عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-07-24, 11:14 PM   #91
حيد كريتر
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-05-20
المشاركات: 1,325
افتراضي

الغرب يسعى لإحراق قيادات الحراك 2
د/محمد بن جابر /
كنا قد تناولنا في الجزء الأول من حديثي أهمية دور الشباب وتطلعنا لأن يكون لهم الصوت المسموع في جنوبنا الحبيب،إلى جانب المشاركة الفاعلة في صنع القرار والسياسة الجنوبية،ولم أتطرق لخبر قيادات الحراك والعنوان العريض الذي وضعته إلا في آخر أسطر المقال وهذا مادفع الكثير للإحتجاج علي واتهموني بإضاعه وقت القارىء والاستخفاف بعقله،وتساءل الكثير ماهي العلاقة بين الموضوع العاطفي المطول وعنوانه اللافت وخاتمته المبتورة؟

لنعد قليلا إلى حديث تلك الصديقة التي نقلت رغبة ملحة لدى الساسة الغربيين وصناع القرار في أوروبا وامريكا لاستنفاذ ماتبقى من نقاط سياسية لدى قادات الحراك ونقلت الرغبة الملحة في السماع للرؤية الشبابية التي يتمتع بها الجيل الجديد من شباب التحرير والذي سيكون لهم الحكم في الجنوب مستقبلا ومنه ستكون لهم المصالح الغربية في المنطقة ليفاوضوا حولها ويتفقوا مع الغرب على كيفية تأمينها

المتأمل في حال معظم قيادات الحراك يرى أن المخاوف الغربية نابعة من عاملين رئيسين: الأول" أن معظم قيادات الحراك في الداخل لا يملكون رؤية استراتيجة واضحة المعالم للجنوب الجديد وكيفية إدارته مستقبلا وكيف يمكن للغرب أن يضمن معهم مصالحه الإستراتيجية في مضيق باب المندب وأحد أهم طرق التجارة والنفط بين الشرق والغرب. وما تشهده المنطقه من تغييرات عظمى على مختلف الصعد دليل واضح اننا مقبلون على فترة ومرحلة جديدة للشرق الأوسط يتوجب أن يكون كل صناع القرار في المنطقه على دراية في كيفية التعامل معها فما بالك بوضعنا في الجنوب وهذه الدراية لا تتوفر لدى معظم قيادات الحراك حاليا

ويشعر المواطن الجنوبي بالحزن حين لا يسمع من معظم قيادات الحراك إلا الشتائم والمؤامرات ،ولم نسمع من معظمهم إن لم يكونو جميعا أي تصور مستقبلي عن المرحلة القادمة، فهل يتوقع ان يثق فيهم الغرب وهم لايستطيعون التظر أبعد من مواطىء أقدامهم؟

الأمر الثاني من وجهة نظري: العلاقات السياسية لقيادات الحراك في الداخل والخارج، فنجد ان القيادات الجنوبية الفاعلة خارجيا ودوليا والتي لها القدرة على ضمان المصالح الدولية في المنطقة قد استنفذت معظم رصيدها الشعبي ولم يعد لها المكان والتأثير المناسب في قلوب وعقول أبناء شعبنا وهم كأمثال العطاس وعلي ناصر محمد ....أما البيض وما أدراك ما البيض الذي لم يفلح حتى اللحظه في تحديد موقف صريح من علاقته بالغرب ولم نعرف أو نتاكد حتى الآن ماذا يخفي في رأسه وماهي علاقاته الدولية الحالية وإلى أين ستكون الوجهة الثانية مستقبلا ؟

أما قيادات الداخل والتي لايوجد لمعظمها أي اتصال خارجي حقيقي حاليا وهم إما من بقايا الاشتراكي الذي أراد ان يتسلق ثورة الحراك ويجيرها لمصلحته ولأوهامه اليمنية القديمةـ أو من العناصر التي زرعها المؤتمر والإصلاح في خاصرة الحراك كي تتحرك في الوقت المناسب لنسف أي عمل سياسي جنوبي جاد.وبالفعل فقد نجحوا في إفشال الكثير من الأمور ولا زالو يعملون فهل سيكشفهم الشعب؟ّ! ..ربما قريبا، وهؤلاء جميعا لا يمثلون شريكا ملائما للغرب في تامين مصالحه فجميعهم لا يملكون سياسة وإدارة عقولهم وأنفسهم فكيف لهم ان يحكموا شعبا متمردا كشعب الجنوب ودولة لها من الأهمية الاستراتيجية مالها كالجنوب؟ بالإضافة إى ان الإرث التاريخي لدى غالبية قيادات الحراك يجعل منهم ورقة مؤقتة فقط لاتصلح للاستهلاك الطويل الأمد ،بل إن بعضهم يدرك هذه الحقيقة في قرارة نفسه وربما لم يكن لديهم الرغبة في العودة إلى المجال السياسي إلا ان هناك ظروفا لا نعلمها ..فربما قد تكون حسابات الماضي الأسود لازالت في رؤوسهم وهذا مستبعد للنخبة السياسية التي لها الحنكة والدهاء ..والأرجح أن القوى الإقليمية والدولية التي آوتهم حينها قد استشعرت أن الوقت قد حان لتسديد الثمن، فنرى بعضهم يعمل خلافا لرغباته ولتصريحاته السابقة ونحن نعذرهم في هذا الأمر إذ لم يكن بمقدورهم فعل أفضل من هذا في مثل هكذا ظروف

اما القيادات النزيهة من الحراك وهم ممن بدأ الثورة حقا لكن معظمهم لايملك الدراية السياسية والعمل الدوبلوماسي وذلك نتيجة لخلفيتهم العسكرية أو القبلية التي لم تسعفهم كثيرا فكان من السهل تنحيتهم منذ الخطوات الأولى للعبة السياسية الدولية الدائرة في الجنوب وعلى الجنوب

ولأن الشباب هم الورقة البكر التي لم يطلع عليها احد ولم تتلوث حتى الساعة باموال السياسة ومكائد السياسين فقد سعت الكثير من القوى الإقليمية لزجهم في الصراع السياسي المحرق حاليا في الجنوب كيف تكشف اوراقهم وعندها يمكن السيطرة عليهم إما بشرائهم او تصفيتهم إن لزم الأمر

لازالت الكثير من الأوراق التي يمكلها الجيل الجديد من شباب الثورة التحررية الجنوبية لم تكشف رغم المحاولات الحثيثة للدفع بها إلى المستنقع القذر الذي يخوض فيه الغالبية،ولازال الكثير منهم ايضا لم يدرك حجم الأهمية للدور الذي يمكن ان يقوموا به ولم يتنبهوا إلى الرغبة الدولية في سماع وجهة نظرهم وتجربتهم سياسيا حيث باتوا هم الخيار الذي يراهن عليه الكثير من القوى الوطنية الجنوبية والبديل الأفضل للكثير من القوى الٌإقليمية والدولية التي

لايهمها من الشأن الجنوبي سوى تأمين مصالحها والتعهد بالحفاظ والإستمرارية فيها

وما أتمناه هو أن نرى في المنظور القريب خطوات جريئة وجادة من التكتلات والقوى الشبابية الجنوبية في اتجاه العمل السياسي الموجه والحقيقي البعيد عن المهزلات والتراهات الدائرة حاليا بين المكونات الجنوبية، ومما لاشك فيه أن الأضواء التي باتت جاهزة للتسليط عليهم ستقلب العديد من الموازين في الصراع الدائر حاليا
حيد كريتر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس