[صقر المشألي]

واشنطن تطلب من صنعاء تسليمها مطلوبين وساركوزي يحذر من هلال ارهابي



صنعاء – لندن " عدن برس " خاص : 26 – 8 – 2010
كشفت مصادر سياسية جنوبية في صنعاء لـ" عدن برس " من أن واشنطن بدأت بالضغط على نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في ما يتعلق بملف تنظيم القاعدة الذي يروج له النظام بأنه قد ضاعف نشاطه في الجنوب تحديدا في محاولة لاستعطاف العالم وإستحلابه المساعدات وإظهار الجنوب وحراكه السلمي بأنهم أنصار للقاعدة بل ووكرا ، غير أن واشنطن التي لن تنطلي عليها مثل هذه الالاعيب قد صعدت في الاونة الاخيرة من لهجتها وتحذيرها من خطورة هذا التنظيم في اليمن وإمكانية التدخل العسكري مباشرة في اليمن ، وحسب المصادر فأن وفد الكونجرس الامريكي الذي زار صنعاء اليوم قدم لصالح طلبا أمريكيا بتسليم أربعة يمنيين متهمين رسميا ومطلوبين بتهم دعم تنظيم القاعدة في اليمن وإستهذاف مصالح أمريكية إختبارا لجدية تعاونه معها في هذا الملف .

وقالت المصادر بأن وفد الكونجرس الأمريكي الذي يزور اليمن حاليا برئاسة السيناتور جورج لوميو عضو مجلس الشيوخ حمل الطلب الامريكي بضرورة تأكيد اليمن في سعية لمكافحة الارهاب من خلال تسليمه أربعة تعتبرهم واشنطن في قائمة المطلوبين لها وفي مقدمتهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس جامعة الايمان والمطلوب دوليا وفقا لقرار صادر من مجلس الامن الدولي ، وعلي محسن الاحمر قائد الفرقة الاولى مدرع المتهم بتنظيم وتمويل وتسهيل تدريب عناصر تنظيم القاعدة في معسكرات تابعة للفرقة ، وجمال البدوي الذي تعتبره واشنطن العقل المدبر لضرب المدمرة الامريكية يو اس اس كول في ميناء عدن عام 2000 وادى الى مقتل 17 امريكيا كان على متنها ، وتوقعت المصادر أن يقوم صالح بتصفية بعض من هؤلاء المطلوبين عوضا عن تسليمهم او ابقاء طلب تسليمهم تهديدا امريكا مستمرا لصالح ونظامه .
غير أن صنعاء ردت على هذا الطلب المشروط بزيادة الدعم العسكري برفضها زيادة أي دور لامريكا في الحرب ضد القاعدة في اليمن ، وهذا الرفض يزيد من شكوك الجانب الامريكي من الدور الذي تلعبه أجهزة عسكرية في دعم هذا التنظيم الارهابي وتجيير نشاطه وفقا للمصالح السياسية للنظام اليمني .
اذ نقلت وكالة الانباء البريطانية " رويترز " اليوم على لسان مسؤول يمني اليوم قوله إن القوات اليمنية لا تحتاج الى أطراف خارجية لتتولى قيادة الحملة على تنظيم "القاعدة"، وذلك ردا على تقارير مفادها أن الولايات المتحدة قد تكثف الهجمات على تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له.
وفند المسؤول الأمني تصريحات لمسؤولين أميركيين قالوا فيها إنهم قد يصعدون الهجمات ، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن المسؤول قوله إن اليمن قادر على مكافحة تنظيم "القاعدة" دون تدخل خارجي في اشارة الى الضغوطات التي بدأت واشنطن ممارستها ضد صنعاء لاختبار جديتها في مكافحة الارهاب ، غير أن النظام اليمني يخشى من ان يسفر هذا التدخل الى وقوع عناصر من القاعدة في يد القوات الامريكية ويكشفون كل الخيوط الداعمة لهذا التنظيم في اليمن .
وتأتي هذه الضغوط الامريكية على النظام القاعدي في اليمن في ظل مخاوف عبر عنها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس أمام سفراء فرنسا المجتمعين في الاليزيه عن "قلق حقيقي" يبرز حاليا إزاء خطر أن يتحول "هلال الأزمات" الممتد من باكستان إلى الشرق الأوسط وصولا إلى منطقة الساحل الإفريقي إلى "هلال الإرهاب". وقال ساركوزي في افتتاح المؤتمر السنوي للسفراء الذي يستمر من إلى الجمعة "لا يوجد اليوم أي تنسيق عملاني بين المجموعات التي تنشط بين طرفي هلال الأزمات هذا".
وأضاف "لكن إذا تدهور الوضع فان الخطر سيكون كبيرا لظهور سلسلة متواصلة تربط القواعد الإرهابية في كويتا (باكستان) والجنوب الأفغاني بتلك (القواعد) في اليمن والصومال والساحل".