[المنظار]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نعوم

طيب .. السفير الأمريكي يشعر بقلق من التمدد الايراني , ولن ينتهي هذا القلق حتى يتم حل الملف النووي ويتم تأمين سلامة اسرائيل
وكجزء من أسترتيجة أمريكا لتطويق ايران يتم دق طبول الصراع المذهبي وتجنيد العربان للانخراط في الحروب الامريكية
كما فعلوا في افغانستان والعراق ولبنان والآن سوريا , وعن طيب خاطر دفعوا ولازالوا فواتير كل الحروب كاملة ولا زالوا ..
صحيح ان نتائج الحروب دائماً كانت وبالاً عليهم , وأعطوا لايران ما لم تحلم به في افغانستان والعراق ولبنان وغيرها
لكنهم لا يعبأون بكل ذلك فالمهم تجنب سخط أمريكا حتى وأن كان أحترامها ورضاها بعيد المنال ..
أما الموقف الامريكي للقضية الجنوبية فليس له علاقة بايران أو الصين وأنما بالموقف السعودي بعد أن سلمت لهم الملف اليمني
لأن ما يهمها هو أستقرار المملكة وتدفق شلالات النفط , وهذا بالضبط كان موقفها في 94 بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي بأن الولايات المتحدة
ستعترف بدولة الجنوب التي أعلنها البيض أذا أعترفت أي دولة بالمنطقة , لكن السعودية رفضت الاعتراف وكان همها تحطيم الآلة العسكرية
واطالة الحرب وفي نفس الوقت حث الشماليين على حسم المعركة ودخول عدن .
السعودية أختارت مناصرة النظام لان مصالحها معه فكل رموز السلطة والمعارضة فيه موظفون عندها ويتلقون رواتبهم من اللجنة الخاصة
, كما ان نظام صنعاء منحها عبر ترسيم الحدود مساحات شاسعة من الجنوب والشمال وتنازل عن نجران وعسير وأي انفصال يعني التضحية
بتلك المكاسب الهائلة , ولهذا ينظر الى الجنوب كمكافأة لنظام مرتهن وطوع البنان واستجابة واقعية لقرائته الكارثية وترويجاته حول مستقبل
الشمال في حال انفصال الجنوب وما يتهدده من انفجار سكاني ونضوب للمياه والموارد الأمر الذي سيشكل عبئ هائل على المملكة وحدودها الجنوبية .
لهذا فلم تتجاهل المبادرة الخليحية مصادفة القضية الجنوبية بل أنسجمت مع موقفها الثابت ومصالحها , ولن يتغير الحال أبداً الا بادراك الجنوبيين
لمصالحهم وعدم التعويل على مواقف الآخرين والارتهان التام لمكرماتهم , وحينما يفرض الجنوبيون أنفسهم على الارض ستتغير مواقف الأخرين
حتماً ..
أما دعوات الأستسلام والعدمية التي تريد فرض العزلة والحصار على الجنوبيين تحت أوهام الصراع المذهبي والمد الشيعي وغيرها من مسوغات
وأراجيف الاحتلال واذنابه فلن تنطلي أبداً على شعب الجنوب لأن مصالحه العليا واستعادة هويته وكرامته ودولته لا تقبل المساومة , وسيطرق كل
أبواب شعوب الأرض لتأييد قضيته ودعمها حتى يتحقق النصر ان شاء الله .

يا سلاااااااام
كلام سياسة 100%
سلمت استاذ نعوم ، وليكن هذا التحليل الرائع قلادة تعلق على سارية
كل موقع جنوبي ، حتى يعي البسطاء والعاطفيين حقيقة الموقف وأبعاده
هناك من يسعى ويتهالك من أجل ارضاء هذه الدولة أو تلك ، من منطلق
عدمي لا معنى له ، ولا يعي معنى إدارة المصالح في السياسات وفق لعبة
أساسية نستطيع تغيير المواقف إذا ما اتقنا فن اللعب بهذا الميدان ( المصالح )
وهنا اتذكر مقابلة السياسي الجنوبي أحمد الحسني في قناة عدن لايف وكيف عبر
عن اندهاشة تجاه من يخاف من عقد تحالفات مع دول اخرى غير خليجية ،
ويقول : أليس من الاولى أن يخافوا هم على مصالحهم في الجنوب مستقبلا ؟
لدينا أرض وثروة وموقع استراتيجي وتاريخ حضاري عريق وشعب وامتداد بحري
بآلاف الكيلومترات في البحر الاحمر وبحر العرب ، كل ذلك من الاولى ان يجعلهم هم
من يخاف على مصالحهم ويقفوا مع شعبنا المظلوم الآن ، قبل أن نتوجه الى التحالف
مع دول أخرى تعد تقليديا خصوم لدول الخليج العربي .
لك التحية اخي نعوم .