عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-10-14, 03:44 PM   #9
المهندس
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-08-27
المشاركات: 3,730
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمه الخبجي000

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد الصادق الأمين.

أما بعد...

الأخوة الكرام: يا أبناء الجنوب الأحرار يا عشاق التحرر أيها البواسل أحييكم بحرارة من أعماق القلب وأهنئكم بهذه المناسبة السعيدة الغالية على غلب كل جنوبي أصيل....
الذكرى السادسة والأربعين لقيام ثورة أكتوبر العظيمة التي فجرها في وجه المستعمر آبائكم وأجدادكم الأحرار... وقدم فيها شعب الجنوب قوافل من الشهداء الأبرار رووا بدمائهم الزكيه وأرواحهم الطاهرة تربة هذا الوطن الذين سقطوا برصاص قوات المستعمر البريطاني الذي احتل أرضنا ردحاً طويلاً من الزمن مستخدماً ضد شعبنا كل أمكاناته العسكرية والمادية الهائلة التي كانت تمتلئ بها خزائن الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. ولكن بفضل عزيمة وإصرار أحرار الجنوب قاوم هذه الإمبراطورية بإمكانات تكاد تكون معدومة وأسلحة عتيقة وأجساد عارية وأقدام حافية ولكن كان سلاحهم الأمضى هو عدالة القضية التي خاضوا نضالهم من أجلها ونذروا دمائهم وأرواحهم في سبيلها وكانت هذه هي وحدة هي التي عادلت ميزان القوى مع الأمبراطورية التي كانت تهيمن على العالم من أقصاه إلى أقصاه في ذلك الحين.
ولعلها من المفارقات العجيبة أيها الأخوة أن نحتفل اليوم بالذكرى الثانية لشهداء المنصة الأبرار الذين سفكت دمائهم وهم يمارسون نضالهم السلمي الحضاري المدني وهم عزل ليس لهم أي ذنب سوى أنهم أرادوا أن يهيئوا هذه المنصة عشية ذكرى ثورة أكتوبر عام 2007م بعد مضي 47 عاماً على الاستقلال ***************************** احتلال جديدة قوى همجية أتت من خارج التاريخ استغلت نُبل أخلاقنا وصدق نوايانا ووعينا الحضاري وذلك حين تلفعت بمشاعر الآخاء العربي الزائف وهي تعلم أن الوحدة نحن من رفع شعارها ومن جعلها هدف مقدس وكانت عنوان نضالنا منذُ فجر الاستغلال المجيد وكانت هدفاً مرفوعاً ومن طرف واحد فبالقدر الذي كان هذا الهدف يحتل قدراً سامياً في نفوسنا كانت بالنسبة لهم شيئاً مؤرقاً يقظ مضاجعهم ولعلكم تتذكرون أنهم قد خرجوا في مظاهرات في الشوارع تهتف ضد الوحدة ولقد تقمصوا فيما بعد مشاعر خادعة حينما كنا نحن نقدم لهم كل أرثنا الحضاري والتأريخي وعصارة جهد الآباء والأجداد وعلى مدى الحقب الزمنية المنصرمة كانوا يتربصون بنا الدوائر ويعدون أنفسهم للانقضاض علينا بصورة همجية متجردين من أعراف وتقاليد العرب الأصيلة وأخلاق العصر الإنسانية وقابلوا عطاءنا السخي بأخلاق اللصوص وقاطعي الطرق وجوالي الآفاق وأدركنا في نهاية المطاف إننا لم نكن نتعامل مع الدولة بما تمثلة الدولة من عهود ومواثيق دولية متعارف عليها تحكم هذا العالم بل كنا نتعامل مع عصابة عشبة بالمافيا ومع ذلك يتحدثون عن الوحدة دون أن يندى لهم جبين.
أن الوحدة بالنسبة لهم هي أرضنا وثرواتنا التي جعلت منهم أثرياء هذا القصر أن الوحدة التي ينشدون بها صباح ومساء لا تعني بالنسبة لهم وحدة شعب الشمال مع شعب الجنوب ولكنها تعني وحدة هذه العصابة مع أرض وثروات الجنوب وأصبحت الوحدة هي عنوان مصالحهم وثرواتهم ومصدر دخلهم المنهوب والغير مشروع أنها هذه الوحدة حسب ما نفهما ونراها اليوم.
لقد عانى شعبنا الكثير من المرارات والآلام وهو يرزح تحت نيل هذا الاحتلال البغيض ورأى بصورة واضحة أن هذه القوى جعلت من خلافاتنا في المراحل الماضية متكئاً يوفر الأرضية الخصبة لنشاطها التدميري لأرض وشعب الجنوب ونهب ثرواته وعملت على تقدير الخلافات وإذكائها ونبش القبور ونكئ الجراحات الدفينة ولم يقتسم نشاط هذه بالاستيلاء على الأرض ونهب الثروات والألغاء والتهميش بل تعدى ذلك إلى محاولة هدم قيمنا وأخلاقنا ومحاولة طمس هويتنا وتأريخنا مما حدث لشعبنا بعد أن أدرك مكمن الخلل أن يعلن مبدأ التسامح والتصالح ودفن الماضي بكل مآسية وآلامه وسرعان ما تلقفت جماهير شعبنا هذا الإعلان حتى هبت غلى التسامح والتصالح وكان ذلك بداية عهد جديد سمح لأبناء شعبنا من الاقتراب من بعضهم وإعادة اللحمة إلى هذا الشعب الممزق وشكل هذا الاقتراب برزو أفكار متعددة مما حدى بأبناء الجنوب إلى لملمة أنفسهم في جمعيات وكيانات وتشكيلات نضالية أقرت بحتمية مشروع نضالنا السلمي التحرري وسارت بخطى متسارعة ولم يكن نضالها مقتصراً على مطالبها الحقوقية والسياسية وحدها بل تعدى ذلك إلى التضامن مع كل المظلومين والمتضررين من هذا النظام الأمر الذي أحدث التفافاً كبيراً من قبل جماهير الشعب حول هذه التكوينات النضالية وبرزت العديد من التحالفات ونظمت الفعاليات وبمناسبات متعددة وكثيراً ما تصدت قوى الاحتلال لهذه الفعالية وسقط العديد من الشهداء والجرحى وتعرض الكثيرون للاعتقال والاختطاف وحاولت تكميم الأفواه وإغلاق الصحف الحرة المستقلة وحاولت سلطة الاحتلال القمعية بكل الوسائل أن تثني هذا الحراك لكنها كلما تعبدت له كلما زادته قوة وعنفوان حتى فرض نفسه على نفسه وعلى وسائل الإعلام العربية والأجنبية ******** ووكالات أنباء وفضائيات العالم ووصل صدى ثورتنا إلى المحيط الإقليمي وتعداه إلى المجتمع الدولي، حتى غدت مثار يحث على مستوى المحافل الإقليمية والدولية.. واقتربنا من أهدافنا المنشودة بصورة لم تكن متوقعة ولكن علينا أن نعي جيداً أنه أمامنا الكثير وعلينا أن نشمر السواعد وأن نصعد من تضامن السلمي يطرق وأساليب أفضل وأن تعطي لهذا الحراك زخماً وألقاً متميزاً وحتماً ستفرض على المجتمع الدولي أن يعطي قضية العناية المطلوبة، وأهم من كل ذلك علينا أن تقترب من بعضها أكثر وأن نتلاحم على أسس سليمة من الثقة بل علينا أن نثق ببعضنا لأننا بالتالي تحمل أهداف مشتركة وبناء مرجعية واحدة هي خطاب المناضل الرئيس علي سالم البيض وتحت سقف فك الارتباط. ومن المهم أن نعرف أن الوحدة مطلوبة منا اليوم أو غداً فالمجتمع الدولي لا يتعامل مع كيانات حقيرة مفككة ولعلكم ترون الفصائل الثورية في دارفور حيث طلب المجتمع الدولي من هذه الكيانات أن تذوب ي كيان واحد حتى يتم التعامل معها ونحن على أرض الجنوب يجمعها قاسم مشترك واحد إذ يتطلب منا أن نتوحد ونذوب في كيان واحد مستفيدين من التجارب التي مرت من سابق، دائماً الكيانات الموحدة هي التي تسود دون غيرها ولعل تجربة الجبهة القومية في الجنوب لخير دليل حتى أن الجبهة القومية كونت من عدة تنظيمات ومنتديات وجمعيات كذلك أخذت بناصية المبادرة وبالتالي نجحت خير دليل على فضل تعدد الكيانات وخاصر في مرحلة الثورة التحررية هي منطقة التحرير التسلطية كيف برزت التناقضات بين فصائلها ووصلت إلى حد التشاجر والاقتتال.
لذلك رأى أبناء الجنوب أن الوحدة أضحت ضرورةً وبذلك أعلنوا قيام مجلس قيادة الثورة الذي توحدت في إطاره الكيانات ولم يبق إلا النزر اليسير ينبغي عليها الالتفاف دائماً مع من تبقى ومستعدين إلى أطوار ونكرر دعوتنا إلى أخواننا نقول لهم تعالوا علينا أن نثق ببعضنا وأن لا نخلق الشكوك والوهم ضد بعضنا وأن نتلاحم على أساس أن كل إنسان منّا يتمتع بكل الحقوق التي يتمتع بها أخيه دون إلغاء ودون تهميش فنحن بأمس الحاجة إلى بعضنا دون استئثار وعلينا أن نعي أن الناس لا تأتي دفعة واحدة ولا تتساوى بالرؤى والأفكار ولكن لا يعني ذلك القطيعة ويجب أن نتوحد ونذوب في كيان واحد لأنه إذا فرقنا سيسهل أخذنا فرادى فنحن أمام عدو يتحين الانقضاض علينا متى ما رأى ذلك ممكناً.

لجنوبنا العزة والكرامة ولشهدائنا الخلود ولأسرانا الحرية ولثورتنا الانتصار
المهندس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس