عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-01-18, 12:38 PM   #54
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي

: رحل شارون وبقي ضبعان، ورحل صالح وبقي رجاله



17 ربيع الأول 1435هـ - 18 يناير 2014 م 12:00




( صدى عدن ) خاص :



رحل شارون وبقي ضبعان، ورحل صالح وبقي رجاله ؛


كتب المحرر السياسي لصدى عدن

رحل شارون القائد الفاشي الصهيوني، صاحب اعظم مجازر في التاريخ الحديث وأبشع السلوكيات اللاإنسانية في توجيه جيشه وآليات القتل لارتكاب مجازر ستخلدها الانسانية وشعوب الارض والذاكرة العالمية في اكثر الصفحات سواد، رحل ذلك الفاشي دون ان يلتفت اليه احد حتى قومه لم يكلفوا انفسهم بالحديث عنه بل ان لسان حالهم كان يقول ؛ ادفنوه وواروه فلقد جلب لإسرائيل لعنات الارض والسماء.
ذلك البلدوزر المتوحش كان يتلذذ بالدم الفلسطيني، مصاب بمجاعة الذئاب الجرباء للّحم البشري، رحل وإسرائيل تدرك ان تاريخ الرجل اللا آدمي سيظل ثقيلاً على بقائها وبالرغم ان القتل شريعتها الا ان شارون كان قد تجاوز بشاعة القتلة الذين صنفهم التاريخ ورصدهم في سجلاته المظلمة.
شارون اليمن ، ضبعان ، هذا المسخ الشيطاني صنيعة نظام متوحش وخلاصة جنون وجشع وعنجهية واستكبار قبائل القرون الوسطى بزي عسكري ووجه مقرف تجاوز شارونية الصهاينة ووفر عليهم الخزي الثقيل الذي أحسوا به، فكانت وسائل أعلام اسرائيل ولازالت سباقة لنشر ضحايا ضبعانهم، شارون اليمن، وكأنهم يوجهون رسالة للعالم ويقولون لهم ان في هؤلاء الشعوب من هو أفضع وأوحش، ان في هذه الشعوب من القتلة ما يتجاوز كل نازية وفاشية العصور اذ يرتكبون مجازرهم في بشر يدّعون بانهم من شعوبهم، وبطرق اشد بطش. يحق اذاً لإسرائيل ان تبرر كل جرائمها ووحشيتها فلقد رفع ضبعان العتب عنها وأتى بما لم يتخيله عقل شارون المتوحش، انها عبقرية الجريمة في الرأس الممتلئ بالحقد ولا شيء غير الحقد ولذّة القتل البشع. فشارون وضبعان لا يواجهان الخصم مباشرة بل يلجئان الى قصف المدنيين وقتل النساء والأطفال لإخضاع الشعوب وإجبارهم على الصمت، والاثنان يجيدان هذا النوع من الوحشية المتفردة من خلال مقاربة الرعب الذي تحدثه بشاعة المجازر واللحم البشري المتناثر هنا وهناك والوجوه المدمّرة والأحشاء الموزعة وأجساد الأطفال المتناثرة.
لا يواجهان مباشرة لان عقيدة عسكريتهم تقوم على مبدأ إبادة الخصم والخصم بالنسبة لهم ليس الثائرين بل الشعب كله، وهذا ما رأيناه في كل حروب اسرائيل ضد الفلسطينيين ورأيناه في كل حروب اليمن على الجنوب والفرق ان في اليمن ينجزون المذابح باسم الاسلام والوحدة ويواصلون اليوم المجازر باسم الحفاظ على الوحدة وتحت مظلة مشروعية الرئيس الآتي من الشعب المذبوح من ابناء الجنوب ، ولعل هذا ما يعمّق مأساة الجنوب ويجعلها فريدة في التاريخ المعاصر بل وجزء من الملهاة الانسانية المرعبة.
رحل صالح صانع فضائع اليمن وأتى رجاله وكهنته ومساعدوه بأبشع ، فالعبيد اكثر حقداً من أسيادهم ، والعبد ينهج منهج أسياده لانه تربى في كنفهم ولا يملك غير ما ابتدعوه له ولا يرى غير ما وضعوا امام عينيه ولا يسمع غير صدى أوامرهم ، والعبد أبغض من أسياده لانه مولود تابع لا ارادة او ملامح او عزة او كرامة بل يلهث وراء الخطى المرتسمة في ذهنيته التي نشأت على السمع والطاعة. وكلهم عبِيْد صالح في صنعاء وصناعته ومن يقول غير ذلك فانه يكذب على نفسه اولاً، عبيدٌ من الرأس حتى الثوار التابعين وتابع تابعيهم، فهذه لعنة على اليمنيين ومن تبعهم من ابناء الجنوب ورضي على نفسه ان يحكم على عرش من دماء اخوانه المستضعفين.
ان الجنوبيين لن ينسوا بانهم يُقتلون ويُذبحون في ظل صمت رئيس صعد على العرش باسمهم واستمد مشروعيته لانه جنوبي الأصل ولن ينسى بان المجازر في عهده قد تجاوزت عهد سابقه ورئيسه علي عبد الله ولن ينسى حين يُترك الجنوب ذبيحاً بينما هو منكبٌّ على تقسيم الجنوب في اغرب اخراج لما يزعم بأنه حلٌّ لقضيته.
يا ابناء الجنوب ان أردتم ان تهزموا اعداءكم فتوحدوا واجعلوا الجنوب جبهة واحدة ولا تتركوا إخوانكم في الضالع وحضرموت فريسة للوحشية، هبّوا جميعاً في كل محافظة ومديرية ووسعوا جغرافيا النضال السلمي والدفاع عن النفس حتى يرى العالم شارونيتهم وضبعانيتهم ووحشية اتباع صالح . وافضحوا زيف الباحثين عن المجد والشهرة فوق أجسادكم الممزقة ، زيف المتخاذلين الذين لا يجيدون غير السباق على المصالح والفرار . ان التاريخ لن يرحم احد ، ومن يستقوي اليوم بضمانات الدول الخارجية ويعتقد انه بمعزل عن المحاسبة والملاحقة فقد خاب ظنه وعليه ان يرجع الى سجل الجرائم في كل بقعة في الارض، فقد تم نبشها وفضحها وملاحقة مرتكبيها ورأينا كيف تتخلى الدول الكبرى عن عبيدها وكيف يواجه القتلة وأبناؤهم وأحفادهم صنيعة ما ارتكبت أياديهم وصمتت عنه ضمائرهم، ان كان لهم ما تبقى من الضمائر، فلم تنفعهم العروش والبنون والمليارات بل أصبحت كل تلك لعنةً تتابعهم الى أبد الآبدين بينما الشهداء مخلدون عند ربهم وعند الناس أجمعين ، والفرق لو يعلمون عظيم، وغداً سنشهد على ما نقوله الان وسنشاهد أولئك القتلة بأمِّ أعيننا اي منقلب ينقلبون وغدا لناظره قريب .
المجد للشهداء فقط
تبَّاً للقتلة
الخزي والعار للجبناء

كتب المحرر السياسي لصدى عدن 17 يناير 2014
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس