضالحراك.
وان كانت تلك الاختلافات لاجل الجنوب فهي تضر بالجنوب ولا تنفعه. فالوحدة بين ابناء الجنوب هي الملاذ الآمن للجنوب والركيزة الأهم لاستمرار نضالهوثورته. وهذه هي اللحظات حتى يميز الجنوب قادته الحقيقيين والمواقف تبين الرجال،فإن لم يكن فيهم الخير للجنوب في هذه اللحظات فمتى إذاً؟
على القادة اولا انيفسحوا المجال للدماء الجديدة للانضمام الى صف القيادة فالخبرة تزداد صلابة وقوةبمهارة الشباب وعنفوانه ووجود هذه الدماء الشابة يحقق ثلاثة اهداف رئيسية اولاهاكما ذكرنا الاستفادة من افكار الشباب وحماستهم للمضي قدما والهدف الثاني هو تحقيقالتوازن في الحراك بحيث الا يسود الصف الثاني وافكاره فقط على الحراك والهدف الثالثوالاهم هو تحقيق التوازن بين القادة انفسهم وتقليص نقاط الاختلاف بينهم فهذا الجيلالجديد يمكن ان يشكل نقطة توازن ايضاً بسن قوى الحراك المختلفة ويمنع ان تتفاقمالأمور بينها في حالة اختلاف الرؤى.
علينا ان نضع بعين الاعتبار نقطتين هامتيناولاهما هو محاولة المشترك الاستيلاء على أرضية القضية الجنوبية لغاياته ومطالبهالشخصية والنقطة الأهم هي اقتراب موعد حدوث الانتخابات النيابية والتي قد تسهماوضاع الاختلاف الجنوبي الحالية في ميلان مسارها باتجاه نظام صنعاء.
كما انعلينا أن نحاول نبذ فكر ما يسمى بالطوابير الخامسة وامثالها لان وجود مثل هذهمعناها وجود الثغرات في الحراك والتي تسمح لها بالتسلل وبهذا فإن سد تلك الثغراتسينهي الامر تماما ولهذا علينا أن معالجة الأمور والقضايا من جذورها لا معالجةالقشور فقط وهذا ما يشابه فعل الطبيب الذي بدلاً من أن يعالج المرض يكتفي باعطاءالمريض عقاراً مهدئاً.
الاوضاع الحالية تحتم على الجنوب وباسرع فترة ممكنةتشكيل القيادة الموحدة لقيادة الثورة وعليهم ايجاد السبيل لذلك سواء باجراءانتخابات على مستوى جميع اللجان والهيئات والمجالس الجنوبية أو استفتاء شعبي علىمستوى المحافظات كل على حدة أو بالطريقة أو الصورة التي يرونها لاخراج مجلس قياديجنوبي الى النور على اكمل وجه وانضج صورة وفي وقت معقول يتلائم ومتغيرات الساحةالتي يشهدها الجنوب ككل.
ومن كانت له مطامع ومرامي اخرى فله اما ان يتنحى هوشخصيا او ان ينحي هذه المطامع واضعا مصلحة الجنوب وثقة الجماهير به فوق كل اعتباروان يراعي الامانة التي وافق على تحملها وما قد يصيب بعض القادة بشكل عام وبعضالجنوبيين بشكل خاص ليس تخاذلاً إنما هي بعض النزعات البشرية السلبية نوعا ما والتي نتمنى ان تزول سريعا ليعود الجنوب حراً أبياً.
[email protected]

التعديل الأخير تم بواسطة قاسم المنصوب الحصين ; 2009-02-07 الساعة 01:29 AM
قاسم المنصوب الحصين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس