عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-08-09, 12:05 PM   #17
قناص الجنوب العربي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-07-24
المشاركات: 1,364
افتراضي

في ذكرى تأسيس«الأيام» : تعمق الجرح بغياب هشام



عدن (( عدن الغد )) خاص:
7 أغسطس صادف الذكرى الــ 54 لتأسيس صحيفة "الأيام" العدنية، وللعام الثالث تمر الذكرى في ظل الغياب القسري لصحيفة "الأيام" و "الأيام الرياضي"، وتعمق الجرح بغياب من رافق مسيرتها منذ ولادتها حتى ترجل عن الحياة الفانية رئيس تحريرها الأستاذ هشام باشراحيل، الذي حمل الراية لديمومة "الأيام" جنباً إلى جنب مع أخيه الأستاذ تمام بعد إعادة إصدارها في الأول من نوفمبر 1990م، و البذرة الأولى لبزوغها في عالم الصحافة اليمنية من مدينة عدن على يدي والدهم المغفور له بإذن الله تعالى محمد علي باشراحيل صاحب مؤسسة "الأيام" التي تميزت وداع صيتها وأنتشرت في ذلك الحين بإصداراتها المختلفة إلى جانب صحيفة "الأيام" صدرت "الريكورد" باللغة الإنجليزية و"الرقيب" باللغة العربية، و واكبت تلك الصحف الأحداث المحلية والعربية والعالمية، و بأبوابها الصحفية المختلفة، هذا وفي المرحلة الثانية من مسيرة "الأيام" يحسب لناشريها تميز إصدارهم من "الأيام الرياضي" والى جانبهم الجيل الثالث لـ "الأيام "وهم حفدة عميدها، حيث لمعت كثيراً إلى جانب "الأيام" الصحيفة، لكونهما من أهم الإصدارات الصحفية كانت في اليمن و أكثر تداولاً، وحرص القراء في الداخل والخارج على متابعتهما.

وسط هذا النجاح الذي حققته مؤسسة "الأيام" بإصداراتها و التوزيع والإنتشار، وتصدرها القراء، ونقلها الحدث أول بأول ومعاناة المظلومين ونشاط الحراك في الجنوب، لم يروق هذا الأمر للنظام وتعرضت صحيفة "الأيام" للتقطع والمصادرة، وتهديد ناشريها ومن ثم قرار إيقافها القسري، و وصل الأمر للإعتداء بقصف البيت الأمن ومؤسستهم "الأيام"، وزراعة الرعب وسط أفراد أسرتهم وأطفالهم في ذلك الليل والنهار، ومن ثم القبض القهري على الأستاذ هشام و ولديه هاني ومحمد وبقائهم في السجن لقرابة عام، ومنعه من السفر كل هذا ضاعف من ألم الأستاذ هشام لمعاناته من مرض القلب والسكر حتى فارق الحياة في 16 يونيو الماضي، بعد صراع مع المرض وهي مشيئة القدر، ومثلما كان الجرح كبير له ولأسرة "الأيام" ومحبيها حجب الصحيفة، الرئة التي تنفس منها القراء وكُتابها، ما يزال الجرح غائراً ولم يطلق العنان للصحيفة من جديد لمعاودة الإصدار ولا نعلم لماذا هذا الخوف والتوجس من عودة "الأيام "؟، ورغم غيابها إلا أنها لا زالت تحتل مكانة غالية في نفوس قرائها ومحبيها، وكلهم بشوق لعودة صدورها من جديد وإلغاء القرار الظالم لحجبها، و كذا إطلاق سراح حارسها أحمد المقرشي الذي يواجه عقوبة الإعدام بتهمة باطلة.

تلاحظوا أعزائي القراء تمازج أسطري عن الفقيد هشام باشراحيل وصحيفة "الأيام" لأنه صعب تجزئتها والإشارة إلى الصحيفة دون هشام أو العكس صحيح، وكون "الأيام" أسرة باشراحيل وأسرة باشراحيل "الأيام" و بصورة أعم هي رمز عدن وكل الخيرين في الجنوب وعموم اليمن، وكما سيظل الأستاذ هشام رمزاً من رموز عدن الكثيرين الذين يشار لهم بالبنان، و من يعرفه عن قرب تحدث الكثير عنه وعن حكمته في القول السديد والنصيحة الصادقة، وحب الخير ومساعدة الأخرين، وما أن ورد خبر وفاته حتى عم حزناً كبيراً في عدن واليمن في نفوس من عرفوه أو سمعوا به، و تناقل الخبر عبر الهواتف النقالة وصفحات "الفيسبوك" و أكثر من وسيلة إعلامية محلية وعربية وأجنبية عممته، لما لهذا الرمز الكثير من العطاء في العمل الصحفي بمؤسستهم "الأيام" أو على المستوى الإجتماعي والسياسي،
هذا ولم تغفله في حياته مذكرات "ويكيليكس" الشهيرة، التي أشارت في إحداها وحملت عنوان " الرئيس صالح لديه ثأر شخصي مع هشام باشراحيل رئيس تحرير الأيام"، وخلصت الوثيقة عن الإعتداء السافر على مقر "الأيام" وسكنهم الشخصي في 4 يناير 2010م م جاء فيها " إن الحكومة اليمنية تصرفت بشكل غير مناسب متجاهلة إحتمال سقوط أرواح مدنيين في الحادثة التي أستخدمت فيها 4 قذائف آر بي جي وأسلحة أخرى في حي مكتظ بالسكان ومنزل به نسوة وأطفال و أن الحكومة تتجاهل سلامة وحرية الصحفيين".


وما يؤلم أكثر أنه لم تنتهي محاكمة ناشر "الأيام" هشام باشراحيل و لأكثر من عامين في حياته كانت، و مستمرة بعد مماته، وبتهم كيدية لم تفصل بها المحكمة حتى الأن، ومماطلة في تأجيل الجلسات، وهل سنسمع في القريب حكماُ قضائياً على المتوفي بإذن الله هشام باشراحيل؟.

ألف رحمة عليك يا أبا باشا نم قرير العين، وسيرتك العطرة تفوح في كل مجلس وعلى كل لسان، وكنت نعم الزوج والأب والأخ والصديق، ومقدم المساعدة لمن يلجأ إليك، ولم تبخل بالمشورة وإسداء النصيحة، كما أعتز بك أنا و زملائي في "الايام" ونعتز انك تذكرتنا وأنت في عز ألمك ومعاناتك من المرض، ومضاعفاته بعد خروجك من السجن، وسفرك برحلة علاجية خارج الوطن، وبسلامة عودتك أهديت كل واحد منا قلم حبر جاف "باركر" أنيق محفور عليه أسمه، هدية راقية وبسيطة حملت معاني كثيرة، ولتظل أقلامنا رشيقة تسطر الحقيقة و الوقوف إلى جانب المستضعفين و إنصار صوت الحق.

* من لبنى الخطيب
قناص الجنوب العربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس