[علي المفلحي]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد . ونحن على مشارف ذكرى أحداث 13 يناير الأليمة، التي نريد لها أن تكون ذكر للتصالح والتسامح.
فهل الجميع صادق في التصالح والتسامح؟ ونحول ذلك اليوم إلى يوم تصالح وتسامح حقيقي يشمل كل أبناء الجنوب حتى تاريخه، وبكل شرائحه، ويتم التسامح والتصالح عن كل المنعطفات التاريخية من 67حتى2017م . ليتم فتح صفحة جديدة ناصعة البياض، وإلجام كل تلك الأقلام والأفواه التي تحاول أن تزرع الحقد والكراهية وتصطاد في الماء العكر.
هل نملك القدرة والشجاعة على تشكيل مكون وحامل سياسي يشمل جميع المكونات السياسية، والقبلية، والدينية، والشعبية، والطلابية، والمرأة، بتوزيع عادل دون فضل لاحد على احد، ودون إقصاء، وتهميش، وتجاهل، فالجميع شارك فيماحل بالجنوب سابقا ومطلوب الان المشاركة الجادة في بناء الجنوب القادم؟.
بعد ذلك التاريخ سنكتشف الصادق، من الكاذب ، وكل من يبرئ نفسه ويحمل الآخر المسؤولية فما هو الا اداة بيد الأعداء. وكل من يتهاون أو لا يلتزم بمبدأ التصالح والتسامح اعلاميا أو سياسيا، فهو أداة هدم.
هل نستطيع عمل ذلك من باب الوطنية الحقة وقبل ذلك من منطلق ديني ؟ .
هل نمكلك الشجاعة والمصداقية كشعب، وكقيادات، وكمثقفين، ومشايخ، وناشطين، وافراد، للتكاتف والتلاحم ونسيان الماضي؟.
هل لدينا القدرة ولو لمرة واحد أن نصدق مع أنفسنا ومع شعبنا ، حبا للجنوب وقبل ذلك حبا لله ورسوله؟ هل نستطيع أن نقبل بعضنا البعض ونقبل الرأي والرأي الآخر ونحترم بعضنا ونعذر بعضنا ونسامح بعصنا؟ هل تستطيع من نسميهم قيادات من كل المكونات أن يجتمعوا تحت سقف واحد ويتفقوا على برنامج عمل لمستقبل آمن ومزدهر بعيدا عن المكايدات وحب الذات ؟ هل يستطيع العقلاء والمثقفين من كل مكون جنوبي أن يلتقوا في حالة عجز قياداتهم ويتم تشكيل قيادات موحدة تقود البلاد إلى بر الامان؟ هل يستطيع العقلاء والمثقفين والإعلاميين والناشطين الجنوبيين في يوم التصالح والتسامح إعداد وثيقة شرف أن دم الجنوبي على الجنوبي حرام وتخوين الجنوبي للجنوب مرفوض تحت أي مبرر وكل من تثبت عليه ادلة فالقضاء العادل هو الحكم ؟ هل لدينا القدرة على تقديم الفاسدين للقضاء بأمانة وشفافية وأدلة دامغة بعيدا عن المكايدات والمماحكات ؟.
هل لدينا القدرة على توحيد صفوفنا واعداد وثيقة شرف تحفظ للمواطن حقوقه وممتلكاته وعدم تعرضه لأي ابتزاز تحت أي مسمى؟.
هل الجنوب بالنسبة للجميع وطن نقدم له الغالي والنفيس، ليعيش الجميع مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات أم مجرد تقديس أشخاص ونعرات مناطقية ومكونات سياسية واعادة الماضي الأليم؟.
آملين أن يستفيد الجميع من أخطاء الماضي والتطلع نحو مستقبل مزدهر ووطن أمن ومستقر .
والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
✍أبو فارس بن سبعه اليافعي 2017/01/09