عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-07-28, 03:33 PM   #37
حيد حديد
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-06
المشاركات: 13,431
افتراضي

الحراك السلمي الجنوبي أزمة قيادة أم أزمة ضمير !؟
القسم: ---








هنا المكلا /بقـلم: عوض أحمد بن جميل
الأمين العام لمجلس الحراك السلمي م/حضرموت

وجدت نفسي مضطرا لتوضيح بعض الحقائق الغائبة والمرتبطة بتاريخ ثورتنا السلمية التحررية التي مرت بعده محطات ومراحل ابتداءً بالدعوة للإصلاح السياسي ثم بالتغيير وإصلاح مسار الوحدة والمطالبة بتنفيذ وثيقة العهد والاتفاق .. ثم المناشدة بعوده المسرحين قسرا من عسكريين ومدنيين ودوبلماسيين إلى أعمالهم وغيرها من المطالب الجنوبية السياسية والحقوقية إلى أن وصلت الذروة وتحولت إلى ثوره شعبيه تحريرية شامله للمطالبة بالحرية
والاستقلال واستعاده ألدوله الجنوبية .

وهذه المرحلة لاقت قبول وإجماع كثيرمن القوى المجتمعية و المكونات السياسية الجنوبية وكافه الشرائح الاجتماعية المختلفة , والمتتبع لهذه المسيرة النضالية لشعبنا الجنوبي البطل يجد أن أخطاء الحكم السابق في الجنوب هو من قاد أبناء الجنوب نحو اندفاع عاطفي مهرولين باتجاه لما يسمى بالوحدة ألاندماجيه الفورية عام 1990م وهو ما جعل القوى الظلاميه اليمنية في حاله إرباك وذهول مما يحدث حينما فاجأها الأمر وكان يفوق توقعاتها وهي تراقب ذلك السيل الجنوبي العاطفي المندفع نحو مشروع الوحدة كأسراب الفراشات وهي تتراقص بغير وعي حول لهب النيران .. والشعب الشمالي من ألعامه أيضا هب مندفعا كأسراب الجراد متربصا بالخير القادم من الجنوب .

لكن شيوخهم الظلاميين ويتزعمهم كبيرهم الزنداني المقيم حينها في الجارة السعودية التي تتقاطع مصالحها معه في تلك المرحلة وشنت الحملات العدائية لمحاوله عرقله ذلك المشروع ونظمت الاحتجاجات وألقيت المحاضرات وأقيمت الفعاليات واللقاءات والزيارات , ووزعت الاشرطه المجانية المناهضة لمشروع الوحدة خوفا من القادم الجنوبي لما عرفوه عنه شعب متحضر ودوله نظام وقانون ومؤسسات ستضر بمصالحهم و هذا لايروق لهم كما كان يظهر للعيان .
ولكن كان ذلك تبادل للأدوار على ما اعتقد بين القوى المتنفذه الشمالية العسكرية والقبلية والدينية ليوقعوا بالفريسة في براثن الشرك الشمالي وهذا ما أكدته الوقائع ومذكرات الشيخ الأحمر وكان لهم ذلك فلقد تبخر ذلك الحلم الرومانسي الجنوبي منذ ألسنه الأولى بل الأشهر الأولى وان أول من استشعر بذلك الفخ والخطر القادم المحدق بشعب الجنوب هو فخامة الرئيس علي سالم البيض الذي قد قبل بمنصب النائب برضاء منه وقناعة تامة تؤكد صدق النوايا والتوجه نحو مشروع الوحدة .. الوهم .. لكنه صدم بالواقع المرير وحاول أن يصلح ما أفسده الرفاق .

وانهار حلم الوحدة الكاذبة الذي كان يروج لها النظام الجنوبي السابق المخترق من الوافدين اليمنيين الذين أعطى لهم الجنوب حق المواطنة ليصلوا إلى أعلى درجات السلم القيادي والتحكم بمصير أبناء الجنوب .

وكانت قيادتنا وشعبنا في الجنوب منساقين بصدق وعاطفة ساذجة بسبب تأثير الشعارات القومية والامميه الرنانة في تلك ألحقبه من الستينات والسبعينات المشؤمه على شعبنا الجنوبي العربي الأصيل .


إن استشعار فخامة الرئيس البيض بتلك المؤامرة المسماة .. وحده .. حيث شاهد وعايش كيف تدار دوله ماتسمى الوحدة بالامزجه و بواسطة تلفون وغياب العمل المؤسسي واختزال ألدوله بشخص الرئيس اليمني الذي تنكر وتنصل لكل اتفاقات الوحدة التي لم يجف حبرها بعد,وكانت الازمه التي أراد الرئيس البيض أن يديرها بأسلوب حضاري حيث اعتكف بمنزله محتجا ليحضر المصلحون ويتعهد الريس اليمني بتنفيذ الاتفاقات ليعود الرئيس البيض (النائب) لممارسه مهامه ويعود الرئيس اليمني بقصد وإصرار يكرر فعلته فيعتكف الريس البيض في منزله بالعاصمة عدن للمرة الثانية والثالثة إلى أن تم التوافق على أعاده صياغة اتفاقيه الوحدة بموجب لقاء رمضان /فبراير1994في العاصمة الاردنيه عمان وبرعاية الملك حسين بن طلال و بحضور ومباركه إقليميه ودوليه.ولكن لم يجف حبر أتفاق رمضان في عمَّان حتى انقلب عليها نظام ألجمهوريه العربية اليمنية معتبرها وثيقة الخيانة والانفصال وشنت الحرب الظالمة على الجنوب لتستبيحه وتحتله بقوه السلاح و تحت قصف الصواريخ والمدافع على العاصمة عدن وكل مناطق الجنوب حينها أعلنها صراحة فخامة الرئيس علي سالم البيض في 21/مايو/1994 فك الارتباط مع الشمال وسقوط مشروع الوحدة الذي حمله الجنوب وتعاطي معه بنزاهة وإعلان استعادة ألدوله الجنوبية.

بقدر الاندفاع العاطفي المهرول لماتسمى بالوحدة بقدر ما كان التعاطي الواعي المؤيد لفك الارتباط ولكن بشكل تدريجي غير مندفع تحسبا لفعل السياسة وانعكاساتها على القضية في ضل قبضه بعض رموز الحزب الاشتراكي للحكم آنذاك , ومنذ تلك اللحظة التاريخية من عمر قضيتنا الجنوبية وبعد أن ألقت الحرب أوزارها وبالتحديد عام 1995م تداعى عدد من المخلصين لقضيتهم وبعض ممن وجدو أنفسهم في الرصيف ـ خليك في البيت من الكوادر والكفاءات الجنوبية المسرحة قسرا ـ بدأت إرهاصات الحراك الجنوبي التي كانت تنادي بمطالب حقوقيه أقصاها ألمطالبه بإصلاح مسار الوحدة آو تنفيذ وثيقة العهد والاتفاق (الداعية للفيراليه.) التي اعتبرتها سلطه الاحتلال حينها وثيقة الخيانة والردة والانفصال.

ومنذ تلك الفتره التي انبراء فيها عددمن احرار الجنوب ـ وكان لي الشرف ان اكون من بينهم ـ لينظموا انفسهم بواسطه عدد من الاساليب والتشكيلات منها العلنيه والسريه وفي مجملها كانت مناهضه للاحتلال بوسائل مشروعه وطرق مختلفه وكانت اكثر تلك التشكيلات الفاعله تعمل بشكل شبه منفصل بمعنى كل محافظه لها نشاط خاص بها .. واكثر المحافظات تفاعلا هي حضرموت اذ شهدت تنظيم عدد من الاحتجاجات الشعبيه الميدانيه تليها الضالع ثم عدن وغيرها من محافظات الجنوب بنسب متفاوته لااريد ان اسهب في ذلك بل ساتطرق له بالتفصيل في وقت لاحق ولاتركه للمورخين المهتمين برصد الاحداث للمراحل التاريخيه لثورتنا التحرريه .

ان المحطه الرئيسه لانطلاق ثورتنا السلميه التي لم تتوقف من يومها هي يوم اعلان العرض العسكري والمهرجان الجماهيري الحاشد الذي دعى له احد ابرز مؤسسي الحراك السلمي العميد/ ناصرالنوبه رئيس جمعيه المتقاعديين الامنيين والعسكرين في السابع من يوليو 2007في ساحه العروض ( الحريه ) بالعاصمه عدن , والمحطه الاهم في تاريخ ثورتنا الجنوبيه هي اعلان تاسيس المجلس الوطني الاعلى لتحرير الجنوب واستعاده الدوله في اكتوبرعام 2008 بمنطقه العسكريه يافع برئاسه الزعيم حسن باعوم وكان الى جانبه عند التاسيس العميد طماح والشيخ احمد بامعلم والمهندس فضل الصلاحي وعدد من الكفاءات الجنوبيه ممثلين لجميع محافظات الجنوب وكان لحضرموت مساهمه فاعله في اشهار المجلس وكان لي شرف المشاركه مع عدد من زملائي في هذا الحدث .

ويعد المجلس الوطني وهو اول فصيل يعلن بشكل رسمي خيار الاستقلال والتحرير واستعاده الدوله من خلال برنامجه السياسي وايضا من خلال اسمه المعلن بجرأه الامر الذي جعل كثير من القوى الاخرى تتخوف من ذلك الاعلان الرسمي وتضع المحاذير , لكن الايام اثبتت صحه ذلك الخيار واصبح اليوم خيار شعب باسره من المهره الى باب المندب.

وبعد انقضى تلك الفتره من المرحله التحرريه وبرغم الانتصارات العظيمه التي حققتها الثوره السلميه الجنوبيه التي اصبحت رقم فاعل في العمليه السياسيه الاقليميه والدوليه الا انها برزت هناك عددمن المعوقات ابرزها تلكؤ في ممارسه العمل المؤسسي ادى الى مايسمى بازمه قياده ... وربما كانت المبالغه في تاجيج هذه الازمه وافتعالها بقصد اوغير قصد سبب في تعثر خطوات الحراك السلمي ولو بشكل نسبي لعدم تحقيق مكاسب ثوريه اكثر تقدم , مما يتطلب الوقوف والتأمل بعمق لدراسه مايجري والبحث عن اسباب ذلك التعثر .. ولنتسآل هل هي ازمه حقيقيه او مفتعله , ويجب ان تكون الاجابه بتجرد ؟؟

في اعتقادي ان المسأله ..هي ازمه للضمير قبل ان تكون ازمه للقياده والمشكله تكمن في الاختلاف في اداره العمليه الثوريه وليس حول هدف الثوره ...إذ ليس العيب ان نختلف ولكن العيب في عدم حسن أداره الخلاف وازمه الضمير هي احد اسباب عدم معرفتنا وقدرتنا على اداره الخلاف .. وان المعظله ليست بمسمى القياده اذا كانت بذورها في ازمه الضمير فهناك هناك اشكاليه علينا بحث جذورها ومسبباتها وسبل علاجها ومن الخطاء التعامل معها بسطحيه و في تقديري الخاص أنها تكمن في مايلي :ـ

اولا يجب ان نعرف اننا اصحاب حق تواقين للحريه والاستقلال , واصحاب قيم نبيله متمثله بالعزه والكرامه والشموخ .. ونحمل قضيه عادله ونحن قوم هذه مثلنا لذا من الطبيعي ان نكون متخلقين بالمثل العظيمه وبالاخلاق العاليه ناهيك ونحن مسلمون علينا كافراد ان نتخلق باخلاق الاسلام بالصدق والامانه والاحترام في التعامل مع الاخرين , حينها سنرتقى بحوارنا ونتمكن من اداره خلافاتنا ان وجدت وهي حاله صحيه وطبيعيه.

ثانيا مطلوب مرجعيه ثقه نتوافق عليها ونحتكم لها مع أهمية اعداد واقرار الوثائق البرامجيه واللوائح الداخليه والتنظيميه التي تنظم العلاقه بين الهيئات الادنى والاعلى والعلاقه بين القياده والقواعد وتضع ضوابط واسس المراقبه والمحاسبه واعتماد مبدأ الشفافيه وتصحيح الاختلالات ان وجدت حسب النظم واللوائح المنظمه لذلك .

ثالثا تجسيد مبدا التصالح والتسامح قولا وعملا وممارسه وليس شعار للاستهلاك و الصدق في التعامل .. اما تعاطي وممارسه سياسه ازدواج المعايير والمخادعه والمكر والمراوغه بين ابناء الجنوب بعضهم لبعض تمثل الطامة الكبرى وضرب لقيم ومبادئ الحركة الوطنية الجنوبية .

رابعا لااتفق كثير مع مصطلح القياده .. بل احب ان اسميه منسقون .او تنسيقيه وهو اقرب للواقع . نعم لان الدور الذي يضطلعون به عباره عن تنسيق مهرجانات ومسيرات ووضع برامج الفعاليات( الى ان توجد اللوائح المنظمه للحياة الداخلية واليه تفيذ البرنامج السياسى ) واعرف شخصيا كثير من الاافراد يقومون باعمال تنسيقيه وداعمه لكثير من الفعاليات المختلفه وهم لايحملون صفه قيادي إذ كثير من الجنود المجهولين لهم اسهامات طيبه في دعم القضية الجنوبيه لأنها أصبحت قضية وطن وشعب وهم يعملون بصمت.

خامسا حتى لانظلم من يقال لهم مجازاً بـ( القياده) ان الدور الذي كانو يضطلعون به منذ الارهاصات الاولى للحراك دورعظيم وجهود جباره , ولكن كانت في معظمها تصب في عمليه الدعايه والتحريض والشرح والترويج للانخراط والاستقطاب للحراك السلمي وابراز القضيه الجنوبيه والدفع لتوجه هدف الاستقلال متنقلين من مكان الى اخر .. فلا مدينه ولاقريه ولاسهل ولاوادي من ارض الجنوب الا ووصلواليه متحدين المخاطر والصعاب.

كان ذلك على حساب الفعل الثوري والسياسي وعلى حساب العمل المؤسسي .. ولقد كان الترويج للانخراط في الحراك السلمي بلغ اوجه الامر الذي ادى الى تنامي قوه منتسبي الحراك ليتقدم ويطغي على ما يسمى القياده في بعض الاحيان ليتجاوزها .

سادسا ان المشكله لاتكمن في تغيير قياده باخرى ولو حتى من الوجوه الشابه اذا لم يتم الأحتكام لمرجعيه تنظمنا ... ولاتكمن في احلال الشباب محل الجيل القديم كما يروج لها البعض بل تكمن في ضروره الاحتكام الى اللوائح المنظمه وبشفافيه مع تقديري للشباب واعطائهم فرصه القياده وساعتها سيفرض التجديد نفسه وتتاح الفرص للكفاءات القياديه الوطنيه المخلصه و المؤهله , ونحن ايضا بحاجه الى العقيده الثوريه وهي موجودة في فكر وتعاليم وثقافة ونهج وسلوك ديننا الإسلامي الحنيف ثم الوطنيه.

ان الولاء لله ثم للعقيده الثوريه المستمده من ديننا الاسلامي ضروره ملحه وهي احدى عوامل النصر .

سابعا شعار لاقياده بعد اليوم الذي يردده البعض بوعي مدمر مقصود او بغير وعي من الشعارات الهدامه المضره بثورتنا السلميه التحرريه كذلك المبالغه في تمجيد الافراد مها علا شانهم مع احترامنا للجميع وللادوار العظيمه التي أجترحوها.

ان القياده المؤسسيه والانظباط الثوري شرط حتمي لانتصار الثوره لانه لا تنتصرثوره بدون قياده .. ولاتنتصرثوره بدون عقيده ودستور داخلي ينظم شئونها وينتصر لأهدافها , ويمنعها من السقوط والإنكسار .

ثامنا /ترك العادات والسلوكات المشينه كالغيبه والنميمه لأنها ليست من شيم وأخلاق الثوريين الحاملين لقضية وطن وإرادة أمة , ونبذ المكايدات والمماحكات غير المبرره وأن نضع دائما مضمون هذه الايه الكريمه نصب اعيننا في قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " وعلينا التحلى بالشجاعه الادبيه في مواجهه كثيرمن الاموروالتصدي للشائعات بالتاكد شخصيا مما يقال بالمواجهه والمصارحه والمكاشفه وألا نبني المواقف من الاحكام المسبقه والجاهزه لخدمه اعداء القضية الجنوبيه العادله . . ما أحوجنا دائما التقرب الى الله سبحانه وتعالى تجسيداً لقوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ صدق الله العظيم . نكتفي بهذا القدر والى لقاء قريب
حيد حديد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس