[العياشي اليافعي]

الإثنين 2012-08-27 07:10:23

عمر عوض خريص

تشرئب أعناق أحرار الجنوب عالياً نحو الفاتح من سبتمبر , وهو يدنو رويداً رويدا حاملاً معه أمانيهم العظام وطموحاتهم الكبيرة , تشرئب وكلها ثقة في إن ذلك اليوم التاريخي سيكون منعطفاً ثورياً للحراك السلمي الجنوبي , وسيعزز مسيرته النضالية في نيل حريته واستقلاله واستعادة دولته , ذلك اليوم الذي أنتظره شعب الجنوب بفارغ الصبر وكبير الاحتمال , فهي على موعد مع أعادة الهيكلة ورص الصفوف , ونحو إنجاز حراك قوي ومنظم وقادر على خلق لحمة وطنية نظيفة مشكلة بمشاركة شرائح المجتمع الجنوبي المؤمنة بالتحرير والاستقلال .

في الوقت ذاته تتهامس أصوات وترتفع تارة أخرى , أصوات يفترض أن تكون هي من طلائع الثورة وفي مقدمة الصفوف , تتهامس وتجاهر وتورد الحجج الواهية في عدم جدوى هذا المؤتمر القادم , بل وتسعى بشكل أو بآخر في إفشاله أن أمكن لها ذلك , وهيهات أن يكون , وقد عقدت العزائم وتبارت همم الرجال في السعي قدما نحو مايريد شعب الجنوب وحسب تتطلعاته .

ولعل الحليم يحتار ويفكر مليئاً فيما يهدف إليه هؤلاء وهُم من هم , فأي عاقل نبيه يرفض إعادة هيكلة المجلس وترتيب أوضاعه وقد وصلت به الحالة المزرية الى ما هو عليه , وأي عاقل حليم يرفض ما جاء به بيان 11 يوليو (نحو تعزيز البناء التنظيمي للمجلس الأعلى وعلى طريق انعقاد المؤتمر الوطني لقوى التحرير والاستقلال ) وهو البيان الذي اشتمل على عدة أهداف لا يمكن كلها أن تكون إلا في صالح المجلس الأعلى والحراك الجنوبي عامة , وأهم هذه ما أوضحه البيان في قوله ( ومن أجل أيجاد قيادة سياسية بتمثيل وطني تعمل بصورة جماعية تسعى بكل وفاء لتحقيق الأهداف والغايات النبيلة التي سقط من أجلها خيرة رجال الأمة ) ولو كان للمؤتمر غاية إلا هذه لكفت , ولكننا ننتظر منه المزيد وأهمها الأهداف التي حواها البيان المذكور نذكر منها :ـ

1. تشكيل اللجنة التنفيذية وهي أعلى سلطة سيادية تنفيذية بالمجلس الأعلى من 51 عضوا.

2. توسيع عضوية الجمعية الوطنية للمجلس الأعلى من عدد 501.

3. تشكيل لجنة التفاوض الوطني برئاسة الرئيس علي سالم البيض والزعيم حسن أحمد باعوم .

4. توحيد الصف النضالي للحراك الجنوبي وشرائح المجتمع .

5. تأسيس ثقافة جديدة للحراك تؤمن بالآراء وقبول الآخر وترسيخ مبدأ التصالح والتسامح .

هذه هي ابرز الأهداف التي يسعى إليها المؤتمر القادم في الفاتح من سبتمبر, وهي التي تؤدي في نهاية المطاف إلى كيفية استلام دولتنا السليبة .

فبعد هذا التوضيح لهذا الجهد الجبار والعمل المضني ندرك حجم عبثية الأصوات المثبطة , وهي أصوات تفضح نفسها بنفسها , وتبين عن مآربها التي لا تتعدى أذنيها , فهي لهذا لا تقلق السائرون على درب البناء والتحرير والاستقلال , وهم يحثون السير بخطأ واثقة وعزيمة قوية , بل يؤثرون على مسيرتهم النضالية التي نريد لها أن تسمو فوق هذه التباينات والرؤى , وهي تباينات تصب في مجرى وأحد هو هدف التحرير والاستقلال لا غير .

ويبقى السؤال الملح , لماذا يخافون إعادة هيكلة مجلس الحراك ؟

بعد هذا السرد يجتهد بعض المحللين في أن خوف بعض القيادات من المؤتمر القادم إنما يأتي من خوف هذه القيادات من فقدان مناصبها المعروفة بها الآن , وبعضهم يخاف الخروج من عباءة القادة المنضوين تحتها وفقدهم لامتيازاتهم .

وهم في هذا وهذا مخطئون , فلا يمكن لأحد أن يتجاوز نضال أحدٍ كان ,وما جاء المؤتمر الا لتعزيز دورهم النضالي وتفعيله , فليتهم لهذا يدركون .





إقرأ المزيد على شبام نيوز:
http://www.shibamnews.com/articledet...#ixzz24jYLBkxn