[لاقطةُ الحصى والمخلصون]
في الأيامِ الماضيةِ ومع انقطاعِ الكهرباءِ وتردي الخدماتِ في عدن
تبادلتْ عدةُ أطرافٍ الاتهامات فيمنْ تقع عليه المسئولية
فطرفٌ برأَ الرئاسةَ واتهمَ الحكومةَ والسلطةَ المحلية
وطرف برأَ السلطةَ واتهمَ الحكومة
وفي الحقيقةِ جميعُ الأطراف تقعُ عليها المسئوليةُ بنسبٍ متفاوتة
لكن الملفتَ للنظرِ هو نشوءُ حربٍ على منصاتِ التواصلِ جميعها
ومطالباتٍ عديدةٍ بطرد الحكومةِ كونها المسئولة عن هذا التردي
وبغضِ النظرِ عن موقفي من هذي المطالبات
فإن الأولى بأصحابها بدلاً من التهييجِ البحثُ عن حلول
لا الدعوةُ للإقدام على المجهولِ الآمنين هم منه تماماً
وسيكتوي به من هم في الداخلِ
وكان عليهم أن يكونوا في مقدمةِ الصفوفِ لا عن بعد
وعندما وجدتُ ذلك اكتفيتُ بالصمتِ وبمنشوراتٍ قصيرة
تبعثُ الأملَ وتستجدي القادمَ بان يكونَ أجمل
فإن الثرثرةَ والصراخَ وكيلَ الاتهاماتِ والتحريضِ والتخوين
يحسنه أكثرُ الناسِ بخلافِ التهدئة والتفكير بهدوء
مثلَ عرباتِ القطارِ الفارغة تُحدثُ ضجيجاً من غيرِ فائدة
ومعلومٌ أنَّ العقولَ الصغيرةَ تناقشُ الأشخاص
والعقولُ المتوسطةُ تناقشُ الأحداث
والعقولُ الكبيرةُ تناقشُ الأفكار
ولأنَّ المواقفَ مرآةُ العقولِ، فإنَّ طريقةَ المناقشةِ والتفاعلِ مع الحدث
تَنمُ عن حجمِ العقلِ وقدرته على صيانةِ صاحبهِ من التخبطِ والإسفاف
وإنَّ المصيبةَ تكبرُ إذا كانَ مثلُ هؤلاءِ من يقودُ الأمة
كما أخبرَ عليه الصلاةُ والسلامُ في علاماتِ الساعة
(وينطقُ الرويبضةُ وهو الرجلُ السفيهُ يتحدثُ في أمرِ العامة)
فهؤلاءِ لا يرونَ أيَّ عيبٍ في أنْ يلعبوا دورَ لاقطةِ الحصى
ولهذا فإنَّ الثرثارين يتحدثونَ عن المظاهرِ
والعقلاءُ يتحدثونَ عن الأسباب
والمخلصون فقط هم يبحثُ عن الحلول
فكنْ من الملخصينَ ولا تكنْ مثلَ لاقطةِ الحصى
#القادم_أجمل
#معين_آل_ترك
|