عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-08-17, 11:48 AM   #20
الفارس النبيل
مشــرف عـــام
 
تاريخ التسجيل: 2008-11-18
المشاركات: 10,014
افتراضي

الأخوة الرؤساء الثلاثة/ علي وعلي وحيدر...........................حياكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتقدم إليكم باسمي وباسم الشعب الذي يشرفني الانتماء إليه، شعب الجنوب الحر الصابر المرابط ، بأحر التهاني وأجمل التبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا وعليكم، وعلى جميع أبناء الأمة العربية والإسلامية، بالخير، واليُمْــن، والبركات، والنصر والتحرر لشعبنا، ولجميع المظلومين، والمستعبدين، والمستضعفين في الأرض.
الأخوة الرؤساء: من وحي الربيع العربي المبارك، وفي مقدمته حراكنا الجنوبي العظيم، أدعوكم لاتخاذ قرار مصيري ومفصلي، في حياتكم.. قرار ستكون له انعكاساته على مسيرة العودة إلى وطنكم ومقاسمة شعبكم آلامه وأحلامه، وطموحاته، من على أرض جنوبنا الحبيب، هذا الجنوب الذي قدم لنا الكثير والكثير، ولم نقدم له – في المقابل – إلا النزر اليسير .
الأخوة الرؤساء: لا أعلم كم تبقى من العمر، حتى يعيش المرء خارج وطنه، وخصوصا وقد زالت الكثير من الملابسات، التي كانت تحول دون العودة.
الأخوة الكرام: علي وعلي وحيدر، إن شعبكم اليوم أكثر حاجة - من أي وقت مضى – إلى كل جهد خير من أبناءه، بما في ذلك جهودكم وخبراتكم الكبيرة، ولعل العمل من الداخل، هو المطلوب في هذه المرحلة، وهو ما يريده شعبنا، وحتى يرى بأم عينه بأنكم معه ولستم مختلفون، الخلاف الذي يضر بالقضية، ويؤخر تحقيق الأهداف الكبرى لشعبنا، وعلى رأسها التحرر من هيمنة الآخر واستبداده به، ونهب ثرواته، ومصادرة حقوقه، وتغييب وجود ومشاركة أبناءه، واستعادة الأرض والثروة إلى أهلها الحقيقيين ، وتمكنهم من الحصول على كافة حقوقهم كاملة غير منقوصة.
الأخوة الرؤساء: لقد تحررت تونس في شهر وتحررت مصر في 18 يوما، وتحررت ليبيا بعد دفع ثمن يليق بمقام الحرية، بعد 9 أشهر الكفاح والجهاد والنضال الشاق، وسوف تتحرر سوريا، مهما كانت الكلفة كبيرة، أما نحن فقد مضى على انطلاقة حراكنا أكثر من خمس سنوات، وكان بإمكان أبناء الجنوب، لو أنهم توحدوا على الهدف الأكبر، أن ينالوا حريتهم في غضون أشهر قلائل، لو أنهم كانوا في مستوى حجم قضيتهم، وحددوا أن سقفهم الأعلى هو الجنوب، وأن الهدف الثاني هو وحدة الجنوبيين، ولكن للأسف، فالذي حدث هو غير ذلك، فالجنوب لم يكن سقفا أعلى للعديد منا، ووحدة الجنوبيين، كأنها لا تعنيه، لا من قريب ولا من بعيد، وهذا لعمري شيء مخزي ومشين ومعيب، في حقنا جميعا، وهو نقطة سوداء في وجه كل جنوبي، ما لم نضع جميعا، حدا لهذا التيه، الذي فاق تيه بني إسرائيل.
الأخوة الرؤساء: هنالك لحظات تاريخية – لا تتكرر – حينما تلتقط بعناية فائقة، تقلب موازين البشر، في حياتهم ومعادهم، وأظن بأننا – الآن – في واحدة من هذه السنن الكونية الإلهية، التي هبت وانطلقت من ( القصرين ) في ( سيدي بو سعيد ) بتونس الخضراء، على يد شاب مغمور هو ( محمد البوعزيزي ) رحمه الله، ولكنه على الرغم من أنه من العامة، من الدهماء، إلا أنه قد أصبح معلوماً للكوكب كله، واشتهر أكثر من عشرات الرؤساء والقادة والمفكرين والعلماء، الذين قادوا نضالاً طويلاً، وسهروا وكدوا وكدحوا واجتهدوا، وعلى الرغم من كل ذلك، فهم لم يحظوا بالشهرة والصيت الإجماعي التوافقي، الذي حظي به البوعزيزي، وعلى الرغم من أن حراكنا الجنوبي قد كان له السبق على الربيع العربي، بل أنه قد كان المقدمة الحقيقية للربيع العربي، إلا أنّ خطأنا الكبير والجسيم، هو أننا لم نلتقط هذه اللحظة التاريخية، التي التقطتها جماهير القصرين فسيدي بو سعيد ثم جماهير تونس قاطبة، وبعدها جماهير أرض الكنانة، ثم جماهير بقية بلدان الربيع العربي، ولن تتوقف العجلة عند الخمس الدول، بل قطعاً، ستتحرك بقية الشعوب العربية، للتخلص من هذا العفن الذي لوث الحياة العربية.
الأخوة الرؤساء: إنه من المعيب والمشين، أن يظل حراكنا أكثر من خمس سنوات، بلا نتيجة، لا بل أنه قد بدأ قويا موحداً، وانتهى ضعيفا مفككاً، ومن هنا تأتي المسؤولية التاريخية، والقرار المفصلي، للقائد، إما أن يكون مع شعبه، أو أن يترك شعبه للمجهول، فيبقى المصير، مصير الجميع مفتوحا على كل الاحتمالات، وهذا ما لا نتمناه أبدا.
الأخوة الرؤساء: علينا أن نعلم بأننا – اليوم – في عصر الشباب، والدليل أن الربيع العربي صنعه الشباب، وليس المعارضة التقليدية المتخشبة، وما علينا إلا أن نواجه هذه الحقيقة والمعطى التاريخي بكل مصارحة وشفافية مع الذات، حتى نلتحم بهذا الشباب، ونكتب لنا في سجل شعبنا، في آخر لحظة مأثرة نذكر بها عند الأجيال المستقبلية.
والله المستعان
تقبلوا في الأخير خالص الشكر والائمتنان
أخوكم المواطن/ عوض بن علي حيدرة
الفارس النبيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس