عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-12-15, 09:43 PM   #548
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,856
افتراضي

*بسم الله الرحمن الرحيم*
*بيان صادر عن أئمة وخطباء ودعاة عدن*
الحمد لله القائل في كتابه الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)} [سورة آل عمران]
والصلاة والسلام على نبيه القائل: "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه"
وبعد:
فإنه بعد مرور ما يزيد على العامين منذ تحرير مدينة عدن الباسلة، على يد أبنائها وشبابها من مختلف توجهاتهم ومشاربهم، وبدعم مباشر وفعَّال من دول التحالف العربي، كان الجميع ينتظر أن يكرم أبناء هذه المدينة ويعاد إعمارها من جديد، وتدب روح البناء والعطاء فيها؛ ولكن وللأسف الشديد حصل خلاف المرجو تماماً، من تردي البنية التحتية والخدمات العامة وغلاء المعيشة مع انقطاع الرواتب مما يشكل إضرارا بمصالح المواطنين عامة.
وكان من أشد ما حصل حالة الانفلات الأمني التي راح ضحيتها العديد من أبناء هذه المدينة الطيبة، وعلى وجه الخصوص دعاة وأئمة وخطباء عدن، فقد شهدت مدينة عدن استهدافا ممنهجا لدعاتها وأئمتها وخطبائها، ما بين قتل ونفي وسجن، وانتقل الأمر من الاغتيال الذي يتم تحت جنح الظلام إلى التصفية الميدانية التي تنفذ في وسط النهار أمام أعين الناس، وكأن هذا هو جزاء أهل الإيمان والعلم الذين كانت لهم اليد الطولى في الدفاع عن عدن عندما تعرضت للعدوان الظالم على يد الانقلابيين المجرمين، وكانت منابرهم ومساجدهم هي المفزع والمأوى لأهل عدن قاطبة.
ووقوفا عند هذه الأحداث المؤلمة التي تعرض لها العشرات منهم فإن خطباء وأئمة مساجد عدن يؤكدون على الآتي:
*1*- ندين بأشد عبارات الشجب هذا المخطط الممنهج لاستهداف واغتيال الأئمة والخطباء والدعاة في جميع مديريات المدينة، ونعتبر هذا الفعل منكرا عظيما تخشى عاقبته ووباله.
*2*- نحمِّل الحكومة الشرعية والتحالف العربي ممثلاً بالقوات العسكرية الإماراتية وجميع التشكيلات الأمنية بعدن مسؤولية سلامة أرواح الأئمة والخطباء والدعاة وذويهم، ونطالبهم بملاحقة وضبط الجناة والكشف العلني عمن يقف وراءهم، وهذا واجبهم الذي سيسألون عنه يوم القيامة بين يدي الله تعالى.
*3*- ندعو المنظمات الحقوقية المحلية والدولية لرصد وتوثيق الجرائم البشعة التي تستهدف الأئمة والخطباء بصورة مستمرة، وتبني هذه القضية الإنسانية التي ترفضها كل الأديان والشرائع والقوانين.
*4*- نحذر من كل تحريض أو اتهام يوجه لأئمة وخطباء عدن خارج إطار القانون والإجراءات القضائية الرسمية المتبعة من أي شخص كان عبر وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر بعض المنابر والمساجد التي تنهج منهجا غاليا في التحريض على المخالف وعدم التورع في كيل التهم بناء على خلافات سابقة، ونعد هذا استهدافا ومشاركة في الجريمة، وصاحبه عرضة للمقاضاة القانونية.
*5*- ندعو الجهات الرسمية والمدنية والقيادات والوجاهات المجتمعية وكافة الأطياف الوطنية لإدانة وشجب استهداف الأئمة والخطباء، والتفاعل معها على كافة الأصعدة، محذرين الجميع من استغلال ملف القضية سياسياً بصورة تسيء لأرواح الشهداء ولرسالتهم التي استشهدوا في سبيلها.
*6*- ندعو جميع أبناء عدن إلى التفاعل مع هذه القضية والتعاون للوصول إلى معرفة الجناة عن طريق إبلاغ الجهات الرسمية عن أي معلومات تساعد على كشفهم، وكذلك بذل كل ما يمكن من الوسائل لحماية أئمة مساجدهم وخطبائهم حتى لا يأتي الوقت الذي لا يجدون فيه من يصلي أو يخطب بهم.
وندعو جميع أبناء عدن إلى نبذ خلافاتهم الجانبية واستشعار التحدي والمسؤولية وإحياء واجب التصالح والتسامح والتعايش فيما بينهم والاجتماع اليوم كما اجتمعوا في الأمس في مهمة حفظ مصالح الدين والوطن والأموال والأعراض.
*7*- نطالب الحكومة الشرعية باعتماد الأئمة والخطباء الذين جرى تصفيتهم كشهداء وكفالة أسرهم وإعالة ذويهم.
*8*- كما نطالب وزارة الأوقاف بمراعاة هذه الأوضاع التي يمر بها الأئمة والخطباء والعمل على التنسيق معهم في ترتيب أمور مساجدهم، وعدم إحداث عمليات استبدال أو تغيير للأئمة في هذه المرحلة، حيث إن مثل هذه القرارات تلقي بظلال الشك لدى الناس بطبيعة الجهة المتهمة.
*9*- يؤكد الأئمة والخطباء والدعاة أن الدماء لا تسقط بالتقادم، وأن التصفيات الممنهجة هدفها إخلاء الساحة من الدعاة والمصلحين؛ لتسهيل وجود المشاريع الفاسدة شرعاً وأخلاقاً، مع التأكيد الجازم على أن الأئمة والدعاة سيستمرون بواجبهم في الدعوة والنصح والإرشاد ومحاربة الأفكار الدخيلة في سبيل إعلاء كلمة الله، ولن تستطيع الكواتم أن تكتم صوت الخير الصادح في أرجاء هذه المدينة المباركة، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سورة يوسف:21]
*10*- يدعوا علماء ودعاة عدن الجميع بالرجوع الى الله وتجديد التوبة والإكثار من العمل الصالح حتى يرفع الله عن البلاد ما نزل بها، فإن البلاء لا ينزل إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة، والله تعالى يقول: {فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [سورة الأنعام:42]، الله من وراء القصد ولا حول ولا قوة إلا بالله.
*صادر عن/ أئمة وخطباء ودعاة العاصمة عدن*
27/ربيع الأول/1439 ه الموافق 15/ديسمبر/2017

#بيان_أئمة_وخطباء_مساجد_عدن
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس