عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-08, 05:06 AM   #1
إياد محمد الشعيبي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-27
المشاركات: 635
افتراضي لماذا لا تقتل القاعدة أيا من المسئولين في الحكومة اليمنية؟

لماذا لا تقتل القاعدة أيا من المسئولين في الحكومة اليمنية؟

الكاتب : عدن –آنا ANA-خاص



06-سبتمبر أيلول-2010
عند العاشرة من صباح كل يوم يستقل عبدالله عبده قيران سيارته ذات الدفع الرباعي الفارهة متوجها إلى مقر عمله بإدارة أمن عدن التي يشغل فيها مدير لإدارة الأمن في المدينة التي شهدت خلال الأشهر الماضية عدد من الهجمات الدامية التي نفذها مسلحون والتي راح ضحيتها عدد من الجنود.

لا يبدو أن الرجل يتخذ الكثير من الاحتياطات الأمنية فقوام الحراسة التي ترافقه اثناء تنقلاته في عموم ارجاء المدينة هو اثنان من الجنود أحدهما قريبا له وكلاهما مزود بسلاح آلي روسي الصنع ومسدس شخصي وككل الحراسات التقليدية في اليمن لا يملك الرجلان مهارات كافية على مواجهات الاعتداءات المسلحة التي ينفذها مسلحون .

ورغم كل ذلك لايبدو أن الرجل يفكر في اتخاذ أي احتياطات امنية جديدة رغم مرور أكثر من شهرين على آخر هجوم شهدته مدينة عدن وراح ضحيته 11 شخصا من العاملين في جهاز الأمن السياسي ليس بينهم مسئول أمني كبير بل أن غالبيتهم من الجنود الذين ربما يوافقون الكثير من الحركات المتمردة التي تحارب النظام الحاكم في اليمن الآراء بخصوص فساد النظام وعشوائيته .

أعلن تنظيم القاعدة في اليمن مسئوليته لاحقا عن الهجوم الذي استهدف مقر الأمن السياسي بعدن وقال بيان نشر على شبكة الانترنت ونسب الى التنظيم أن الحصيلة الحقيقية للهجوم على مقر الأمن السياسي كانت مقتل ما لا يقل عن 24 من ضباط وعناصر الموقع، واصفاً إياهم بأنهم كانوا "يداهمون وينتهكون حرمات الديار ويأسرون ويعذبون كل شريف أراد رفع الظلم والهوان عن شعبه وأمته، كل ذلك إرضاء للسيد الأمريكي.

حتى اللحظة وبعد أشهر من تنفيذ جماعات مسلحة تدعي انتمائها لتنظيم القاعدة عمليات مسلحة راح ضحيتها اكثر من 70 جنديا غالبيتهم جنوبيون لم يتمكن التنظيم من قتل أي مسئول أمني كبير رغم ضعف وهشاشة الإجراءات الأمنية التي يتخذها مسئولو الأمن في هذه المحافظات إلا أن كل الهجمات كانت مركزة بشكل كامل على جنود يقومون بحراسة منشئات أمنية أو جنود نقاط أمنية وأمر كهذا يدعم بقوة فرضيات سابقة واتهامات وجهت لهذا التنظيم واتهم فيه بوجود علاقات بينه وبين مسئولين كبار في الحكومة اليمنية .

الأسبوع الماضي وحده أثارت تقارير غربية بينها مواد صحفية نشرت بعدد من الصحف الأمريكية والبريطانية "قضية الارتباط بين الحكومة اليمنية وتنظيمات متطرفة في اليمن " ودفعت بهذه القضية إلى الواجهة وبدى واضحا أن المؤسسات الغربية لا تغفل كثيرا عن التفاصيل التي تتضمن الإشارة الى العلاقات المشبوهة للنظام الحاكم في اليمن بمثل هذه الجماعات.

على بوابة مقر الأمن السياسي بزنجبار يقف الجندي محمد صالح المرقشي يراقب بنظرات حذرة كل المارة بالشارع وخصوصا الدراجات النارية منها ،في الرابع عشر من يوليو تموز من هذا العام نفذ مسلحون ملثمون هجوما مزدوجا على مقري الأمن السياسي والعام بمدينة زنجبار فقتلوا ستة جنود وجرحوا أكثر من عشرة ، وكالعادة لم يقتل أيا من المسئولين في الهجوم.

يقول المرقشي :" للحقيقة لا نفهم ما الذي يستفيده هؤلاء المسلحون من قتلهم لنا؟ لماذا لا يقتلون المسئولين الفاسدين في هذا البلد ؟ ما ذنبنا نحن ؟ نحن ليس لنا أي صلة بامريكا ولسنا أعداء الله؟
وحتى اللحظة لاتزال الهجمات المسلحة التي تستهدف الجنود مستمرة الاسبوع الماضي وحده قتل اكثر من عشرين جنديا في الجنوب برصاص مسلحين.

والأسبوع الماضي اعتقلت قوة أمنية يمنية قيادي كبير في تنظيم القاعدة بلودر وهو " رؤوف نصيب " 45 عام لكن سرعان ما تم اطلاق سراحه بعد ساعات من الاعتقال ، يعرف عن الرجل بأنه أحد أول المؤسيين للجماعات الجهادية في أبين .

في العام 2000 سيرت الحكومة حملة عسكرية الى مدينة لودر وحاصرت المدينة لأيام بهدف اعتقال نصيب لكنها لم تتمكن من ذلك ومنذ ذلك الحين عرف عن الرجل تمدد علاقاته بشخصيات نافذة في الحكومة اليمنية ، مؤخرا لم تعلن الحكومة عن خبر اعتقال نصيب كما لم تعلن عن خبر الإفراج عنه .

ويتهم كثيرون الحكومة اليمنية بدعم الجماعات المسلحة بهدف قمع الحركة الاحتجاجية في الجنوب ويشير هؤلاء إلى أن غالبية قيادات هذه الجماعات المسلحة تم الإفراج عنهم من سجون الأمن السياسي والبعض الآخر كان ضمن من استطاع الهروب من ذات السجن في عملية الهروب الشهيرة التي حدثت في الـ الثالث من فبراير 2006 حينما استطاع اكثر من 23 سجينا من تنظيم القاعدة الهرب من معتقلهم بسجن الأمن السياسي بصنعاء.

طريقة الفرار حينها لم تبدو واقعية، حسب متابعين ، والسبب ليس فقط الإجراءات المشددة التي تتخذ داخل وحول مبنى الأمن السياسي بل لأن حفر نفق تحت الارض بطول 70مترا، يعني توفر إمكانات فنية هائلة تجعل من عملية الحفر دقيقة وآمنة، وتضمن عدم انهيار النفق اثناء الحفر، كما تضمن توفر كميات كافية من الهواء لمواصلة العمل على الحفر ثم الفرار ، وهذا كله يتطلب ايضا مدة طويلة جدا قبل الانجاز النهائي.

يقود كثيرون اليوم ممن استطاعوا الهرب من مبنى الأمن السياسي في صنعاء في العام 2006 مجمل العمليات العسكرية للجماعات المسلحة في أبين وهو ما يثير تساؤلات كثيرة حول إمكانية تحرك هذه الجماعات في محيط مأمون .

اتهامات متبادلة.
الأسبوع الماضي اتهمت الحكومة اليمنية الحراك الجنوبي بالتحالف مع تنظيم القاعدة ونقل موقع وزارة الداخلية عن مصدر أمني مسؤول، لم يذكر اسمه، قوله: "ان ما يسمى بالحراك في بعض مناطق المحافظات الجنوبية وتنظيم القاعدة هما وجهان لعمله إرهابية واحدة".

وأضاف ان التحقيقات في الاعتداءات على قوات الأمن التي وقعت مؤخراً في محافظة أبين "كشفت عن وجود تنسيق بين الطرفين لاستهداف الأمن والاستقرار بالمحافظة".

اتهامات دأب الحراك الجنوبي على نفيها مرارا وتكرارا ومؤخراً أصدر "الحراك الجنوبي " بالمنطقة الوسطى بيانا أدان فيه كافة أعمال العنف في لودر متهما ما اسماها سلطات الإحتلال اليمنية بدعم ورعاية الجماعات المسلحة .

القيادي في الحراك الجنوبي بالمنطقة الوسطى "علي الشيبة" نفى في حديث له مع "وكالة أنباء عدن" صحة هذه الإتهامات متهما ما أسماه بنظام الأحتلال بالوقوف خلف كل هذه الأعمال بهدف ما يراه ابتزازا يمارسه نظام الرئيس اليمني صالح في مواجهة الأسرة الدولية.

يرى الرجل وهو قيادي عسكري في الجيش الجنوبي السابق أحالته الحكومة اليمنية لاحقا الى التقاعد قسرا أن هذه الجماعات مرتبطة ارتباطا أساسيا بعناصر فاعلة في النظام الحاكم في اليمن .

ويقول:" لكي تعرف ان هنالك ارتباط وثيق بين النظام الحاكم في اليمن الأمر ليس بالعسير هذه الجماعات لها ارتباطات بقيادات كبيرة في الحكومة اليمنية والدليل على ذلك أن هذه الجماعات لم نسمع قط أنها استهدفت مسؤلين في الحكومة اليمنية ! انها الحكومة راعية الإرهاب ولا أحد غيرها.

وأضاف:" لقد أفرجت الحكومة اليمنية عن العشرات من عناصر الجماعات المسلحة وقالت أن بعضها هرب واليوم تقول انها تحارب هذه العناصر ، أمر كهذا لا يمكن تصديقه إنها تحاول أن تقمع "الحراك الجنوبي" والحقيقة أن الحراك الجنوبي يرفض العنف بكل أشكاله ولطالما اصر على النضال السلمي حتى تحرير الجنوب".

يشارك كل قادة الحراك الجنوبي "القيادي الشيبة " الرأي ويوجهون ذات الاتهام الى الحكومة اليمنية ويرفضون كل الاتهامات التي توجهها اليهم وبين هذا وذاك تظل أعمال العنف في الجنوب تلتهم الكثير من الضحايا ليس بينهم أيا من مسئولي الحكومة اليمنية.!

من شادي محمد

http://www.adennewsagency.com/index....rticles&id=861
إياد محمد الشعيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس