عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-07-25, 11:48 AM   #1
قناص الجنوب العربي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-07-24
المشاركات: 1,364
افتراضي الشهيد صالح طالب اليافعي .. الأب المثالي والطبيب والقائد السياسي والعسكري (1+2 )

الشهيد صالح طالب اليافعي .. الأب المثالي والطبيب والقائد السياسي والعسكري (الحلقة الاولى)


الميلاد والنشوء والطفولة:
بدأ شهيدنا الراحل نضاله ومسيرة كفاحه عقب وفاة والده وهو في الثانية من العمر, حيث بدأ بذلك يصارع حياة اليتم والشقاء في كنف أسرة لا أعضاء فيها سواه . مرارة الواقع وكدح العيش اللتين تميّزت بهما تلك المدة إضافة إلى ظروفهالخاصة أيضا ولّدت في نفسيته روح الإقدام والمثابرة و بذرت في كيانه مبادئ الكفاح و المغامرة , فذهب في تلك المرحلة إلى(المعلامة) لدراسة القرآن الكريم وعلومه على يد أحد فقهاء الدين في قريته خلال عامي ( 1957 – 1958م ) وكان مميزاً بين أقرانه .
مثّلت المرحلة الممتدة بين عام 59 و 1963م بواكير التكوين الشخصي والفكري للشهيد حيث أن حالة الفراق الناتجة عن ترك المعلامة وانعدام فرص الالتحاق بالتعليم دفعه ذلك إلى مرافقة جده(قاسم أحمد ناصر) في كل المشاوير والأعمال التي يقضيهاويصطحبه معه في مجالس الكبار مستمعاً لما يقال من أخبار وأحاديث وحكم وأشعار ...
كما تميزت تلك المدة بتألق الحركة التحررية وانتشار أخبار انتصاراتها بواسطة المذياع الذي أصبح في متناول الجميع آنذاك0
إن كل ما ذكر أعلاه شكل أسباباً قويةً في تكوين شخصية الشهيد والتأثير على طبيعة تفكيره لاسيما وأنه كان حاضراً في أغلب مجالس الكبار ولا يفوته ما يدور فيها من أحاديث وأخبار ولم يستهوه اللعب مع أقرانه إلا في ما ندر ولذلك أصبح يفكر بما يفكربه الكبار وبدأت تظهر عليه نوازع المعرفة مثلهم0
أما تاريخ الميلاد فهو العام 1949م بقرية الحاجب منطقة العمري مديرية رصد محافظة أبين والتي تقع في أقاصي غرب مديرية رصد وتطل على منطقة العسكرية شرقي مديرية ردفان وتتميز بتضاريس جبالها الشاهقة التي تنعدم فيها المواصلات والخدمات الطبية وينعدم كذلك التعليم إلا من بعض الكتاتيب وظروف معيشية صعبة واقتتال قبلي وثارات مزمنة0
كل هذه الظروف مجتمعة شكلت الوضع الذي استقبل فيه المولود الجديد "صالح طالب محسن محمد صالح عبدالله بن عبد الجبار"وهذه الظروف أيضاً كان لها التأثير الواضح على النشوء والطفولة للشهيد وغيره ممن عاش هذا الوضع الصعب ، وفي سياق آخر كان الموت قد اختطف والد الشهيد وهو في العام الثاني من عمره وتكفل برعايته المرحوم قاسم أحمد ناصر _ وهو أب والدة الشهيد _ الذي يتميز بالشجاعة والنبل والكرم والأخلاق العالية ، وهو شخصية اجتماعية محبوبة ويتميز بملكة شعرية فذّة لازالت بعض قصائده محفوظة لدى كثيرين وله علاقات واسعة وكلمة مسموعة وكانت رعايته للشهيد رعاية الأب الحقيقي منذ وفاة والده إلى أن أصبح شاباً يافعاً ، أن السجايا والصفات الحميدة التي كان يتميز بها المرحوم قاسم أحمد ناصر انعكست على تنشئة الشهيد وبدأت تتشكل في تكوين شخصيته منذ الصغر .
بوادر تكوين الشخصية المستقلة للشهيد:
بعدها تعزز شغفه بالعلم و سمت لديه معاني التضحية و الفداء في كل شيء ولكل شيء نبيل يطلبه ؛ فقرر ترك قريته ووطنه لتكون دولة قطر الشقيقة هي محطة أولى لرحلاته سنة 1963م حيث مكث هناك ثلاث سنوات درس خلالها المرحلة الابتدائيةفعاد بعدها ليفتح مدرسة في قريته لتعليم القراءة و الكتابة بأسلوب أحدث من (المعلامة) وفقهاء الدين ؛ وبهذا يعد أول معلّم في مديرية رصد وربما يافع بأسرها ؛ وذلك لسببين أساسيين سجلهما له التاريخ في ذلك الوقت و تلك المنطقة
الأول : المستوى الدراسي الذي عاد به من دولة قطر
والثاني: هو تمرده على أسلوب (المعلامة) و إدخاله طرائق و أساليب تدريسية جديدة لعلّه استفاد من تجربة دراسته في قطر .
قناص الجنوب العربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس