[عبدالله البلعسي]

سياسيون يشترطون استحقاقات قبل عقد مؤتمر الحوار آخر تحديث:الخميس ,19/07/2012
صنعاء - “الخليج”:
حذّر مشاركون في حلقة نقاش عقدت، أمس الأول الثلاثاء، في العاصمة اليمنية صنعاء حول سيناريوهات الحوار الوطني، من احتمال تعثره أو فشله، وقالوا إنه السيناريو الأكثر توقعاً للحوار الوطني المرتقب في البلاد، وأوصوا بضرورة إعادة هيكلة الجيش والأمن قبل عقد المؤتمر وإعادة تشكيل اللجنة الفنية للتحضير للحوار كي تضم مختلف مكونات المجتمع، وبسط الدولة السيطرة على أراضيها وتحسين الأوضاع الأمنية والاقتصادية .

وبرر المشاركون في حلقة النقاش التي نظمها المركز اليمني للدراسات الاستراتيجية ذلك باستمرار الانقسام الحاصل داخل الجيش والأجهزة الأمنية، كما أن أرتال الدبابات والمدافع والمنظومات الصاروخية التي يسيطر عليها أقارب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لا تزال تطوق العاصمة صنعاء ومدناً عدة في البلاد، فيما لا يزال المئات من شباب الثورة يقبعون في السجون .

وقال عضو مجلس الشورى عبدالسلام العنسي إن “الشعب اليمني وهو يعيش أحلك أيامه ليس أمامه سوى خيارين لا ثالث لهما، فإما نجاح مؤتمر الحوار الذي سيمثل بداية عهد جديد يحفظ به اليمنيون آمالهم ويحافظون على وحدتهم ويتخلصون من الاختلالات الحادة في كل المجالات، أو التعثر والفشل الذي سيدفع بالبلاد نحو مصير مجهول” . واتهم المتحاورين أو جزءاً كبيراً منهم ب “فقدان العقليات السياسية الناضجة”، معتبراً استمرار العنف والقتل في المناطق الجنوبية، وعدم هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية وتوحيد قوى الجيش والأمن تحت قيادة واحدة، والانفلات الإعلامي، بأنه أخطر من الانفلات الأمني، وكذلك الإعداد والتحضير المستعجل وغير المتأني لمؤتمر الحوار الوطني . وأشار إلى أن عدم تجاوز المعوقات والاختلاف والتباين الحاصل صار يشكل السبب الثاني من أسباب التعثر يضاف إليه إصرار بعض النخب المعنية على الدخول في الحوار على وضع حساباتها الحزبية والمناطقية والطائفية والعنصرية موضع التوجيه والمرجعية من دون استحضار للمصالح الوطنية العليا المختلف حولها التي يجب طرحها بموضوعية وشفافية بعيداً عن التمترس وراء قناعات سابقة وجامدة .

وعلى العكس بدا القيادي الناصري عبدالملك المخلافي متفائلاً بنجاح مسار الحوار، قائلاً إن الثورة الشبابية الشعبية السلمية قامت لتمثل البوابة الرئيسة للحوار الوطني المنشود، وستظل هذه الثورة بصمود أبنائها في الساحات وبما قدمته من تضحيات جسام، عامل نجاح قوياً لأي حوار وطني وضماناً حقيقياً لعدم العودة باليمن إلى الوراء . ودعا جميع مكونات المجتمع اليمني الحرص على إنجاح المؤتمر الذي سيتم فيه تحديد نظام الحكم لأول مرة من قبل اليمنيين أنفسهم وصياغة دستور يمني جديد بمشاركة كل فئات وشرائح المجتمع اليمني المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المقبل .