عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-07, 09:15 AM   #25
حيد حديد
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-06
المشاركات: 13,431
افتراضي

أمين صالح: ليس من مصلحة السلطة التي تحتل البلد تفريخ الحركة الجنوبية ..أي حركة شعبية يسهل اختراقها بيسر والمجلس الوطني هو الوحيد المنظم



حاوره/ شفيع العبد
الانتخابات الرئاسية التوافقية التي جرت في اليمن يوم 21 فبراير لانتخاب المرشح التوافقي عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية اليمنية، وما شهدته من مقاطعة ورفض في الجنوب مصحوبة بأعمال عنف وفوضى خلفت عدد من الشهداء والجرحى، وضعت الحراك السلمي الجنوبي في دائرة الاتهام، في هذا اللقاء يتحدث "أمين صالح محمد" رئيس المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعاد دولة الجنوب، عن تلك التداعيات، وغيرها من القضايا التي تشغل بال المواطن في الجنوب، حديث ذو شجون لم يفتقر إلى الصراحة التي يتصف بها ضيفنا، نترككم وتفاصيل اللقاء فربما تجدون فيه إجابات لما يجول بخواطركم من تساؤلات:




** شهد الجنوب في يوم الانتخابات الرئاسية مقاطعة وحالة من الرفض الشعبي حماية للقضية الجنوبية كما بدأ، رافق ذلك حالة من العنف والفوضى.. كيف تقرأ المشهد؟

في البداية اشكر كل مواطن جنوبي يحمل هذه القضية في ثناياه سواءً بشكل معلن او لم يُعبّر عنها. تصوري للحالة أن الانتخابات كانت بالنسبة لنا محطة سياسية نُعبّر فيها عن موقفنا الرافض للواقع المفروض علينا منذ 94 كوضع احتلال. وبالفعل الشعب في الجنوب قد عبر عن ذلك ورسم صورة واضحة للرفض، ولكن في الوقت نفسه نحن في المجلس الوطني ندين كل أعمال الفوضى التي حصلت يوم الاقتراع اياً كان مصدرها، لأنها تشوش على المشهد الرافض، و كان من الأجدر والأفضل لنا أن الصورة تصل دون تشويش، لأنها ستكون تعبير عن قناعة هذا الشعب الذي عبر عنها في أكثر من مناسبة.

** ما هي قراءتك للانتخابات الرئاسية؟

بصفة عامة أرى أن الانتخابات عبارة عن تحول في مسار الأزمة السياسية في اليمن لأن الانتخابات ستكون لها تبعات وتحول السلطة من الرئيس السابق إلى رئيس جديد يستلزم حدوث تغيير ايضاً في المشهد السياسي في اليمن، والمشهد السياسي في اليمن تتعاضد فيه جملة من الأزمات نحن نعتبر أن أبرزها هي قضية فشل الوحدة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية وتحولها إلى احتلال في حرب 94م.

ندين كل أعمال الفوضى التي رافقت الانتخابات اياً كان مصدرها

** أعمال العنف التي رافقت الانتخابات الرئاسية في الجنوب أخذها البعض كمؤشر على تخلي الحراك الجنوبي عن النهج السلمي المقترن بنضاله منذ بداياته الأولى.. ألا تتفق مع ذلك؟

طبعاً انا أرى ذات الشيء، واعتقد أن هذا العمل تم بشكل مدروس وتم فيه استغلال العواطف والحماس لكي يعطي مثل هذه الصورة، وكذلك يعطي صورة أخرى بأن القوى الجنوبية لم تكن لديها الثقة في الشعب في الجنوب وانه سيرفض العملية الانتخابية بقناعة، بينما العكس هو الصحيح نحن كانت لدينا ثقة مطلقة بأن الغالبية الساحقة من أبناء الجنوب سيرفضون الانتخابات بقناعة، وكانت لدينا ايضاً ثقة بأنه سيحصل تزوير للإرادة الجنوبية لكننا كنا قد استعدينا لكشفها وتقديمها للرأي العام ليصبح في صورة موضوعية عما يحدث في الجنوب.

** هناك من يتهم الحراك الجنوبي بشكل عام بأنه المتسبب في ما حدث.. انتم كأحد مكونات الحراك ما هو ردكم على مثل هذا التعميم؟

الحراك أصبح شماعة، ونحن نشعر بأسف لاندفاع البعض في الكمين الذي نُصب، بينما نحن في المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب سبق وان أصدرنا بيان قبل الانتخابات وحددنا فيه آليات الرفض التي يجب أن نتبعها كحركة شعبية وشددنا على رفض استخدام العنف والفوضى، ولكن كما تعرف أن الحركة الشعبية يسهل اختراقها بيسر، وقد تم استغلال الحماس واستخدام البعض في ما حدث،المستفيد من ذلك هو من ينظر لحركتنا الشعبية بعدائية والمتضرر بالطبع نحن في الجنوب كحركة شعبية وبدورنا لا يمكن أن نقبل بما يضر نضالنا وعدالة قضيتنا.

** مشكلتكم في الحراك الجنوبي أنكم لا تعترفون بالخطأ ودائماً ما تبحثون عن شماعة لتبريرها؟

انا لا القي باللائمة على طرف، انتم تعرفون جيداً إننا في الحركة الشعبية مازلنا حتى الآن متمسكين بنضالنا السلمي، لكن كحركة شعبية فهي غير محصنة من الاختراق، والذي يملك أجهزة المخابرات وأدوات السلطة، يستطيع أن يخترقها، فالنظام قد اخترق الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ونحن نعيش حالة صراع بيننا وبين نظام الاحتلال، ولهذا يريد أن يشوّه نضالنا بأي صورة، لقد وجد نقطة ضعف فاستغلها لمصلحته.

** لكن هذا لا ينفي وجود قوى او أطراف داخل الحراك الجنوبي تميل إلى انتهاج العنف؟

حتى لو كانت موجودة فهي تأت ضمن مفهوم الاختراق وتعمل ضد منهجيتنا النضالية.

** في ظل ما أسميته من اختراق إلى أين يتجه الحراك الجنوبي؟

نحن نرى أن الحركة الجنوبية تتجه نحو مزيداً من الثبات، والقضية الجنوبية تزداد رسوخاً وخصوصاً عندما يصبح المشهد السياسي في اليمن بكل تعقيداته فأن القضية الجنوبية تبقى هي مرتكز الحل لكل القضايا.

** على أية أسس او مرتكزات تبني مثل هذه القناعة، بينما يلاحظ أن الحراك الجنوبي يتشظى إلى مكونات متباينة، حتى داخل بعض المكونات نجد التفريخ حاضراً بقوة، غير هذا عدم قبولهم ببعضهم البعض؟

انا أقول انه ليس من مصلحة السلطة التي تحتل البلد أن تذهب إلى تفريخ الحركة الجنوبية لأنها تعبر عن قضية، والأفضل أن تكون هناك قوى متماسكة وقوية يمكن الوصول معها إلى إيجاد مخارج طبيعية للمشكلات القائمة، هذا أفضل من أن تكون القضية بيد قوى يصعب إيجاد المخرج معها، وتصبح الشوكة في جسم الوضع الجديد بصفة عامة، والوضع الجديد مطالب بحل التراكمات وأبرزها قضية الجنوب.

** الوضع الجديد كما وصفته ملتزم بإجراء مؤتمر وطني للحوار وفق الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، وانتم في الحراك الجنوبي طرف في هذا الحوار.. ما موقفكم من ذلك؟

واضعي المبادرة الخليجية أدركوا ولو متأخرين انه لا يمكن إيجاد حلول للقضايا المتراكمة والتي أدت إلى ثورة التغيير إلا من خلال قضية الجنوب، ولهذا وضعت القضية الجنوبية في إطار العملية الحوارية، وهو عبارة عن مخرج بالنسبة لهم، لكنهم حتى الآن لم يستوعبوا طبيعة هذه القضية، أي أنهم لم يقتنعوا أن سبب القضايا في اليمن هو قضية فشل الوحدة. هم يعترفوا أن في قضية في الجنوب لكنهم لا يعترفوا بسببها. لكن بالنسبة لنا فنحن نعي قضيتنا، ونحن نؤمن بالحوار وندعو أن يكون الحوار بين طرفين اشتركوا في الوحدة وفشلوا فيها.

** ما هو موقفكم من مؤتمر الحوار القادم؟

مؤتمر الحوار الذي يتحدثون عنه خاص بالأزمة في الجمهورية العربية اليمنية، والتي بسببها قامت الثورة، وأطرافها السلطة والمعارضة والقبائل، و وصولهم إلى هذه الأزمة بسبب تراكم أزمات أخرى سببها فشل الوحدة بالإضافة إلى ما سببه لهم النضال الجنوبي من إرباك. والحل ننظر إليه انه لا يمكن أن يأت إلا من بوابة نقاش فشل الوحدة وعودة الجنوب إلى وضعه السابق لأنه تحلل من الوحدة بسبب تحويلها إلى احتلال.

** ثورة الشباب السلمية كيف تعاملتم معها؟

نحن تعاطفنا معها لتحقيق مطالبها وأهدافها، وهي حققت جزء منها والمتمثل في إسقاط رأس النظام، وإسقاط النظام يخصهم وحدهم إذا أرادوا أن يستكملوا المشوار أم لا، نحن ننظر في موضوع الاستحقاقات المطروحة في اليمن بشكل عام، استحقاقات المرحلة القادمة، فطالما والمجتمع الدولي والإقليمي قد تدخلوا فلابد من مناقشة القضية في جوهرها الرئيسي وهو فشل الوحدة.

** انتم في المجلس الوطني سلمتم المبعوث الأممي جمال بن عمر رسالة بشان القضية الجنوبية.. هل استلمتم رد بشأنها؟

الموضوع ليس متعلق برد حولها، نحن أوضحنا لهم في رسالتنا طبيعة الأزمة، المبعوث الأممي جاء إلى اليمن بصفة عامة بعد قرار مجلس الآمن الذي يعزز المبادرة الخليجية، ونحن كنا ندرك أن زيارته للجنوب كانت فقط لإقناع الجنوبيين بان يدخلوا في المسار الذي ينجح قرار مجلس الأمن والمبادرة الخليجية فقط، وليس لهم اهتمامات بأن يحلوا مشاكل اليمن حل موضوعي، ولهذا نحن قدمنا المذكرة لكي يعرفوا حجم التعقيد ولعلها ستفيدهم في مرحلة قادمة، لأننا مازلنا نتصور بأن المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن ربما قد حققت نجاح في تبادل السلطة لكنها لم تكن موفقة في إيجاد مخارج عملية في القضايا التي أدت إلى الأزمة وهي ربما أوجدت حل لمراكز القوى التي وجدت نفسها متصارعة في لحظة ما و إعطاءها فرصة للتوقف عن السير في صراع إلى الأمام لكي تستعيد ترتيب ذاتها من جديد فقط، أما أن تعالج الأزمات فهذا غير موجود.

** التصالح والتسامح من أهم المحطات ربما في تاريخ الجنوب، لكننا نسمع اليوم قيادات محسوبة على الحراك الجنوبي وهي تتحدث عن تصالح وتسامح عن الماضي وما شهدها من صراعات أما اليوم فلا تصالح وتسامح حسب زعمهم..إلى ما تعزو ذلك؟

وجهة نظرنا أن التصالح والتسامح لا يجب أن يكون مجرد شعار، فنحن ننظر إليه على انه يجب أن يتحول إلى ثقافة وسلوك.

** ونحن نتحدث عن التصالح والتسامح نجد من يقول بان المجلس الوطني لا وجود له على الأرض وليس له تأثير سياسي او ميداني.. بما ترد على مثل هذا القول؟

التصالح والتسامح إذا لم يتحول إلى ثقافة او سلوك فلن يؤدي وظيفته وربما يتحول إلى تعقيد، من يقول لا وجود للمجلس الوطني او غيره فهو إنما يعكس الوعي الموجود عنده، لأنه لا احد يستطيع أن يقرر وجود او عدم وجود أي قوى كانت، ربما هو يستطيع أن يقرر عن نفسه وجودها من عدمه لكن ليس على الآخرين، ولهذا فالمجلس موجود سواءً قالوا ام لم يقولوا، موجود سياسياً وجماهيرياً، كترتيب هيكلي وبرنامج سياسي، ربما هو المجلس الوحيد المنظم من أدنى إلى أعلى بشكل منضبط وملتزم، ولاحظوا القوى الأخرى كيف تعمل.

** خلال الفترة القليلة الماضية كنتم في بيروت والقاهرة والتقيتم بالقيادات في الخارج..ممكن تحدثنا عن طبيعة هذه اللقاءات؟

نحن في المجلس الوطني لدينا إستراتيجية ضمن برنامجنا السياسي تهدف إلى التواصل مع الجميع، وانه لابد أن نوجد توافقات تقوم على أساس التصالح والتسامح، ونعمل حيث التوافق وفي إطار القواسم المشتركة، وهدفنا من تلك اللقاءات إلى نزع فتيل الخصومة بين الكل، ووجدنا تفاهمات معينة، لكن على المستوى العملي لازالت بعيدة لأنها ثقافة عقود ومن الصعوبة القضاء عليها في فترة قصيرة، لكن تواصلنا مستمر حتى نحول موضوع التعدد والقبول بالآخر إلى ثقافة.

** تناولت بعض وسائل الإعلام المحلية تسريبات عن تنسيق قائم بين الحراك والحوثيين، إلى أي مدى صحة ذلك والى ماذا يهدف هذا التنسيق؟

نحن في المجلس الوطني ليس لدينا تنسيق من هذا النوع، ولا استطيع أن أتحدث عن باقي المكونات، ولكن نحن ايضاً ممكن أن نتحدث مع أي قوى كانت، وستكون أحاديثنا وحواراتنا شفافة.

** لماذا بات العداء لكل ما هو شمالي سلوك محبب لدى البعض في الحراك الجنوبي؟

هنا الخطر، لأن هذا يضرب عقيدتنا السياسية التي قامت عليها ثورتنا الشعبية، يجب أن لا تكون هناك عدائية، لدينا حق عادل لذا علينا أن نقنع الجميع، لأنه إذا تحول الموضوع إلى خصومة ذهب الحق العادل.ولهذا انا أدعو كل الجنوبيين إلى إن يتخلوا عن النزعات العدائية تجاه الإخوان في الشمال وتجاه بعضهم البعض، لأن من يتحلى بهذه النزعة سيظل يمارسها و إذا لم يجد خصم اليوم سيبحث عن خصم غداً.

المصدر: صحيفة وفاق
حيد حديد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس