ليس دفاعا عن مؤتمر محمد علي أحمد .. بل دفاعا عن مبادئي :
طالعتنا بعض الصحف والقنوات التلفزيونية عن عزم القيادي محمد علي أحمد عقد مؤتمر خلال منتصف شهر ديسمبر 2012م تحت اسم (المؤتمر الوطني "لشعب الجنوب") .
فسرعان ما بادر لذهني عدة اسئلة .. من هولاء المؤتمرون وما الذي اوصلوا له بعد اجتهادهم فهل محقون فيه ام لا !!
ولكن ما بحوزتي من معلومات مجرد سراب لا تستند على وقائع ملموسة ومن اهم المبادئ التي تعلمتها ان لا استبق الامور لكي لا اقع في الخطأ واتندم لوقعي فيه او اكابر لأقف في صف الباطل .. .
وبينما جعلت من نفسي منتظرا لما سيتمخض عنه المؤتمر اذ بي اشاهد رسالة من أحد الاصدقاء هذه فحواها
(( استطلاع للراي العام الجنوبي حول ما يسمى بمؤتمر شعب الجنوب الذي يتزعمه محمد علي احمد والذي سيعقد الاحد القادم 6 ديسمبر 2012م في العاصمة عدن و الذي يري من خلاله اكتساب شرعية قوى الثورة الجنوبية الفاعلة في الميدان (الحراك الجنوبي)الحامل الساسي للقضية الجنوبية
سؤال الاستطلاع يقول ما هو موقف القوى الثورية الجنوبية (قوى التحرير والاستقلال ) من ماي سمى بمؤتمر شعب الجنوب
اتمنى ردكم في اسرع وقت ممكن لان الاستطلاع سنشر في صحيفة القضية عدد غد السبت................اخر موعد لاستلام اراء المستطلعين هو الساعة الرابعة من يومنا هذا الجمعة 14 ديسمبر 2012م
ولكم ودي ومحبتي )) .
فقلت في قرارة نفسي ماذا جد واستجد ليُطلب مني موقفا عن شي مجهول هــل يراد مني ان اقف في صف اشخاص ضد اشخاص .. ام المراد ايقاعي في موقف محرج .. فقررت ان استفز من ارسل لي هذه الرسالة ليكشف ما عنده على الطاولة ويوحي لي هو في اي طرف .. ويريدني ان اكون في طرف .. ورددت علية هكذا
عزيزي اي صحيفة هذه التي تتنبأ وتصدق تنبؤها ؟
يا عزيزي المؤتمر لم يعقد بعد فكيف تعرفون نوايا الناس بانهم يسعون لتمثيل شعب الجنوب قاطبة وتقرير مصيرة ؟
من خلال عنوان المؤتمر ((((مؤتمر شعب الجنووووووووب))) نحن نريد تغير هذه الخزعبلاااااااااااااااات ونوصل راي الشارع الى هولا المتاجرين بالجنووووووووووب
وبعدها ايقنت ان هذا مجرد نوعا من التحريض الأعمى واستغفالا للعقول ليس الا فهل كل من يجتهد ويقول بانه يعلم ما يريده الشعب ليقرر عقد مؤتمرا بما توصل الية هو خزعبلات .. وهل قبل ان يتحدث الشخص بما لدية يحق لنا ان نتهمه!!
اذا بنيت كل تلك الكلمات على أحكام مسبقة
الموضوع : الاحكام المسبقة تقودنا الى ضحد الحق واتباع الباطل
تقوم الأحكام المسبقة المستقرة في أذهاننا بدور سلبى يعيق وصولنا للحق ويبعدنا عن العدل إذ تشكل هذه الأحكام المنظار القاتم الذى ننظر للعالم من خلاله، وتشدنا برباط وثيق يصعب التحرر منه..
الإنسان غالباً هو متبع للهوى بعيد عن الموضوعية والعدل وإن زعم حرصه على الحق إذ إن الناس فى أغلب نقاشاتهم يسعون لإثبات فرضيات مسبقة هم مؤمنون بها وليس لاكتشاف حقائق جديدة، فإذا عرضت عليهم أفكار جديدة سارعوا إلى رفضها ليس لعلة فى مضمونها بل لمجرد أنها مخالفة للأفكار السائدة "ما وجدوا عليه آباءهم".
التمست هذه الصعوبة حين يشرع احد الجنوبيين في عقد مؤتمرا او لقاء حتى وان كأن اول من دعى للتحرير والاستقلال لأن اللقاءات والمؤتمرات تُعد خارج نهج الحراك الذي اتسم فقط في المسيرات والمهرجانات والعصيان .
فما غير ذلك يعد أفكارًا خارجةً عن الخط العام فيسارع الكثير فى بطلانها دون أن يأخذ وقتًا فى التفكر فى محتواها الموضوعى مستندًا فى ذلك لفرضية مسبقة راسخة فى أعماق وعيه بأن كل فكرة جديدة هى بالضرورة خاطئة وأن الواقع الحالى الذى وجدنا عليه آباءنا هو الطريقة المثلى وهو الحق الذى ليس بعده إلا الضلال، ثم يجتهد بعد ذلك فى انتقاء الحجج والبراهين لإلباس رفضه لباس العلم والموضوعية. لكن الحقيقة أنه رفض للأفكار الجديدة لمجرد أنها جديدة..
إن ما يفعله أكثر الناس هو أنهم يبحثون بحثًا انتقائيًا فى الأدلة لتثبيت واقعهم ولترسيخ شرعية أفكارهم المتوارثة ولإدانة ما يخالفها فلا يقفون على مسافة واحدة مما ألفوه ومما لم يألفوه للوصول إلى الحقيقة المجردة، لذا فقد رأى عالم الاجتماع العراقى على الوردى بأن الدماغ البشرى لا يزيد عن كونه وسيلةً للبقاء مثله مثل خرطوم الفيل وناب الأسد يقصد الإنسان باستعماله الدفاع عن نفسه وليس الاهتداء إلى الحق.
فرضيات وجب وضعها اليوم بعد ان تم الحكم على مؤتمر محمد علي أحمد من قبل الغالبية بناء على احكام مسبقة ماذا لو قرر المؤتمرون التالي :
- لا شرعية للأشخاص الشرعية هي لشعب الجنوب فهو من يقرر مصيرة بنفسه .
- شعب الجنوب من حقة ان يستعيد دولتة بكافة الخيارات السلمية وغير السلمية .
- على كافة القوى الموجودة في الساحة وعلى كافة ابناء الجنوب في الاحزاب السياسية تحديد موقفهم من مطلب شعبهم التحرير والاستقلال .
- البدء في مرحلة تشكيل حكومات الظل لما من شانه استلام المناطق المحررة .
- انشاء قيادة عسكرية جنوبية تشرع باستتباب الامن .
- ايجاد قيادة فبلية لحل الخلافات القبلية المتفشية في ارض الجنوب .
- توفير صندوق اغاثة يتكفل باسر الشهداء ومخالجة الجرحى .
- توفير محاميين جنوبيين يشرعون برفع مذكرة لمحكمة الجنايات الدولية عن الجرائم المرتكبة في ظل الاحتلال اليمني .
فهــــــــــــــل سيستمر رفضكم للمؤتمرين وما خرجوا به .. ام ستساهموا في ترجمة الاقوال بالافعال ؟
عبدالله الحداد
مواطن حضرمي
16 ديسمبر 2012م
|