عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-25, 07:26 AM   #1
ابوالعرب
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-19
المشاركات: 120
افتراضي الدور على اليمن

الدور على اليمن آخر تحديث:الخميس ,21/10/2010


إبراهيم مرعي الخليج

التطورات على الساحة اليمنية مقلقة جداً، وتثير المخاوف إزاء ما تحمله من تداعيات مستقبلية . وإذا كانت جبهة الشمال مع الحوثيين تتجه نحو الضبط لمنع تجدد الحرب، فإن الأوضاع في الجنوب تزداد تدهوراً ومساحة المواجهات تتسع وتلقي بثقلها على مجمل الوضع اليمني، وخصوصاً المواجهات بين القوات الحكومية ومسلحي القاعدة الذين يبدو أنهم يستفيدون من حالة اللزوجة السياسية والأمنية في الجنوب لتعزيز مواقعهم وتوسيع رقعة انتشارهم، والسعي لتحقيق اختراق باتجاه الشمال بما يتجاوز محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين حيث تنحصر المواجهات حالياً .



إضافة إلى الخطر المتمثل ب “القاعدة”، فإن “الحراك الجنوبي” لا يقل خطراً، خصوصاً إذا ما انتقل في تحركه من الخيار السلمي إلى الخيار العسكري، في حال وجد أن منافذ الحلول أمامه باتت مسدودة، مع تصاعد الدعوات الانفصالية في صفوفه، وإذا ما أخذت بعض أطرافه تنظم صفوفها مستسنحة فرصة ضعف النظام في عدم قدرته على خوض عدة حروب في وقت واحد .



المتابعون للوضع اليمني في الداخل يتعاظم قلقهم وبعض القيادات السياسية اليمنية خرجت عن تحفظها المعهود، وبدأت تتحدث علناً عن مستقبل قاتم، بل إن البعض بدأ يبحث عن ملاذ آمن خارج اليمن، إذ إن “القاعدة” على ما يبدو وضعت اليمن هدفاً لتحويله إلى قاعدة ومركز لها في جنوب الجزيرة العربية، كما أن قوى داخل الحراك الجنوبي باتت تتحدث عن الانفصال كحقيقة واقعة وبالقوة إذا ما لزم الأمر، كما أن الحوثيين بإمكانهم قلب الطاولة متى شاؤوا بعدما ازدادوا قوة واتسعت مساحة سيطرتهم .



وهكذا يجد اليمن نفسه في مواجهة هذا التهديد المثلث الناجم عن فشل سياسي في المعالجات منذ اللحظات الأولى لقيام الوحدة بين الشمال والجنوب، إذ استأثرت روح الغلبة والإقصاء والتهميش في ممارسات السلطة، وسيطرت الجهوية ومبدأ الغالب والمغلوب، الأمر الذي عمق الهوة بين الشمال والجنوب، من دون أية مبادرة جدية لتدارك هذا الخلل طوال السنوات الماضية، ما أدى إلى بروز إفرازات وتداعيات خطرة، أدت إلى ما أدت إليه الآن .



إن هذا الوضع يعني أن اليمن تحوّل إلى بؤرة توتر خطرة، سوف تترك تأثيراتها في مجمل المنطقة، خصوصاً إذا ما تمكنت “القاعدة” من تثبيت أقدامها وتحويل اليمن إلى أفغانستان أخرى، وإذا ما فشل اليمن بقواه الذاتية من التصدي لهذا الخطر والأخطار الأخرى، ما يعني أن اليمن سيتحول إلى ساحة صراع مفتوحة، قد تدخله قوى إقليمية تستشعر خطر “القاعدة” يطرق أبوابها، وقوى دولية (الولايات المتحدة وأوروبا) ترى خطراً محدقاً بخطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي، حيث شريان حياتها ومعبر ناقلات النفط وتجارتها إلى الشرق .



ولم يعد خافياً أن الدول الغربية تسعى منذ سنوات لاقتحام المنطقة وبوسائل مختلفة، ولأسباب مختلفة، وتحت ذريعة محاربة الإرهاب، والسيطرة على منافذها وممراتها البحرية، بادعاء أن دول المنطقة غير قادرة على حماية هذه الممرات، كما هي الحالة الصومالية، وبروز ظاهرة القرصنة البحرية التي أدت إلى تدافع عسكري بحري باتجاه البحر الأحمر .



اليمن مهدد بالتحول إلى بؤرة صراع سوف تكون ذيولها كارثية بكل المقاييس، ليس على اليمن وحده، إنما على المنطقة بأسرها . . فهل من معجزة تتدارك الأمر؟ وهل يمكن للعرب أن ينقذوا اليمن من مصير لا تحمد عقباه؟



. . سؤالي يبدو ساذجاً، لأن النظام العربي بحاجة لمن ينقذه .
ابوالعرب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس